البشير وديبي يتفقان على إزالة العوائق الحدودية بين السودان وتشاد

TT

البشير وديبي يتفقان على إزالة العوائق الحدودية بين السودان وتشاد

اتفق الرئيسان السوداني والتشادي على إزالة العوائق القانونية والإدارية والأمنية على الحدود المشتركة بين البلدين، وتعهدا بتنفيذ ما تم التوصل إليه في مؤتمر عقد بمدينة الجنينة السودانية، قرب الحدود بين البلدين.
وقال الرئيس السوداني عمر البشير إن بلاده ملتزمة بتنفيذ توصيات المؤتمر، وتحويلها إلى برامج عمل اتحادية وولائية بهدف تسهيل حركة المواطنين والسلع بين البلدين الجارين، وبتطوير المنطقة الحرة بين البلدين لتيسير التبادل التجاري. مضيفا أن «حركة المواطنين على الحدود بين السودان وتشاد لن تتأثر بالفواصل والبروتوكولات التي رسمها الاستعمار».
ووفقاً لـ«شروق نت» الحكومية، فقد تعهد البشير بعقد مؤتمر الحدود بشكل دوري، وبالتناوب بين البلدين، مشيرا إلى ما أطلق عليه «نجاح تجربة القوات السودانية - التشادية المشتركة»، كما أعلن في السياق ذاته عن موافقة الطرفين على تدعيمها بقوات من الشرطة، وتعزيزها وتمكينها لـ«حسم أي انفلات قد يحدث هنا وهناك»، وتعهد بتوفير الخدمات المطلوبة التي تتيح لتشاد استخدام الموانئ السودانية. من جانبه، أكد الرئيس التشادي إدريس ديبي أتنو التزام بلاده بتنفيذ توصيات المؤتمر، وتقديم كل ما يدعم التعاون بين البلدين، مبرزا أهمية إكمال خطوط سكة الحديد التي تربط البلدين، وتعزيز قطاع النقل، وقال بهذا الخصوص إن «تجربة مؤتمر الجنينة يمكن أن تعمم على الحدود بين البلدين». ووقع أمس الرئيسان البشير وديبي البيان الختامي لـ«مؤتمر تنمية وتطوير الحدود السودانية التشادية»، الذي انعقد في مدينة الجنينة السودانية، وانتهت فعالياته أمس. من جهة أخرى، تمسك «الحزب الاتحادي الديمقراطي»، وحزب «المؤتمر الشعبي»، المشاركان في السلطة، بمواصلة العمل من داخل الحكومة لحل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يواجهها السودان، ووجها الدعوة للقوى السياسية للاتفاق على رؤية مشتركة وموحدة تخرج البلاد من أزمتها، فيما لم يحدد حزب الترابي موقفاً قاطعاً بشأن استمرار مشاركته في الحكومة. وقال علي الحاج محمد، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، للصحافيين أمس، عقب لقائه محمد الحسن الميرغني، المسؤول عن «الحزب الاتحادي الديمقراطي»، إنهما اتفقا على تكوين لجان مشتركة لوضع رؤى موحدة، لمواجهة المشاكل التي تواجه البلاد.
ولم يقطع الحاج بموقف واضح حول ما إذا كان حزبه سيخرج من الحكومة، على خلفية تفجر الأزمة الاقتصادية، وعدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الحوار الوطني، وقال بهذا الخصوص «لم نتطرق للحوار لأن هناك مشكلة عاجلة، وهي القضية الاقتصادية التي تحاصرنا جميعا»، وتابع موضحا: «لا أريد استباق الأشياء، نحن نريد حل المشاكل، والخروج من الحكومة قد لا يحل المشكلة، وربما يكون هروباً وليس خروجاً. نحن ننظر نظرة إيجابية باعتبارنا جزءا من الحكومة».
ونفى الحاج أن تكون مشاركة حزبه في الحكومة سبب تفاقم المشاكل التي تواجه البلاد، معتبراً وجوده ضمن الطاقم الحاكم إسهاماً في كشف هذه المشاكل. كما أوضح الحاج أن لقاءه بنجل الميرغني جاء بمبادرة من حزبه، مبرزا أن الهدف منها «بحث قضايا الراهن السياسي، والضائقة الاقتصادية والمعيشية على وجه الخصوص، وقد تناقشنا باعتبارنا جزءا من الحكومة القائمة، ونتحمل المسؤولية بدون شك.. ومن منطلق مسؤولية المشاركة والمسؤولية الوطنية، توصلنا لقرارات نلتزم بها». وتعهد بأن يكشف للشعب ما الذي جرى وأدى إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية. بدوره، قال مجدي شمس الدين، مسؤول الإعلام في الحزب الاتحادي الديمقراطي، عقب لقاء المسؤولين، إن اللقاء تناول القضايا الملحة التي تهم المواطنين، لـ«الخروج بحلول للقضية الاقتصادية والأزمة الكبرى، كما تناول قضايا السلام والدستور وكيفية حكم السودان». واتفق الحزبان على تكوين لجنة تعد دراسات لمواجهة الأزمة الاقتصادية، تعرض على قيادة الحزبين للاتفاق على رؤية مشتركة، ثم تعرض بعد ذلك على بقية الأحزاب المشاركة في الحكومة والمعارضة، بهدف الاتفاق على رؤية تخرج البلاد من أزمتها الحالية.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».