قمة الكوريتين تختبر نيات بيونغ يانغ... وترقب لـ«إعلان بانمونجوم»

ترمب يتحدث عن 4 مواعيد و5 مواقع محتملة للقاء كيم

جنود كوريون شماليون وجنوبيون في قرية بانمونجوم الحدودية (أ.ب)
جنود كوريون شماليون وجنوبيون في قرية بانمونجوم الحدودية (أ.ب)
TT

قمة الكوريتين تختبر نيات بيونغ يانغ... وترقب لـ«إعلان بانمونجوم»

جنود كوريون شماليون وجنوبيون في قرية بانمونجوم الحدودية (أ.ب)
جنود كوريون شماليون وجنوبيون في قرية بانمونجوم الحدودية (أ.ب)

تتوجه أعين العالم اليوم إلى قرية بانمونجوم الحدودية، في المنطقة منزوعة السلاح التي ستشهد قمة تاريخية على مستويات عدة، ستكون هذه المرة الأولى التي يطأ فيها زعيم من الشمال أرض الجنوب منذ انتهاء الحرب قبل 65 عاماً، كما أنها ستكون فرصة لبحث توقيع اتفاق سلام، فضلاً عن أنها ستمهّد لقمة تاريخية أخرى بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترمب.
ويترقب الكوريون والعالم البيان الختامي للقاء الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي - إن وكيم، أو «إعلان بانمونجوم»، الذي سيختبر مدى التزام الشمال بخفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية، كما أن واشنطن تتوقع اتصالاً من الرئيس الكوري الجنوبي يحيط البيت الأبيض علما بفحوى لقائه مع نظيره الكوري الشمالي.
ويلتقي الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي - إن، كيم، اليوم (الجمعة)، عند الخط العسكري الفاصل الذي يقسم شبه الجزيرة الكورية قبل عقد قمتهما التاريخية، في خطوة ذات قيمة رمزية عالية.
وسيلاقي مون قبل ذلك ضيفه الشمالي عند العوائق الإسمنتية التي ترسم الحدود بين الكوريتين في المنطقة المنزوعة السلاح، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سكرتير الرئاسة في الجنوب إيم جونغ - سيوك.
من جهته، تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس عن ثلاثة أو أربعة مواعيد ممكنة للقائه الزعيم الكوري الشمالي المرتقب خلال الأسابيع المقبلة، لافتاً إلى أن هناك خمسة أماكن قيد الدراسة. وكان ترمب قد أعلن سابقاً أن اجتماعه مع كيم سيتم نهاية مايو (أيار) أو بداية يونيو (حزيران). وصرّح ترمب لشبكة «فوكس نيوز» أن «هناك قراراً علينا اتخاذه، لدينا ثلاثة أو أربعة مواعيد». وفي رده على سؤال عن توقعاته بشأن لقائه المرتقب مع كيم، قال: «قد أغادر الاجتماع سريعاً باحترام، وقد لا يتم اللقاء، مَن يعرف؟ ولكن ما يمكنني قوله (هو) إنهم (الكوريين الشماليين) يريدونه أن يعقد».
وتأتي القمة الثالثة من نوعها بين الكوريتين، بعد لقاءين عُقدا في بيونغ يانغ في عامي 2000 و2007 وهي ناتجة عن جهود دبلوماسية حثيثة شهدتها شبه الجزيرة في الأشهر الأخيرة.
ومن المفترض أن تكون مسألة الترسانة النووية الكورية الشمالية مدرجة رأس لائحة الأولويات التي سيتم بحثها.
ومنذ وصول كيم إلى الحكم في أواخر عام 2011 إثر وفاة والده، عمد إلى تسريع وتيرة تطوير برامج كوريا الشمالية النووية والباليستية، وقد بلغ التوتر في شبه الجزيرة ذروته.
وقد أجرت بيونغ يانغ، العام الماضي، تجربتها النووية الأقوى حتى اليوم واختبرت صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على بلوغ الأراضي الأميركية. لكن منذ أن أعلن كيم جونغ - أون في الأول من يناير (كانون الثاني) مشاركة بلاده في الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ في الجنوب، شهدت الكوريتان تقارباً كبيراً.
