هيئة الإشراف على الانتخابات اللبنانية تدقق في حسابات المرشحين

أكدت أن لا عراقيل جدية تعترض عملها

سباق على نشر ملصقات المرشحين للانتخاب البرلمانية اللبنانية مع اقتراب الاقتراع (إ.ب.ا)
سباق على نشر ملصقات المرشحين للانتخاب البرلمانية اللبنانية مع اقتراب الاقتراع (إ.ب.ا)
TT

هيئة الإشراف على الانتخابات اللبنانية تدقق في حسابات المرشحين

سباق على نشر ملصقات المرشحين للانتخاب البرلمانية اللبنانية مع اقتراب الاقتراع (إ.ب.ا)
سباق على نشر ملصقات المرشحين للانتخاب البرلمانية اللبنانية مع اقتراب الاقتراع (إ.ب.ا)

أعلن رئيس هيئة الإشراف على الانتخابات النيابية القاضي نديم عبد الملك، أن الهيئة «ستتعاقد مع مدققين لمتابعة الإنفاق الانتخابي والتدقيق في بيانات الحسابات الشهرية للمرشحين، لكشف إن كان المرشح قد تجاوز السقف الانتخابي»، مشيراً إلى أن «موازنة الهيئة أُقرت مؤخراً، بما يمثل الرواتب والتعويضات»، وقال: «لدينا بعض العراقيل البسيطة ونقوم بمعالجتها. ولم يعد هناك أي عراقيل جدية تعترض سير عمل الهيئة».
جاء اجتماع الهيئة مع الإعلاميين اللبنانيين، أمس، في ظل تحديين يواجهانها، أولهما يتمثل في الجدل الذي أثارته وسائل الإعلام حول إطلالات السياسيين، الوزراء والنواب، وعما إذا كانت تُحسب ضمن الظهور الإعلامي، بينما تمثل التحدي الآخر في الجدل الذي أثارته استقالة عضو بالهيئة، سيلفانا اللقيس، قبل 3 أيام.
وشدد أمين سر الهيئة عطا الله غشام، على «أنْ لا نص في القانون يمنع المرشحين من الوزراء والنواب من الترشح للانتخابات، إلا أن الهيئة عيونها شاخصة وآذانها سامعة لكل ما يحدث على الأرض وهي توثق ذلك في إضبارات كل منهم، لتكون جاهزة إذا طلبها المجلس الدستوري»، مشيراً إلى «أن المهرجانات والإعلانات والظهور الإعلامي للوزراء والنواب والزعماء السياسيين، تُحسب كلها ضمن الإنفاق الانتخابي للمرشحين».
وحسم القاضي عبد الملك هذا الجدل بنفي أي وصاية سياسية على الهيئة، قائلاً: «ليس هناك من هو وصي على هذه الهيئة سوى القانون. لها كلمتها وتمارس سلطتها بصورة مستقلة بالتنسيق مع وزير الداخلية الذي يواكب عملها ويحدد مقامها ويحضر اجتماعها، إذا شاء، وله وفق القانون حق التصويت على بعض المضامين، لكن الهيئة ليس لها سلطة وصاية من أحد».
وتطرق نقيب الصحافة عوني الكعكي إلى استقالة عضو الهيئة سيلفانا اللقيس، مطالباً بتوضيح من الهيئة، فردّ عبد الملك بالقول: «لقد فوجئنا باستقالة اللقيس. وعلى أثر وصول كتاب الاستقالة تشاورت مع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق واتفقنا معاً على أن أتصل بها لأقف على مضمون الاستقالة وما وراءها، وأسباب عدم المصارحة بها من قبل، وكذلك لأطلب منها إعادة النظر في استقالتها، بناءً على طلبي وطلب الوزير المشنوق. فطلبت اللقيس مهلة لمراجعة مرجعياتها، لتمر 3 أيام دون جواب».
وأضاف: «لا شك أن الأسباب التي ذكرتها في كتاب استقالتها هي ما عانته هذه الهيئة خلال تأسيسها، لكننا تجاوزنا ذلك واستطعنا أن نتغلب على العراقيل والصعاب، وهذا لم ولن يدفعنا في يوم من الأيام إلى الاستقالة، لأن إجراء الانتخاب فيه مصلحة عامة وللدولة العليا. وما قامت به سيلفانا اللقيس ربما لتسجيل موقف. وهذا هو موقف الهيئة من الاستقالة وهذه الاستقالة متعلقة بصاحبها».
إلى ذلك، أكدت اللقيس أنه «لا عودة عن الاستقالة، وأن الأسباب التي دعتها إلى الإقدام على هذه الخطوة واضحة في بيان الاستقالة وما زالت قائمة».
كانت اللقيس قد قدمت استقالتها من هيئة الإشراف على الانتخابات يوم الجمعة الماضي، قائلةً في بيان، إنّها «قدّمت استقالتها كي لا تكون شاهدة زور على عجز هيئة الإشراف على الانتخابات عن أداء مهامها».
وشكرت اللقيس، رئيس هيئة الإشراف القاضي نديم عبد الملك، الذي ذكرها في مؤتمره الصحافي اليوم، متمنية أن «تسعى الهيئة إلى تجاوز العراقيل التي تعترض طريقها، وأن تتبنى المطالب التي تضمنها بيان استقالتها منها».
ولفتت إلى أنها إثر استقالتها من الهيئة عادت لتولي مسؤولياتها كرئيسة للاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركياً، والذي يعمل عبر «حملة حقي - الحملة الوطنية لإقرار الحقوق السياسية للأشخاص المعوقين» على مراقبة الانتهاكات بحق هذه الفئة خلال العملية الانتخابية.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».