«الزكاة والدخل»: لا ضريبة على الترفيه... والإعلام المرئي: 25 % رسوم خدمة

«فوكس سينما» تحصل على الرخصة الثانية لتشغيل دور عرض في السعودية

د. عواد العواد وزير الثقافة والإعلام السعودي في طريقه لافتتاح أول دار عرض للسينما في العاصمة الرياض بعد غياب دام أكثر من 35 عاماً («الشرق الأوسط»)
د. عواد العواد وزير الثقافة والإعلام السعودي في طريقه لافتتاح أول دار عرض للسينما في العاصمة الرياض بعد غياب دام أكثر من 35 عاماً («الشرق الأوسط»)
TT

«الزكاة والدخل»: لا ضريبة على الترفيه... والإعلام المرئي: 25 % رسوم خدمة

د. عواد العواد وزير الثقافة والإعلام السعودي في طريقه لافتتاح أول دار عرض للسينما في العاصمة الرياض بعد غياب دام أكثر من 35 عاماً («الشرق الأوسط»)
د. عواد العواد وزير الثقافة والإعلام السعودي في طريقه لافتتاح أول دار عرض للسينما في العاصمة الرياض بعد غياب دام أكثر من 35 عاماً («الشرق الأوسط»)

علمت «الشرق الأوسط» أنه لا صحة لفرض ضريبة ترفيه 25 في المائة على أسعار تذاكر السينما، كما أشيع أخيراً في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما نفت هيئة الزكاة والدخل في السعودية، عدم فرض ضريبة على الترفيه، وجاء النفي على لسان فهد العتيبي، المتحدث الرسمي للهيئة. وأعلن أول من أمس عن حصول مجموعة ماجد الفطيم ممثلة في «فوكس سينما» على الرخصة الثانية لتشغيل دور العرض في السعودية، التي منحت لها من قبل الدكتور عواد العواد وزير الثقافة والإعلام السعودي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع.
وكان الوزير العواد، افتتح الأسبوع الماضي في العاصمة السعودية، أول دار عرض سينمائي في البلاد، بعد غياب دام أكثر من 35 عاماً، بحضور عدد من المسؤولين والدبلوماسيين والمختصين وخبراء عالميين وعرب في مجال صناعة السينما.
من جانبه، أكد مسؤول في هيئة الإعلام المرئي والمسموع، عدم وجود مثل هذه الضريبة، لافتاً إلى وجود رسوم خدمة يتم تحصيلها من قبل هيئة الإعلام من سعر تذاكر السينما من مشغلي دور السينما بالمملكة تقدر بـ25 في المائة، وذلك بناءً على المادة 12 من لائحة تراخيص دور السينما التي أقرتها الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع أخيراً. وأشارت هذه المصادر إلى أن المشغل يتقدم بقائمة أسعار التذاكر إلى هيئة الإعلام المرئي والمسموع، وهي بدورها تعتمدها حسب المادة 12 من اللائحة، بينما أوضح المسؤول أن الضريبة الوحيدة المفروضة على أسعار تذاكر السينما هي ضريبة القيمة المضافة فقط وبنسبة 5 في المائة.
وتستثمر «الفطيم» نحو ملياري ريال في قطاع السينما لافتتاح 600 شاشة عرض سينمائية، بالإضافة إلى توفير 3 آلاف فرصة عمل في الخمس سنوات المقبلة، لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 في تنويع الاقتصاد والإنتاج المحلي.
يذكر أن وزارة الثقافة والإعلام السعودية أعلنت في وقت سابق، منح أول رخصة لتشغيل دار عرض سينمائي، لتتمكن الشركة الرائدة في هذا المجال «إيه إم سي» للترفيه، من تشغيل دور العرض في كل أنحاء المملكة، التي ستعمل بالشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة الذي يخطط لاستثمار ما يصل إلى 10 مليار ريال سعودي في مشاريع ترفيهية مع حلول عام 2030.
كما تعتزم مجموعة «الفطيم» افتتاح أول دار سينما لها في السعودية خلال الأيام المقبلة في «مجمع الرياض بارك»، ضمن أكبر مركز ترفيه عائلي تابع لـ«ماجيك بلانيت» في المنطقة، وتضم هذه التجربة 4 شاشات عرض سينمائية، بما في ذلك أول شاشة «IMAX» لعرض الأفلام للشباب و«VOX KIDS» المخصصة لترفيه الصغار.
وتعد «فوكس سينما» أكبر مشغل للسينما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأول مشغل سينمائي إقليمي في المملكة.



«مخبأ» و«حكايات سميرة»... قصص حياة على الخشبة

المخرج شادي الهبر (شادي الهبر)
المخرج شادي الهبر (شادي الهبر)
TT

«مخبأ» و«حكايات سميرة»... قصص حياة على الخشبة

المخرج شادي الهبر (شادي الهبر)
المخرج شادي الهبر (شادي الهبر)

كان من المقرر أن يحتفل «مسرح شغل بيت» بذكرى تأسيسه الثامنة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بيد أن اندلاع الحرب في لبنان حال دون إقامة الحفل، فأُلغيت البرمجة التي كانت مقررة حتى إشعار آخر.

ممثلون هواة تابعون لـ«مسرح شغل بيت» (شادي الهبر)

اليوم يستعيد «مسرح شغل بيت» نشاطاته الثقافية ويستهلها بمسرحيتي «مخبأ» و«حكايات سميرة». ويعلّق مخرجهما شادي الهبر لـ«الشرق الأوسط»: «كانتا من ضمن نشاطات روزنامة الاحتفال بسنتنا الثامنة، فقررنا نقلهما إلى الشهر الحالي، ونعرضهما على التوالي في (مسرح مونو) خلال 16 و17 و18 و19 يناير (كانون الثاني) الحالي». لكل مسرحية عرضان فقط، تشارك فيهما مواهب تمثيلية جديدة متخرّجة من ورش عمل ينظمها «مسرح شغل بيت». ويوضح الهبر: «الهدف من هاتين المسرحيتين هو إعطاء الفرص لطلابنا. فهم يتابعون ورش عمل على مدى سنتين متتاليتين. ومن هذا المُنطلق كتب هؤلاء نص العملين من خلال تجارب حياة عاشوها. وما سنراه في المسرحيتين هو نتاج كل ما تعلّموه في تلك الورش».

* «مخبأ»: البوح متاح للرجال والنساء

تُعدّ المسرحية مساحة آمنة اختارتها مجموعة من النساء والرجال للبوح بمكنوناتهم. فلجأوا إلى مخبأ يتيح لهم التّعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بحرية. وفي هذا المكان الصغير بمساحته والواسع بأجوائه تجري أحداث العمل. ويشارك فيه 4 نساء و4 رجال. وتتراوح أعمارهم ما بين 20 و65 عاماً. وقد كتب محتوى النص كل واحد منهم انطلاقاً من تجاربه الحياتية. ويعلّق شادي الهبر: «إنها تجارب تنبع من واقع يشبه في موضوعاته وظروفه ما عاشه ناس كثر. وقد طلبت من عيسى بيلون أحد الممثلين فيها أن يضع لها التوليفة المناسبة. وخرج بفكرة محورها المخبأ. فحملت المسرحية هذا الاسم للإشارة إلى مشاعر نخبئها في أعماقنا».

يشارك في هذا العمل إيرما مجدلاني وكريستين مطر ومحمد علي بيلوني وغيرهم. وتتناول موضوعات اجتماعية مختلفة، من بينها ما يتعلّق بالعُقم والقلق والعمل بمهنة غير مرغوب بها. كما تطلّ على موضوع الحرب التي عاشها لبنان مؤخراً. فتحكي قصة شاب لبناني تعرّض منزله في الضاحية للقصف، فيقف أمام ما تبقّى منه ليتحدث عن ذكرياته.

مسرحية «مخبأ» تحكي عن مساحة أمان يتوق لها الناس (شادي الهبر)

ويتابع شادي الهبر: «تحمل المسرحية معاني كثيرة، لا سيما المتعلقة بما نخفيه عمّن هم حولنا، وأحياناً عن أنفسنا محاولين غضّ الطّرف عن مشاعر ومواقف تؤلمنا. فتكشف عن أحداث مرّ بها كلٌّ من الممثلين الثمانية، وتكون بمثابة أسرار يبوحون بها لأول مرة في هذا المكان (المخبأ). ويأتي المسرح كجلسة علاج تداوي الجراح وتبلسمها».

* «حكايات سميرة»: علاقات اجتماعية تحت المجهر

في المسرحية التي تُعرض خلال 18 و19 يناير على «خشبة مونو»، يلتقي الحضور بالممثلة لين جمّال بطلتها الرئيسة. فهي تملك كمية هائلة من القصص التي تحدث في منزلها. فتدعو الحضور بصورة غير مباشرة لمعايشتها بدورهم. وتُدخلهم إلى أفكارها الدفينة في عقلها الذي يعجّ بزحمة قصصٍ اختبرتها.

ويشارك في «حكايات سميرة» مجموعة كبيرة من الممثلين ليجسّدوا بطولة حكايات سميرة الخيالية. ومن الموضوعات التي تتناولها المسرحية سنّ الأربعين والصراعات التي يعيشها صاحبها. وكذلك تحكي عن علاقات الحماة والكنّة والعروس الشابة. فتفتح باب التحدث عن موروثات وتقاليد تتقيّد بها النساء. كما يطرح العمل قضية التحرّش عند الرجال ومدى تأثيره على شخصيتهم.

مسرحية «حكايات سميرة» عن العلاقات الاجتماعية (شادي الهبر)

مجموعة قصص صغيرة تلوّن المسرحيتين لتشكّل الحبكة الأساسية للنص المُتّبع فيها. ويشير الهبر إلى أنه اختار هذا الأسلوب كونه ينبع من بنية «مسرح شغل بيت».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «مسرحنا قائم على المختبر التمثيلي والتجارب فيه. وأردت أن أعطي الفرصة لأكبر عددٍ ممكن من متابعي ورش العمل فيه. فبذلك يختبرون العمل المسرحي ويُبرزون مواهب حرفية يتحلّون بها. وما حضّني على اتباع الأسلوب القصصي هو اتّسام قصصهم بخبراتهم الشخصية. فيضعونها تحت الضوء ضمن تجربة مسرحية جديدة من نوعها. فأنا من المخرجين المسرحيين الباحثين باستمرار عن التّجدد على الخشبة. لا أخاف الإخفاق فيه لأني أُخزّن الخبرة من أي نتيجة أحصدها».

ويوضح شادي الهبر أنه انطلاقاً من موقعه مُخرجاً يرمي إلى تطوير أي عمل مكتوب يتلقاه من طلّابه. «أطّلع عليه لأهندسه على طريقتي، فأبتعد عن السطحية. كما أرنو من خلال هذا التّطوير لجذب أكبر عدد ممكن من المجتمع اللبناني على اختلاف مشاربه». ويتابع: «وكلما استطعت تمكين هؤلاء الطلاب ووضعهم على الخط المسرحي المطلوب، شعرت بفرح الإضافة إلى خبراتهم».

ويختم الهبر حديثه مشجعاً أيّ هاوي مسرح على ارتياد ورش عمل «مسرح شغل بيت»، «إنها تزوده بخبرة العمل المسرحي، وبفُرص الوقوف على الخشبة، لأنني أتمسك بكل موهبة أكتشفها».