البورصة المصرية في أعلى مستوى منذ خمسة أشهر

TT

البورصة المصرية في أعلى مستوى منذ خمسة أشهر

ارتفعت البورصة المصرية أمس إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من خمسة أشهر، متجاوزة بذلك توقعات المحللين الذي أكدوا صعوبة تجاوز مؤشراتها قبل عيد الفطر مستويات المقاومة الرئيسة، خصوصا في ظل تراجع قيم التداولات خلال تعاملات الأسبوع الماضي.
وربحت البورصة المصرية خلال الجلستين الماضيتين نحو 8.2 مليار جنيه (1.2 مليار دولار)، وسط نشاط في التداول الذي وصل قيمته أمس إلى 453.217 مليون جنيه (64.7 مليون دولار)، مقارنة بمتوسط قيم التداولات خلال الأسبوع الماضي التي لم تتجاوز 190 مليون جنيه (27 مليون دولار).
وارتفع مؤشر البورصة الرئيس «EGX30» بنسبة 1.54 في المائة ليغلق عند 5615.36 نقطة، فيما ارتفع مؤشر الشركات المتوسطة «EGX70» بنسبة 0.53 في المائة ليغلق عند 437.15 نقطة، واستمر المستثمرون المصريون في توجههم نحو الشراء، فيما استمر الأجانب نحو البيع.
ومن المتوقع أن يتم الإعلان خلال ساعات عن اسمي رئيس البورصة ورئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، وسط توقعات بعودة رئيس البورصة السابق الدكتور محمد عمران لتولي نفس منصبه السابق، إلى جانب ترشيح عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار شريف سامي لتولي رئاسة الهيئة العامة للرقابة المالية.
وقال محللون إن هناك تفاؤلا بقرب التوصل إلى حلول للأزمة السياسية التي تمر بها البلاد خلال الفترة المقبلة، وقد يكون ذلك أحد عوامل ارتفاع البورصة خلال الجلسات الحالية، هذا بالإضافة إلى قيام البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة بنحو 50 نقطة أساس، وهو ما قد يدعم أداء البورصة خلال الفترة المقبلة، خصوصا مع بدء البنوك العاملة في مصر بتخفيض أسعار العائد على أوعيتها الادخارية أمس بنحو واحد في المائة، وهو قد يكون أحد عوامل جذب لسوق المال.
وقالت الخبيرة المصرفية بسنت فهمي إن «خفض أسعار الفائدة خلال الفترة الحالية أمر مقبول، خصوصا أن هذا يعني أيضا تخفيض تكلفة إقراض الحكومة المصرية، وأيضا تخفيض أسعار فائدة إقراض القطاعات الإنتاجية لتنشيط المناخ الاقتصادي بالبلاد».
وقال البنك المركزي المصري أمس إن احتياطي النقد الأجنبي لديه وصل إلى 18.882 مليار دولار بنهاية شهر يوليو (تموز) الماضي مرتفعا بنحو 3.961 مليار دولار مقارنة بشهر يونيو (حزيران) الذي وصل فيه الاحتياطي إلى 14.9 مليار دولار.
وساهمت المساعدات التي حصلت عليها مصر من السعودية والإمارات خلال الشهر الماضي والتي بلغت قيمتها نحو خمسة مليارات دولار في دعم احتياطي النقد الأجنبي للبلاد، بعد أن وصل إلى مستويات أدنى من المستوى الأمن الذي يحدده صندوق النقد الدولي وهو المستوى الذي يكفي واردات البلاد السلعية لثلاثة أشهر.
وتعهدت الإمارات والسعودية والكويت بتقديم دعم نقدي وعيني يقدر بنحو 12 مليار دولار، وذلك عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي من الحكم بعد احتشاد مئات الألوف من المصريين في الشوارع للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة.
وساهمت تلك المساعدات أيضا في خفض سعر الدولار في السوق، وأدى إلى تقليص الفجوة بين سعره في البنوك وسعره في السوق الموازية وشركات الصرافة، ووصل سعره أمس إلى 6.98 جنيه.
ويحاول البنك المركزي أن يدعم سوق الصرف في البلاد وتوفير العملة الصعبة وبث الطمأنة لجمهور المتعاملين ليثبت مدى قدرته على توفير العملة الصعبة، فأصدر قرارا موجها للبنوك يطلب فيه ضرورة مراعاة أولوية تدبير العملة الأجنبية لبعض العمليات الاستيرادية المهمة.
كما شمل القرار أيضا أن يعطي البنوك أولوية تدبير العملة الأجنبية أيضا للعملاء سواء الأفراد الطبيعيون أو أشخاص اعتبارية قامت بالتنازل عن حصيلة النقد الأجنبي الخاص بها منذ بداية الشهر الحالي، وفي حدود القدر الذي تم التنازل عنه.
ومن المتوقع أن تساهم وصول باقي المساعدات إلى ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي إلى مستوى 20 مليار دولار. وكان الوصول لهذا المستوى من أحد مطالب صندوق النقد الدولي للتفاوض مع مصر بشأن قرض بقيمة 4.8 مليار دولار، وذلك قبل أن يتم تعليق المحادثات عقب الإطاحة برئيس مصر السابق محمد مرسي إثر احتجاجات شعبية واسعة.