وحذّر سكرتير الرئاسة من أن الأمور لن تكون سهلة على الإطلاق، وقال إن «التوصل إلى اتفاق حول نزع السلاح النووي في وقت حققت برامج كوريا الشمالية النووية والباليستية تقدماً كبيراً، سيكون مختلفاً في طبيعته عن اتفاقات نزح السلاح المبرمة في التسعينات وبداية العقد الأول من الألفية». وتابع أن «هذا ما يجعل هذه القمة صعبة بشكل خاص»، مضيفاً أن «الأمر الأكثر حساسية سيكون رؤية مدى قدرة الزعيمين على الاتفاق حول إرادة نزع السلاح (الشمال) النووي»، وكيف «سيُدون ذلك على الورق».
ففي الماضي، كان مفهوم «نزع سلاح شبه الجزيرة النووي» يعني بالنسبة لبيونغ يانغ مغادرة 28500 عسكري أميركي موجودين في الجنوب، وإزالة المظلة النووية الأميركية، وهما أمران غير واردين بالنسبة إلى واشنطن.
وبحسب سيول، من الممكن أن يبحث الزعيمان إبرام معاهدة سلام لوضع حدّ رسمي للحرب الكورية (1950 - 1953) التي انتهت باتفاق هدنة، ما يعني أن البلدين لا يزالان عملياً في حالة حرب. كما قد تتم مناقشة استئناف عمليات لمّ شمل العائلات التي تشتتت بسبب الحرب. وأبلغ مون رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، أنه سيثير موضوع المخطوفين من قبل عملاء من كوريا الشمالية بهدف تدريب جواسيس بيونغ يانغ، الأمر الذي تعتبره طوكيو حساساً جداً.
وبعد لقائهما عند الخط الفاصل اليوم، سيتوجّه الزعيمان الكوريان سيراً على الأقدام باتجاه بيت السلام، وهو مبنى من الزجاج والإسمنت يقع في الجهة الجنوبية من قرية بانمونجوم الحدودية في المنطقة المنزوعة السلاح، التي تم توقيع الهدنة فيها. وسيوقع كيم دفتر الزوار قبل بدء الاجتماع الصباحي، بحسب إيم.
وسيتناول الوفدان الغداء بشكل منفصل، بحيث يعبر وفد الشمال الحدود عائداً إلى منطقته لتناول الطعام. وقال إيم، إن مون وكيم سيزرعان معاً قبل جلسة بعد الظهر، شجرة صنوبر «ستمثل السلام والازدهار عند خط ترسيم الحدود، الذي يعتبر رمز المواجهة والانقسام منذ 65 عاماً».
أما بالنسبة للتراب الذي سيُستخدم لزرع الشجرة، فسيكون من جبل بايكتو وهو مكان مقدس بالنسبة لكوريا الشمالية ومن جبل هالا في جزيرة جيجو الكورية الجنوبية. وبعد توقيع الاتفاق، من المتوقع صدور بيان مشترك. وقال سكرتير الرئاسة في الجنوب: «قد نسمّيه (إعلان بانمونجوم)».
وسيضم الوفد الشمالي بحسب إيم شقيقة الزعيم كيم يو جونغ، وهي مستشارته الأقرب، وقد حضرت الألعاب الأولمبية الشتوية في الجنوب في فبراير (شباط) الماضي. وسيكون الرئيس الفخري لكوريا الشمالية كيم يونغ نام الذي رافق شقيقة الزعيم إلى الألعاب الشتوية، في عداد وفد بلاده إلى القمة التاريخية. ولفت إيم إلى أنه «على عكس ما حدث في الماضي، يضمّ الوفد عدداً من كبار المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين». وتابع: «لم نتوقع ذلك. نعتقد أن هذا يعني أن كوريا الشمالية ترى الأمر ليس فقط على أنه قمة بين الشمال والجنوب، إنما من منظور قمة مع واشنطن».
وفي بروكسل، أشاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس بتصريحات الزعيم الكوري الشمالي حول وقف التجارب النووية، لكنه رفض أي رفع للعقوبات الدولية عن بيونغ يانغ من دون «تغير ملموس» من جانب النظام.
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي في مقر الحلف، عشية القمة: «ما دمنا لم نلاحظ تغييرات ملموسة في سلوك نظام كوريا الشمالية، يجب إبقاء العقوبات الدولية».
وأضاف ستولتنبرغ أن القمة هي «أول خطوة مهمة نحو حل سلمي تفاوضي للأزمة في شبه الجزيرة الكورية». كما اعتبر أن «أحد أسباب التقدم الذي شاهدناه في الأسابيع القليلة الماضية يعود لممارسة ضغط قوي على كوريا الشمالية، ليس أقله العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة».
وأضاف: «أرحِّب بكون الأمم المتحدة تمكنت من الاتفاق على تشديد العقوبات على كوريا الشمالية، وأيضاً لأننا رأينا أنها (العقوبات) طُبقت بدرجة أكبر من السابق».



