قلق روسي من التهديد الإرهابي قبل احتفالات النصر

أعربت أوساط برلمانية روسية عن قلق بسبب تصاعد التهديدات الإرهابية في روسيا في مرحلة التحضيرات لأعياد النصر على النازية التي تتزامن هذا العام مع مراسم التنصيب الرسمية للرئيس فلاديمير بوتين لولاية رابعة بعد فوزه في انتخابات الرئاسة التي جرت الشهر الماضي. ولفتت أوساط برلمانية إلى أن هذا الموضوع تم بحثه أكثر من مرة خلال الأسابيع الأخيرة في مجلس الدوما. كما كان محورا للبحث خلال اجتماع مجلس الأمن القومي الروسي برئاسة الرئيس فلاديمير بوتين قبل يومين. وأفادت بأن الأسابيع القليلة الماضية شهدت إحباط عدد من الهجمات الإرهابية ما يعد مؤشرا إلى «تصاعد الخطر، رغم أنه مؤشر إلى يقظة الأجهزة المختصة». وقال عضو في لجنة الأمن والدفاع في مجلس الدوما أن معدلات الهجمات التي كشف عن التحضير لها خلال الشهور الثلاث الأولى من هذا العام يفوق مرتين المعدل في الفترة ذاتها من العام الماضي. وزاد أن القلق يتعاظم لأن البلاد تقبل على استحقاقات مهمة، بينها احتفالات عيد النصر على النازية في التاسع من الشهر المقبل، وهذه المناسبة ارتبطت في أذهان الروس بتنفيذ هجمات إرهابية كان أضخمها في العام 2004 عندما تم تفجير منصة الاحتفال بالعيد في الجمهورية الشيشانية ما أسفر عن مقتل الرئيس الشيشاني الموالي للروس أحمد قاديروف ولقي يومها عشرات الأشخاص مصرعهم بينهم مسؤولين بارزين في الإدارة الشيشانية وعدد من ضباط الجيش والأجهزة الأمنية.
ويسبق هذا الاستحقاق في السابع من مايو (أيار) مراسم تولي الرئيس فلاديمير بوتين مهامه، وعادة يتحول هذا اليوم إلى مناسبة لإقامة تجمعات حاشدة في المدن الكبرى.
كما زادت المخاوف وفقا للبرلماني من أن التهديدات المتصاعدة قد تكون مؤشرا إلى تحضيرات تجري لشن هجمات خلال تنظيم بطولة كأس العالم بكرة القدم التي تنطلق في يونيو (حزيران) المقبل.
وكان الرئيس الروسي طالب الأجهزة الخاصة بفرض تدابير واسعة لقطع الطريق على تصاعد النشاط الإرهابي، وأمر بـ«التعامل فورا مع أي تهديد يتعرض له رجال الأمن أو المدنيين» مشيرا إلى أن «لن ننتظر حتى يتعرض مواطنونا للخطر ويجب التعامل مع الإرهابيين بحزم وشل قدرتهم على توجيه ضربات».
وكانت هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسية أعلنت أول من أمس تصفية إرهابي قالت أنه ينتمي إلى تنظيم داعش وكان يخطط لشن سلسلة هجمات في جنوب البلاد. وأفادت في بيان أن «الإرهابي المسلح قاوم أفراد الأمن، أثناء اعتقاله في إقليم ستافروبول جنوب البلاد، وأصيب بجروح أدت إلى وفاته». وعثر عناصر الأمن في موقع الحادث على بندقية ذات سبطانة قصيرة مع ذخيرة وسكين طويلة وكيس يحتوي على قطع معدنية تستخدم في تصنيع المتفجرات، علاوة على علم تنظيم داعش ونص المبايعة لزعيمه أبو بكر البغدادي، وكذلك خرائط لمحيط المباني الحكومية ومقار هيئة الأمن الفيدرالي في الإقليم.
واللافت أن الحادث تزامن مع إعلان لجنة مكافحة الإرهاب الروسية عن تصفية 9 مسلحين خططوا لشن هجمات في أعياد النصر في جمهورية داغستان (شمال القوقاز). وأفادت اللجنة أن عملية أمنية واسعة النطاق، أسفرت عن «كشف نشاط مجموعتين إجراميتين في مدينة دربند التاريخية الداغستانية، وقد فتح المسلحون النار من الرشاشات على قوات الأمن ردا على طلبها بإلقاء سلاحهم وتسليم أنفسهم للسلطات»، مشيرا إلى وقوع «عمليات تبادل إطلاق نار وجيزة أسفرت عن تصفية 9 مسلحين»، وشدد على عدم وقوع ضحايا بين المدنيين في المنطقة، بينما أصيب عنصر أمن بجروح خلال المواجهة. ووفقا للمعطيات الأمنية فقد تلقت أجهزة مكافحة الإرهاب في داغستان معلومات أفادت بأن «مجموعات إجرامية مختبئة داخل أراضي الجمهورية تخطط لتنفيذ هجمات إرهابية تخريبية خلال أعياد النصر على النازية».