وزير الطاقة: نعمل على آلية لتوفير الغاز للصناعات التحويلية بأسعار تنافسية

الأمير عبد العزيز بن سلمان متحدثاً في حفل إطلاق الحوافز المعيارية لقطاع الصناعة (وزارة الطاقة)
الأمير عبد العزيز بن سلمان متحدثاً في حفل إطلاق الحوافز المعيارية لقطاع الصناعة (وزارة الطاقة)
TT

وزير الطاقة: نعمل على آلية لتوفير الغاز للصناعات التحويلية بأسعار تنافسية

الأمير عبد العزيز بن سلمان متحدثاً في حفل إطلاق الحوافز المعيارية لقطاع الصناعة (وزارة الطاقة)
الأمير عبد العزيز بن سلمان متحدثاً في حفل إطلاق الحوافز المعيارية لقطاع الصناعة (وزارة الطاقة)

في حين أعلنت السعودية رصد مبلغ 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار) لتفعيل حوافز معيارية في القطاع الصناعي، أكد وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان أنّ هناك قائمة طويلة من المشاريع الجارية والمستقبلية لدعم الصناعة المحلية، ومنها توفير الغاز وتوصيل الكهرباء للمصانع، وتعرفة الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، وكاشفاً عن العمل على آلية لتوفير الغاز للصناعات التحويلية بأسعار تنافسية.

كلام وزير الطاقة جاء خلال مشاركته في جلسة حوارية في الرياض ضمن فعاليات إطلاق الحوافز المعيارية للقطاع الصناعي، حيث كشفت وزارتا الصناعة والثروة المعدنية والاستثمار تخصيص مبلغ 10 مليارات ريال لتفعيل الحوافز المعيارية للقطاع.

وكان مجلس الوزراء أقر منتصف الشهر الماضي الحوافز المعيارية للقطاع الصناعي بهدف تمكين الاستثمارات الصناعية، وتحفيز نموها، وتحقيق التنمية الصناعية المستدامة في المملكة، مع رفع مستوى تنافسية الصناعة السعودية عالمياً. وتوفر هذه الحوافز ممكّنات للمشاريع المبتكرة التي من شأنها أن تساعد في تنمية القدرات الصناعية في السعودية، وتتوافق مع «رؤية 2030» والاستراتيجيات الوطنية مثل الاستراتيجية الوطنية للاستثمار والاستراتيجية الوطنية للصناعة، مما يضمن الاتساق وتعظيم الأثر. وتدعم أيضاً أهداف السعودية في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر ودفع النمو الصناعي.

وقد حضر حفل إطلاق الحوافز عبد العزيز بن سلمان، ووزير الاستثمار المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف، ووزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم، وعدد من الوزراء ومسؤولي الجهات الحكومية ذات العلاقة، وقادة كبرى الشركات المحلية والعالمية.

وجاء في الإعلان خلال حفل الإطلاق، أن الحوافز المعيارية للقطاع الصناعي تتضمن تغطية تصل إلى 35 في المائة من الاستثمار الأولي للمشروع، بحد أعلى يبلغ 50 مليون ريال (13.3 مليون دولار) لكل مشروع مؤهل، مقسّمة، بشكل متوازنٍ، على مراحل المشروع الاستثماري، بحيث تكون 50 في المائة لمرحلة الإنشاء، و50 في المائة؜ لمرحلة الإنتاج. وستطلق الحوافز على مراحل متتالية، تستهدف، في المجموعة الأولى، جذب استثمارات في قطاعات الصناعات الكيميائية التحويلية، وصناعة السيارات وأجزائها، وقطاع الآلات والمعدات، فيما سيتم الإعلان عن عدد آخر من القطاعات، في المراحل اللاحقة من الحوافز، خلال عام 2025.

وتستهدف الحوافز عدداً من القطاعات الصناعية الواعدة مثل الكيميائيات التحويلية، والطيران، والسيارات، والأغذية، والأجهزة الطبية، والصناعات الدوائية، والآلات والمعدات، لتحقيق تنويع اقتصادي متكامل ومستدام.

مشاريع تدعم الصناعة

خلال كلمته، تحدَّث وزير الطاقة عن أبرز المشروعات والتوسعات في مجالات الطاقة التي تسهم في تعزيز نمو القطاع الصناعي وتمكين الصناعات الوطنية، تحقيقاً للمستهدفات الطموحة في «رؤية 2030».

وتضمنت قائمة المشاريع التي ذكرها عبد العزيز بن سلمان تطوير رؤية شاملة لقطاع الغاز، وتوفير الغاز والهيدروجين للمشاريع الصناعية، وتطوير حقل الجافورا، وربط مدن صناعية قائمة أو جديدة مثل سدير والخرج وجدة وجازان.

وزير الطاقة خلال إحدى الجلسات الحوارية (وزارة الصناعة)

وقال عبد العزيز بن سلمان إن شرايين الغاز السعودية ستنتشر شرقاً وغرباً من خلال تطوير بنية تحتية شاملة للقطاع.

وأضاف: «نعمل على آلية لتوفير الغاز للصناعات التحويلية بأسعار تنافسية»، مشيراً إلى أن لجاناً في وزارة الطاقة ومنظومة الطاقة، منها لجان المواد الهيدروكربونية، ومزيج الطاقة، والحوافز، والتوطين وحوكمة الأسعار، تعمل للوصول إلى التمكين الجماعي بما يحقق المكتسبات المطلوبة، وكاشفاً عن أنه سيتم قريباً تفعيل لجنة برئاسة وزير الصناعة السعودي لتحفيز القطاع الخاص في الصناعات التحويلية.

وأوضح: «نعمل مع وزارة الصناعة لتجاوز التحدي فيما يتعلق بمصادر الطاقة النظيفة، بما في ذلك تكوين سوق كربونية لتعزيز فرص استقطاب الصناعات التي تريد أن تكون مصادر الطاقة التي تعتمد عليها (الكربون فري)».

وأكد أنه لا يمكن فصل وزارة الطاقة عن الجهات المعنية الأخرى، موضحاً: «لا يمكننا العمل بطريقة منفردة أو معزولة، وعملنا جماعي مع الجميع».

«الأول من نوعه» في المنطقة

وأكد وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريّف، أن برنامج الحوافز المعيارية للقطاع الصناعي يعد الأول من نوعه في المنطقة، ويستهدف تمكين تصنيع المنتجات التي لا يتم تصنيعها في المملكة حالياً، ويفتح آفاقاً جديدة للاستثمارات الصناعية النوعية، ويسرّع وتيرتها، مع ضمان استدامتها على المدى الطويل، كما يمكّن المستثمرين، السعوديين والدوليين، من الاستفادة من الإمكانات الفريدة التي تمتلكها المملكة، مثل الموقع الجغرافي الاستراتيجي، الذي يربط ثلاث قارات، والسوق المفتوحة، وانخفاض مستوى الجمارك.

بندر الخريّف متحدثاً خلال الحفل (وزارة الصناعة)

وأشار إلى أن برنامج الحوافز المعيارية يركّز على تحقيق مستهدفات التوطين والمحتوى المحلي بوصفها عنصراً أساسياً في تحقيق التنمية المستدامة، لافتاً إلى أن البرنامج يستهدف تمكين الصناعات التي تُعزز من استخدام الموارد الوطنية، وتزيد من الاعتماد على الكفاءات السعودية، بما يُسهم في تقليص الواردات وتعزيز ميزان المدفوعات. وقال: «لقد جاءت هذه الحوافز في إطار عمل حكومي تكاملي متميز، مع مختلف الجهات الحكومية ذات العلاقة، خصوصاً لجنة التوطين وميزان المدفوعات، التي يرأسها ولي العهد، التي أسهمت بدور محوري في رسم السياسات، وتوجيه المبادرات، التي تُعزز تمكين الاستثمارات الصناعية وتدعم الكفاءات الوطنية».

دافع لحراك صناعي قوي في المملكة

ومن جهته، أوضح وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، في كلمته خلال الحفل، أن الحوافز المعيارية للقطاع الصناعي تعد خطوة مهمة نحو تحقيق مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، والاستراتيجية الوطنية للاستثمار، الرامية إلى جذب الاستثمارات الصناعية وتنميتها، ورفع مستوى تنافسية الصناعة السعودية.

جلسة حوارية بمشاركة الفالح وآل الشيخ والخريّف والإبراهيم (وزارة الصناعة)

وأشار إلى أن هذه الحوافز ستسرّع عملية إيجاد منشآت صناعية جديدة في جميع مراحل سلسلة القيمة، الأمر الذي سيوفر للمستثمرين الصناعيين سلاسل إمداد محلية أقوى وأسرع وبتكلفة منافسة، مؤكّداً أن الوزارة تطلع لاستمرار الشراكة الوثيقة مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية لبناء قاعدة صناعية متينة ومتنوعة في المملكة، تخدم المستهلك النهائي، سواء في السوق السعودية أو في الأسواق المحيطة. وعدَّ الفالح أن الحوافز، بشكلها الحالي، تُمثّل دافعاً لحراك صناعي قوي في المملكة، يُتوقع أن يتعدى أثره تكوين قاعدةٍ صناعية إلى الوصول بإجمالي الناتج المحلي المتوقع من المشروعات التي تستهدفها حزمة الحوافز المعيارية للقطاع الصناعي إلى 23 مليار ريال سنوياً.

جانب من الحضور (واس)

وقد تضمّن حفل إطلاق الحوافز المعيارية للقطاع الصناعي؛ عرض مجموعة من الفرص الاستثمارية في القطاعات المستهدفة أمام الشركات الوطنية والعالمية، إلى جانب جلسة حوارية وزارية، وورش عمل ناقشت أثر الحوافز في رسم مستقبل الصناعة السعودية، وتعزيز ريادتها عالمياً، ودورها في تمكين القطاع الصناعي ليصبح أكثر جاذبية للاستثمارات الوطنية والدولية، وفي تحقيق مستهدفات الاستراتيجيتين الوطنيتين للصناعة والاستثمار.