وفاة غوستاف هاسل.. مصمم أزياء جاكلين كنيدي وغريس كيلي

هاسل في عام 1972 يتوسط عارضتين في تصميمين من إبداعه
هاسل في عام 1972 يتوسط عارضتين في تصميمين من إبداعه
TT

وفاة غوستاف هاسل.. مصمم أزياء جاكلين كنيدي وغريس كيلي

هاسل في عام 1972 يتوسط عارضتين في تصميمين من إبداعه
هاسل في عام 1972 يتوسط عارضتين في تصميمين من إبداعه

هناك مصممون لا نسمع عنهم الكثير إلا بعد مماتهم، وهذا ما ينطبق على غوستاف هاسل، الذي توفي أخيرا عن عمر يناهز 88 سنة. غوستاف لمن لم يسمع به، وهم كثر، مصمم اشتهر في الستينات، وكانت له لائحة طويلة من الزبونات المهمات مثل جاكلين كينيدي - أوناسيس، وغريس كيلي ودوقة ويندسور، وغيرهن من سيدات المجتمع المخملي، من مثيلات بيتسي بلوميندايل، زوجة وريث المحلات الشهيرة، التي صرحت في عام 1969 بأنها لا بد أن تقتني منه ولو قطعة في كل موسم لإغناء خزانتها.
يتميز أسلوبه بالرقي والهدوء، وبالخطوط المحسوبة ببساطة، ترفع شعار السهل الممتنع. ألوانه أيضا كانت محدودة ومحددة يغلب عليها الأسود والرمادي والأزرق الداكن: «فالدراما في تصاميمه تكمن في البساطة»، حسب قول دليس بلوم، أمين متحف الملابس والأقمشة بفيلادلفيا. قوته كانت أيضا تكمن في عدم حاجته إلى التفاصيل الكثيرة أو إلى تحديد الخصر، لأنه كان يفضل التصاميم التي تنسدل على الجسم بسهولة ولا تشده، وهو ما كانت تفضله جاكلين كنيدي وجعلها تلجأ له في الكثير من المناسبات.
ولد غوستاف هاسل في فيلادلفيا ودرس الرسم في أكاديمية الفنون الجميلة ببنسلفانيا. بعد تخرجه وأداء مهمته العسكرية التحق بهاتي كارنيغي، سيدة أعمال مهتمة بالموضة، ويعود لها الفضل في تقديم الملابس الجاهزة إلى المتاجر الشعبية الكبيرة بالولايات المتحدة.
في البداية عمل في القسم الإعلاني ثم تدرج إلى تزيين واجهات محلات كارنيغي، لكنه كان يعرف أن بداخله قدرات أخرى عليه أن يستغلها، لكنه لم يكتشفها إلا بعد أن رأى رسومات وتصاميم المصمم نورمان نوريل. وصل إعجابه به إلى درجة أنه ترك كل شيء وقرر أن يتوجه إلى تصميم الأزياء. وبالفعل افتتح محلا صغيرا وبدأ في تفصيلها على المقاس، الأمر الذي أثار انتباه وإعجاب هاتي كارنيغي، التي شجعته أن يطور نفسه ويسافر إلى أوروبا ليتعلم أكثر. سمع الكلام، وفي باريس تعاون مع جينيفيف فاث ومصممين غيرها ليكتسب خبرات جديدة استفاد منها بعد عودته إلى أميركا. في عام 1972، وبعد موت المصمم نورمان نوريل، خلفه لفترة قصيرة عاد بعدها إلى لوس أنجليس للتفرغ لخطه الخاص.



هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)
الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)
TT

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)
الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن الأوضاع لن تكون جيدة في عام 2025. فالركود الاقتصادي مستمر، وسيزيد من سوئه الاضطرابات السياسية وتضارب القوى العالمية.

حتى سوق الترف التي ظلت بمنأى عن هذه الأزمات في السنوات الأخيرة، لن تنجو من تبعات الأزمة الاقتصادية والمناوشات السياسية، وبالتالي فإن الزبون الثري الذي كانت تعوّل عليه هو الآخر بدأ يُغير من سلوكياته الشرائية. مجموعات ضخمة مثل «إل في إم آش» و«كيرينغ» و«ريشمون» مثلاً، وبالرغم من كل ما يملكونه من قوة وأسماء براقة، أعلنوا تراجعاً في مبيعاتهم.

أنا وينتور لدى حضورها عرض «بيربري» في شهر سبتمبر الماضي (رويترز)

لكن ربما تكون بيوت بريطانية عريقة مثل «مالبوري» و«بيربري» هي الأكثر معاناة مع قلق كبير على مصير هذه الأخيرة بالذات في ظل شائعات كثيرة بسبب الخسارات الفادحة التي تتكبدها منذ فترة. محاولاتها المستميتة للبقاء والخروج من الأزمة، بتغيير مصممها الفني ورئيسها التنفيذي، لم تُقنع المستهلك بإعادة النظر في أسعارها التي ارتفعت بشكل كبير لم يتقبله. استراتيجيتها كانت أن ترتقي باسمها لمصاف باقي بيوت الأزياء العالمية. وكانت النتيجة عكسية. أثبتت أنها لم تقرأ نبض الشارع جيداً ولا عقلية زبونها أو إمكاناته. وهكذا عِوض أن تحقق المراد، أبعدت شريحة مهمة من زبائن الطبقات الوسطى التي كانت هي أكثر ما يُقبل على تصاميمها وأكسسواراتها، إضافة إلى شريحة كبيرة من المتطلعين لدخول نادي الموضة.

المغنية البريطانية جايد ثيروال لدى حضورها عرض «بيربري» في شهر سبتمبر الماضي (رويترز)

هذا الزبون، من الطبقة الوسطى، هو من أكثر المتضررين بالأزمة الاقتصادية العالمية، وبالتالي فإن إمكاناته لم تعد تسمح له بمجاراة أسعار بيوت الأزياء التي لم تتوقف عن الارتفاع لسبب أو لآخر. بينما يمكن لدار «شانيل» أن ترفع أسعار حقائبها الأيقونية لأنها تضمن أن مبيعاتها من العطور ومستحضرات التجميل والماكياج وباقي الأكسسوارات يمكن أن تعوض أي خسارة؛ فإن قوة «بيربري» تكمن في منتجاتها الجلدية التي كانت حتى عهد قريب بأسعار مقبولة.

المعطف الممطر والأكسسوارات هي نقطة جذب الدار (بيربري)

«مالبوري» التي طبّقت الاستراتيجية ذاتها منذ سنوات، اعترفت بأن رفع أسعارها كان سبباً في تراجع مبيعاتها، وبالتالي أعلنت مؤخراً أنها ستعيد النظر في «تسعير» معظم حقائبها بحيث لا تتعدى الـ1.100 جنيه إسترليني. وصرح أندريا بالدو رئيسها التنفيذي الجديد لـ«بلومبرغ»: «لقد توقعنا الكثير من زبوننا، لكي نتقدم ونستمر علينا أن نقدم له منتجات بجودة عالية وأسعار تعكس أحوال السوق».

الممثل الآيرلندي باري كيغن في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

«بيربري» هي الأخرى بدأت بمراجعة حساباتها؛ إذ عيّنت مؤخراً جاشوا شولمان، رئيساً تنفيذياً لها. توسّمت فيه خيراً بعد نجاحه في شركة «كوتش» الأميركية التي يمكن أن تكون الأقرب إلى ثقافة «بيربري». تعليق شولمان كان أيضاً أن الدار تسرّعت في رفع أسعارها بشكل لا يتماشى مع أحوال السوق، لا سيما فيما يتعلق بمنتجاتها الجلدية. عملية الإنقاذ بدأت منذ فترة، وتتمثل حالياً في حملات إعلانية مبتكرة بمناسبة الأعياد، كل ما فيها يثير الرغبة فيها.