بايدن: أميركا مستعدة لتقديم أي مساعدة لكوريا الجنوبية بعد تحطم طائرة

TT

بايدن: أميركا مستعدة لتقديم أي مساعدة لكوريا الجنوبية بعد تحطم طائرة

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم أي مساعدة ضرورية لكوريا الجنوبية بعد حادث سقوط طائرة حصد أرواح العشرات.

وأضاف بايدن، في بيان نقلته وكالة «رويترز» للأنباء، «لكوننا حليفين مقربين، فإن الشعب الأميركي لديه روابط صداقة عميقة مع الشعب الكوري الجنوبي، ونعبر عن تعازينا للمتضررين من هذه المأساة. الولايات المتحدة مستعدة لتقديم أي مساعدة ضرورية».

وتأكد مقتل 179 شخصاً، الأحد، في أسوأ كارثة طيران تشهدها كوريا الجنوبية على الإطلاق عندما تحطمت طائرة ركاب بعد هبوطها وانحرافها عن المدرج واصطدامها بجدار قبل أن تتحول إلى كرة من اللهب في مطار موان الدولي.

وقالت وزارة النقل في كوريا الجنوبية إن الحادث وقع لدى وصول الرحلة رقم «7 سي 2216» التابعة لشركة «جيجو إير» القادمة من بانكوك عاصمة تايلاند، وعلى متنها 175 راكباً وستة من أفراد الطاقم، ومحاولتها الهبوط بالمطار في جنوب البلاد بعد التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي بقليل (00:00 بتوقيت غرينتش).

ونجا فردان من الطاقم ويتلقيان حالياً العلاج من إصابتيهما.

وذكرت وزارة النقل أن الحادث خلف أكبر عدد من القتلى في تحطم طائرة داخل أراضي كوريا الجنوبية.

وأظهر مقطع مصور بثته وسائل إعلام محلية الطائرة «بوينغ 737-800» ذات المحركين وهي تنزلق على المدرج دون عجلات هبوط ثم تصطدم بمعدات ملاحة وبجدار لتتحول إلى كرة من لهب وحطام.

وبموجب قواعد الملاحة الجوية العالمية، ستقود كوريا الجنوبية تحقيقاً مدنياً في ملابسات التحطم سيشمل تلقائياً المجلس الوطني الأميركي لسلامة النقل، حيث جرى تصميم وصنع الطائرة.

وقال المجلس، الأحد، إنه يقود فريقاً من المحققين الأميركيين لمساعدة هيئة الطيران في كوريا الجنوبية في تحقيقاتها. وأضاف المجلس أن شركة «بوينغ» وإدارة الطيران الاتحادي تشاركان في هذا التحقيق.