مقتل 50 انقلابياً في 4 جبهات

TT

مقتل 50 انقلابياً في 4 جبهات

أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن 50 متمرداً حوثيّاً على الأقل قتلوا، أمس، في معارك مع القوات الحكومية وغارات لمقاتلات تحالف دعم الشرعية، في جبهات تعز والبيضاء وصعدة والجوف بالتزامن مع تقدم ميداني للقوات في أكثر من جبهة.
وذكرت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن نحو 23 متمرداً من عناصر ميليشيا الانقلاب الحوثي قتلوا أمس في مواجهات ضارية مع قوات الجيش وفي ضربات كثيفة لطيران التحالف تعز وشرقها.
وأشارت المصادر إلى احتدام معارك ضارية في جبهة مديرية موزع في الريف الغربي لتعز بالتزامن مع ضربات للتحالف على مواقع الميليشيات التي زرعت آلاف الألغام لإعاقة تقدم القوات التي يقودها نجل شقيق الرئيس الراحل، طارق صالح، في مسعى لتأمين تقاطع استراتيجي من الطرق في مفرقي المخا والبرح، غرب تعز، قبل التوجه شمالاً لاستكمال تحرير الساحل الغربي وصولاً إلى الحديدة.
وبحسب ما أفادت به المصادر، اندلعت اشتباكات عنيفة في جبهة الصلو، إثر محاولة عناصر من ميليشيات الحوثي الانقلابية التسلل إلى مواقع الجيش في نقيل الصلو وقرى عزلة الشرف، تكبدت خلالها الميليشيات خسائر في العتاد والأرواح.
إلى ذلك قال نائب ركن التوجيه في اللواء 22 ميكا، عبد الله الشرعبي لـ«الشرق الأوسط» إن قوات اللواء «صدّت هجوماً شنته ميليشيا الانقلاب في الجبهة الشرقية لتعز استهدف محيط القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات، وأجبرت عناصر الحوثي على التراجع بعد تكبيدها خسائر كبيرة».
وعلى صعيد ميداني متصل، اندلعت اشتباكات غرب محافظة الجوف بجبهة الساقية جنوب المصلوب، حيث سقط قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين، بالتزامن مع استمرار المعارك في باقم وعلب بمحافظة صعدة.
وقال ناطق القوات الحكومية في جبهة علب شمال صعدة لـ«الشرق الأوسط» إن عناصر الجيش في كل من اللواء 63 مشاة واللواء الخامس حرس حدود، واللواء 201، شنوا هجوماً على الميليشيات في تبة البركان وقرى آل صبحان وتمكنوا من السيطرة على أجزاء من تبة البركان وعلى عدد من المنازل التي كانت تتحصن فيها الميليشيات الانقلابية في قرى آل صبحان في مديرية باقم.
كما أفادت مصادر ميدانية في الجيش اليمني بأن القوات الحكومية حققت أمس تقدماً ميدانياً في جبهة الملاحيظ بمديرية الظاهر الحدودية، غرب صعدة، وفي جبهة رازح المجاورة، إلى الشمال منها، بإسناد من طيران التحالف.
وأكدت المصادر أن قائد الميليشيات في الملاحيظ، ويدعى أبو يحيى حبلة قتل في المعارك، كما قتل القيادي الحوثي عدنان النصيف في ضربة لمقاتلات التحالف استهدفته شمال صعدة.
وجاءت التطورات غداة، تحرير الجيش مواقع جديدة بين الشريجة والراهدة جنوب شرقي تعز، بعد معارك، سقط خلالها نحو 15 متمردا بحسب ما أفاد به الموقع الرسمي للجيش اليمني.
وطالت الضربات الجوية أمس مواقع المتمردين الحوثيين وثكناتهم في مديرية السوادية شمال محافظة البيضاء، وفي منطقة فضحة الواقعة بين مديريتي ناطع والملاجم، شرق المحافظة، كما امتدت إلى مواقع الميليشيا في مديرية المتون غرب محافظة الجوف.
وكان نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر، زار أمس معسكر استقبال المنضمين للجيش في مأرب للاطلاع على سير عملية الإعداد والتدريب.
وقال الأحمر في تصريح رسمي إن «الحرب التي تخوضها الشرعية والتحالف هي حرب دفاعية فرضها الحوثي بانقلابه على ما اتفق عليه اليمنيون وانقلابه حتى على حلفائه وعلى قرارات الإجماع المحلي والإقليمي والدولي».
وحض الفريق الأحمر القوات على «الجاهزية القتالية وتكثيف التأهيل والتدريب والصبر والمثابرة حتى تحقيق الأهداف الوطنية المرجوة في تأمين اليمن وحمايته وردع جماعات العنف والإرهاب».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.