زعيم «حماس» يعد بنقل «مسيرات العودة» إلى الضفة الغربية وأراضي 48

تعهد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، بمواصلة «مسيرة العودة الكبرى» ونقلها إلى الضفة الغربية والداخل والخارج، حتى تحقق أهدافها.
وقال زعيم «حماس»، إن المسيرات «أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة وأسقطت الصفقات المشبوهة».
وأوضح هنية في احتفال ديني في غزة: «شهر رمضان المبارك سيدخل هذا العام على شعبنا بأم المسيرات»، في إشارة إلى المسيرة الكبرى المتوقعة في منتصف الشهر المقبل، بالتزامن مع ذكرى النكبة الفلسطينية.
وقال هنية: «رمضان يأتي علينا هذا العام في ظل أحداث كبيرة وتحديين، الذكرى السبعين للنكبة، وقرار الإدارة الأميركية نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة». وأضاف: «في رمضان ستكون الحالة الفلسطينية أمام تحديات كبيرة، وسيكون هناك تحولات تاريخية في إدارة الصراع مع الاحتلال». وأردف «هذا الشهر هو شهر الانتصارات».
ووصف قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، بتحدٍ استراتيجي للشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية.
وشدد هنية على أن «مسيرة العودة ستسقط الصفقات المشبوهة». وقال: «ظني بشعبنا العظيم أنه سيفسد عليهم (الأميركان والإسرائيليين) هذين العُرسين (الاحتفال باغتصاب فلسطين وانتقال السفارة)».
وتابع: «ستكون صفعة قرن للإدارة الأميركية وكل من يريد أن يتآمر على القضية الفلسطينية، وستكون صفقة حسم مع الاحتلال الإسرائيلي».
وقال هنية، إن مسيرة العودة ستستمر وتتواصل وتنتقل إلى الضفة الغربية، وربما إلى الخارج (مخيمات الشتات).
ومضى يقول: «المسيرة ستستمر، ذروتها ستكون في 15 مايو (أيار) المقبل، إلا أنها تستمر ما بعد ذلك؛ لأن أهدافها استراتيجية ووطنية، كما هي آنية مرحلية كذلك. ستتواصل لما بعد 15 مايو المقبل حتى تحقق أهدافها، والضفة الغربية والداخل المحتلان ومخيمات الشتات سينخرطون بها».
وقال هنية، إن أهمية المسيرة هي في أنها «توجه رسالة تحذير من كل الشعب الفلسطيني لكل من يحاول أن ينخرط في صفقات بيع فلسطين أو التطبيع والاعتراف بالاحتلال».
ووصف هنية المسيرات على حدود غزة بتحولات ضخمة. وقال إن ما «تشهده حدود غزة بمشاركة عشرات الآلاف من الرجال والأطفال والنساء، هو صنع لتحولات ضخمة، وتسديد ضربات للصفقات التي تستهدف القدس وقضية اللاجئين». وأضاف: «إن غزة رغم الجوع والحصار والفقر والعقوبات، تخرج بعشرات الآلاف، بل مئات الآلاف، للمشاركة بالمسيرة».
وأشار إلى أن المسيرة حققت في أسبوعها الخامس أهدافاً كثيرة. «فقد أعادت فلسطين والقضية إلى الواجهة، وحصار غزة، وأحيت الذاكرة من جديد بحق العودة».
مصدر مسؤول في فتح قال لـ«الشرق الأوسط» إن الحركة تنظر إلى تصريحات هنية على أنها من باب المتاجرة الوطنية. وأضاف: «حماس تريد لفت الأنظار. تريد أن تظهر نفسها على أنها تقود هذه المظاهرات، وتريد تصعيدها من أجل الاستمرار في التهرب من تحقيق المصالحة (كلمة حق يراد بها باطل)».
وتابع: «يمكن تخليص غزة من كل أزماتها عبر تسليمها للحكومة وليس بإرسال الناس للموت».
وأردف: «حركة فتح تدعم وتحركت وكانت أول من يتحرك في المسيرات السلمية في الضفة وغزة، حتى قبل أن تقول حماس إنها تدعم هذه النهج، عندما كانت تهاجمه. فتح تتحرك في الضفة وفي غزة، ولا تحتاج لمن يقول لها ذلك، وتعمل من أجل ضمان حرية التظاهر وحماية الشعب الفلسطيني».
وأضاف: «بالنسبة للدعوات، وهي ليست جديدة من حماس، من أجل إشعال الضفة، لطالما أرادوا ذلك من أجل أضعاف السلطة ونقل الفوضى وليس لأي سبب وطني».
وبدأ الفلسطينيون في نهاية مارس (آذار) الماضي، تنظيم مسيرات عند حدود قطاع غزة، أطلقوا عليها اسم مسيرة العودة، وهي مظاهرات يومية تصل ذروتها أسبوعياً يوم الجمعة، ويفترض أن تتواصل حتى منتصف الشهر المقبل، وتكتسب زخماً كبيراً مع حلول ذكرى النكبة الفلسطينية.
وقتلت إسرائيل منذ بدء المسيرات 42 فلسطينياً، وجرحت نحو 5 آلاف، بينهم 170 في حالة الخطر.
ويقول الفلسطينيون، إن المسيرات سلمية، وتهدف إلى التأكيد على حق العودة، ومواجهة أي صفقات لتصفية القضية. لكن إسرائيل تقول: إن المسيرات تهدف إلى اختراق الحدود والحواجز مع قطاع غزة.
واتهم الفلسطينيون ومؤسسات حقوقية، وكذلك إسرائيلية، الجيش الإسرائيلي باستخدام الرصاص المميت ضد المتظاهرين العزل. وقال الجيش إنه فتح تحقيقاً في بعض «حوادث» إصابة فلسطينيين وقتلهم.
وتشارك جميع الفصائل الفلسطينية في المسيرات، بما في ذلك «حماس»، لكن كثيرين ينتقدون ما عدّوه محاولات الحركة استثمار هذا الحراك.