السراج يتعهد ملاحقة ميليشيات قصفت مطار طرابلس

احتواء اشتباكات في بنغازي ومقتل 11 مهاجراً قبالة السواحل الليبية

عناصر أمن أمام القنصلية التونسية في طرابلس التي أُقفلت عام 2015 وأعيد افتتاحها قبل أيام (أ.ف.ب)
عناصر أمن أمام القنصلية التونسية في طرابلس التي أُقفلت عام 2015 وأعيد افتتاحها قبل أيام (أ.ف.ب)
TT

السراج يتعهد ملاحقة ميليشيات قصفت مطار طرابلس

عناصر أمن أمام القنصلية التونسية في طرابلس التي أُقفلت عام 2015 وأعيد افتتاحها قبل أيام (أ.ف.ب)
عناصر أمن أمام القنصلية التونسية في طرابلس التي أُقفلت عام 2015 وأعيد افتتاحها قبل أيام (أ.ف.ب)

تعهد فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية أمس بملاحقة المسؤولين عن استهداف مطار معيتيقة الدولي في العاصمة طرابلس، بعدما كسر حاجز الصمت الذي التزمه إزاء ما وصفه بالاعتداء بقذائف عشوائية استهدفت الطائرات وأدت إلى «تعريض حياة المدنيين للخطر والإضرار بمنشآت الدولة».
وقال محمد السلاك، المتحدث باسم السراج، في مؤتمر صحافي أمس إن رئيس حكومة الوفاق يحمّل العناصر المسلحة التي ترتكب هذه الأفعال «المسؤولية كاملة» و«ستُلاحق جنائياً على المستوى الوطني والدولي»، لافتاً إلى أن «الإجراءات بدأت فعلياً وتم تشكيل لجنة من وزارتي العدل والداخلية بالتعاون مع مكتب النائب العام، وستتعامل (اللجنة) مع هذا الأمر بكل حزم وبالسبل المتاحة كافة».
واستهدف مسلحون يعتقد أنهم ينتمون إلى «كتيبة البقرة» المنسوبة إلى قائدها بشير البقرة (المحسوب على مفتي ليبيا المقال من منصبه الصادق الغرياني)، مطار معيتيقة الدولي بطرابلس قبل يومين، بقذائف الهاون، ما تسبب في إصابة طائرة تابعة للخطوط الجوية الليبية من نوع إيرباص (A380). ويتعرض مطار معيتيقة إلى استهداف بين الحين والآخر من قبل ميليشيات مسلحة تحاول إطلاق سراح سجناء محتجزين داخل سجن بقاعدة مجاورة للمطار. وتدير السجن قوة الردع الخاصة بوزارة الداخلية المعنية بمكافحة الإرهاب.
وكان السراج أعلن العام الماضي حل «كتيبة البقرة» وطالبها بتسليم أسلحتها وآلياتها العسكرية، لكن الكتيبة تجاهلت القرار. وتعاني مدينة طرابلس من سطوة ميليشيات مسلحة بعضها لا يخضع لسيطرة الحكومة ولا يعترف بها.
إلى ذلك، قتل شخصان في اشتباكات بين قوات تابعة للجيش الوطني وعناصر أمنية بوزارة داخلية الحكومة المؤقتة في مدينة بنغازي، شرق ليبيا. ونقلت وكالة «شينخوا» الصينية عن مصدر عسكري مطلع أن «اشتباكات اندلعت بين الكتيبة 21 صاعقة بالجيش وعناصر البحث الجنائي بوزارة الداخلية للحكومة المؤقتة بشارع فينسيا بمدينة بنغازي». وأضاف المصدر أن «الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة استمرت لساعات، وسقط على إثرها ضابط برتبة نقيب من أفراد الكتيبة ومدني كان متواجدا في موقع الاشتباكات».
وفي وقت لاحق، عاد الهدوء للشارع بعد تدخل الغرفة الأمنية المشتركة ببنغازي وقيامها بفض الاشتباكات التي اندلعت على خلفية وجود مطلوبين من عناصر الأمن متهمين بالتورط في قضايا جنائية.
إلى ذلك، أعلنت البحرية الليبية أمس مقتل 11 مهاجراً وإنقاذ 263 آخرين في عمليتين منفصلتين أثناء محاولة المهاجرين العبور إلى إيطاليا قبالة الساحل الغربي لليبيا. وقال المتحدث باسم البحرية العميد أيوب قاسم، في بيان، إنه في العملية الأولى تمكنت دورية لحرس السواحل من «إنقاذ 83 مهاجراً غير شرعي وانتشال 11 جثة» قبالة سواحل صبراتة التي تقع على بعد 70 كيلومتراً إلى الغرب من طرابلس.
مشيرا إلى أن المهاجرين وهم من عدد من الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء، تم إعادتهم إلى الزاوية التي تبعد نحو 25 كيلومتراً إلى الشرق من صبراتة.
وقال قاسم إن خفر السواحل اعترض قاربا آخر يقل 200 مهاجر بينهم 38 امرأة وطفل واحد قبالة سواحل زليتن التي تقع على بعد نحو 135 كيلومتراً إلى الشرق من طرابلس. وكان القارب يقل، إلى جانب الأفارقة، مهاجرين من باكستان وبنغلادش والهند.
ومنذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011 تحولت ليبيا إلى منصة رئيسية للمهاجرين غير الشرعيين الذي يحاولون الانطلاق من سواحلها باتجاه أوروبا، غالباً على متن قوارب متهالكة.
وقضى العام الماضي 3116 شخصاً أثناء محاولة عبور المتوسط إلى أوروبا، بحسب المنظمة الدولية للهجرة، بينهم 2833 قبالة السواحل الليبية.
وتعد ليبيا نقطة الانطلاق الأكثر شيوعاً للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا عن طريق البحر. وعبر أكثر من 600 ألف شخص البحر المتوسط إلى إيطاليا خلال السنوات الأربع الأخيرة غالبيتهم انطلق من ليبيا.
ومنذ يوليو (تموز) الماضي حدث تراجع كبير في أعداد المهاجرين بعد أن ضغطت السلطات الليبية بدعم من إيطاليا على جماعات محلية لمنع عمليات التهريب كما ساندت خفر السواحل الليبي لاعتراض المغادرين.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.