المغرب: حقوقيون يطالبون بالإفراج عن معتقلي جرادة

TT

المغرب: حقوقيون يطالبون بالإفراج عن معتقلي جرادة

طالبت هيئات حقوقية مغربية أمس بإسقاط الملاحقات القضائية والأحكام الصادرة في حق المشاركين في احتجاجات جرداة (شرق)، والتي اندلعت في نهاية 2017. إثر وفاة شابين كانا يحاولان استخراج فحم حجري من منجم مهجور، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية صدر أمس.
وأوصى تقرير لجنة لتقصي الحقائق، قدمه في الرباط ائتلاف يضم 21 منظمة حقوقية، بفتح تحقيق في «مزاعم التعذيب والاعتداء على المنازل والمداهمات الليلية»، على خلفية صدامات وقعت منتصف مارس (آذار) الماضي بين قوات الأمن ومتظاهرين بعد قرار السلطات «حظر كل مظاهرة غير قانونية».
ودعا التقرير إلى «فتح تحقيق عاجل في عملية الدهس، التي راح ضحيتها الطفل عبد المولى زعيقر»، في خضم تلك الصدامات.
وقال مسؤول محلي تحدث لوكالة الصحافة لفرنسية بأن «هذه الاتهامات لا أساس لها، فكل الاعتقالات تمت تحت إشراف النيابة العامة ضمن احترام القانون»، موضحا أن عدد الموقوفين حاليا يبلغ 50 شخصا، بعد الإفراج عن خمسة من القصر، وسبعة آخرين حكم عليهم بالسجن مع وقف التنفيذ.
وأضاف المسؤول نفسه أن الطفل زعيقر «يعالج في أحد مصحات الدار البيضاء، وحالته تتحسن». فيما قال بيان لوزارة الداخلية بأن عدد الجرحى في صفوف رجال الأمن وصل إلى 312. مقابل 32 في صفوف المتظاهرين.
من جهتها، قالت والدة أحد المعتقلين أثناء عرض التقرير «نحن لا نحارب الدولة، ورجال الأمن إخوتنا، لكن نريد حقنا. لقد ضربوا ابني مع أنه لم يقترف أي ذنب، والحراك كان سلميا»، وأضافت بنبرة باكية «لا نطالب سوى بكسرة خبز».
وقالت والدة معتقل آخر «نطالب بإطلاق سراح أبنائنا الذين خرجوا للتظاهر سلميا، ورفعوا صور الملك والأعلام الوطنية... لدي أربعة أبناء أحدهم طالب في الجامعة، والآخرون مضطرون للعمل في آبار الفحم المهجورة مخاطرين بحياتهم».
كما أوصى التقرير بالتحقيق في «الإثراء غير المشروع من مآسي وآلام وضحايا آبار الموت».
وكانت الحكومة المغربية قد أعلنت إغلاق المناجم غير القانونية، واعتماد ميزانية تبلغ 810 آلاف يورو لإنجاز مشاريع إنمائية وخلق فرص عمل. فيما أكد مسؤول تحدث لوكالة الصحافة الفرنسية سحب سبع رخص استغلال، وخمس رخص تنقيب عن الفحم في المنطقة.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.