لافروف يُشكك في نيات أميركا مغادرة سوريا

أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن قناعة، بأن الولايات المتحدة تعمل على تعزيز وجودها في سوريا خلافاً لتصريحات الإدارة الأميركية، وأعلن أن موسكو تراقب سلوك البلدان الغربية، وإشاراتها، حول رفض المساهمة بإعادة إعمار المناطق الخاضعة لسيطرة رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وتحولت التطورات الأخيرة حول سوريا إلى محور بحث أساسي على جدول أعمال وزراء الخارجية والدفاع في بلدان منظمة «شانغهاي» التي انعقدت أمس في بكين.
وفي الشق السياسي، قال لافروف خلال اجتماع وزراء خارجية بلدان المنظمة إن «مجموعة كاملة من الدول أخذت على عاتقها علناً عملية تدمير سوريا»، وقال إن سلوك البلدان الغربية على الأرض يختلف جذرياً عن التعهدات الكلامية التي تقدمها خلال اللقاءات الدولية أو الثنائية.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة «تعهدت لنا بأن هدفها الوحيد هو طرد الإرهابيين من سوريا، وإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، لكن التطورات تثبت وجود أهداف أخرى لا يعلنها المسؤولون الأميركيون».
وزاد الوزير الروسي أنه «خلافاً لتصريحات الرئيس دونالد ترمب حول نيته سحب القوات الأميركية من سوريا، فإن الواقع يبدو عكس ذلك، إذ تعمل الولايات المتحدة بنشاط على الانتشار في الساحل الشرقي للفرات، ولا تنوي الخروج من هناك».
وأوضح أن الولايات المتحدة «أنشأت هناك سلطات محلية». وغمز من قناةٍ فرنسا، مشيراً إلى أنها «تشجع كذلك هذه الخطوات»، مذكراً بأن الرئيس إيمانويل ماكرون دعا الولايات المتحدة إلى «البقاء حتى تطبيع الأوضاع في سوريا».
وأعرب وزير الخارجية الروسي عن أمله في أن يؤدي التواصل مع فرنسا إلى بلوغ اتفاق حول تنسيق المواقف بهدف حل الأزمة السورية، في إشارة إلى تنشيط تحركات ماكرون على صعيد الملف السوري، علماً بأن الرئيس الفرنسي ينتظر أن يزور روسيا الشهر المقبل.
على صعيد آخر، أعرب لافروف عن قلق بلاده بسبب تصريحات صادرة عن بلدان غربية بأنها ليست جاهزة لتقديم المساعدة لإعمار المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد.
ولفت إلى أن موسكو «لا تفهم تماماً طبيعة هذه التصريحات»، مضيفاً أن «المؤتمر الدولي حول مساعدة سوريا الذي انطلق في بروكسل، سيظهر الوضع الحقيقي في هذا المجال». وأوضح أن موسكو «ستراقب مواقف منظمي هذا المؤتمر، وبالدرجة الأولى، الاتحاد الأوروبي والدول الغربية الأخرى، حيال استحقاق إعادة إعمار الاقتصاد السوري». وأبدى لافروف ارتياحاً في المقابل لمواقف شركاء روسيا في منظمة «شانغهاي» (تضم بالإضافة إلى روسيا والصين أربع جمهوريات سوفياتية سابقة هي كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وطاجكستان)، وقال إن الأطراف أعارت اهتماماً خاصاً لتوجه المنظمة نحو تنشيط العمل في المحافل الدولية باتجاه تثبيت مبادئ احترام السيادة ووحدة الأراضي، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، والتسوية السلمية للنزاعات والأزمات.
وأكد الوزير الروسي أن هذا العمل يتمتع بأهمية خاصة في ضوء محاولات بعض الدول «تقويض عملية تشكيل النظام العالمي الديمقراطي متعدد المراكز»، مشيراً إلى أن الضربة الغربية على سوريا تعد أحدث مثال على هذه المحاولات.
وجاء حديث لافروف رداً على إعلان مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى «G7» استعدادها للمساعدة في إعادة بناء سوريا، مشترطة البدء أولاً بانتقال سياسي ذي مصداقية في البلاد.
وكانت ممثلية روسيا الدائمة لدى الاتحاد الأوروبي أعلنت أن فلاديمير تشيجوف، المندوب الروسي الدائم لدى الاتحاد، سيمثل موسكو في مؤتمر بروكسل.
في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في الجلسة المخصصة لوزراء دفاع بلدان «شانغهاي» أن أبرز «إنجازات العام الأخير في سوريا تمثلت في تهيئة كل الظروف الضرورية لاستعادة وحدة البلاد»، موضحاً أنه «حالياً تمت تهيئة كل الظروف لاستعادة سوريا كدولة موحدة لا يمكن تقسيمها. لكن تحقيق هذا الهدف يتطلب بذل الجهود ليس من قبل روسيا فحسب، بل من قبل الأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي».