مؤشر دبي يفقد 26 في المائة منذ بلوغه أعلى مستوياته منتصف مايو الماضي

أكبر هبوط في أبوظبي منذ يناير 2011 مع استمرار تراجع سهم «أرابتك»

مؤشر دبي يفقد 26 في المائة منذ بلوغه  أعلى مستوياته منتصف مايو الماضي
TT

مؤشر دبي يفقد 26 في المائة منذ بلوغه أعلى مستوياته منتصف مايو الماضي

مؤشر دبي يفقد 26 في المائة منذ بلوغه  أعلى مستوياته منتصف مايو الماضي

منيت بورصتا دبي وأبوظبي بأكبر خسائر لهما في عدة أشهر أمس الثلاثاء، حيث أطلق هبوط حاد لسهم «أرابتك القابضة للبناء» الأكثر تداولا في دبي موجة من طلبات الشراء بالهامش أدت بدورها إلى عمليات بيع واسعة النطاق.
وأغلق مؤشر سوق دبي منخفضا 7.‏6 في المائة، مسجلا أكبر خسارة يومية منذ أواخر أغسطس (آب) بعدما تراجع بنحو 7.‏8 في المائة أثناء الجلسة. وهبطت عشرة أسهم على الأقل بنسبة عشرة في المائة لكل منها وهو الحد الأقصى للتحرك اليومي المسموح به في السوق.
وتراجع المؤشر العام لسوق أبوظبي 4.‏3 في المائة مسجلا أكبر هبوط منذ يناير (كانون الثاني) 2011 مع انخفاض ثمانية أسهم بالحد الأقصى المسموح به وهو عشرة في المائة.
وقال متعاملون إن الهبوط لا يرجع إلى أي مخاوف تتعلق بالعوامل الأساسية الاقتصادية أو التوترات السياسية المرتبطة بالعراق، وإنما لتعرض السوق لبيع مكثف بعدما دفعه المستثمرون الأفراد للصعود بشكل كبير في وقت سابق هذا العام.
وكان سهم «أرابتك» المحفز لموجة البيع أمس، حيث كان أول سهم يتراجع عشرة في المائة بعدما قالت الشركة إنها سرحت موظفين. وجاءت تلك الخطوة بعدما خفضت «آبار للاستثمار المساهم الرئيس» حصتها في «أرابتك» واستقالة الرئيس التنفيذي حسن اسميك الأسبوع الماضي.
وبلغت خسائر سهم «أرابتك» بعد هبوط اليوم 53 في المائة منذ بداية الشهر. وأطلق ذلك عمليات شراء بالهامش من المستثمرين الأفراد المستدينين، ونظرا لأنه لم تكن هناك طلبات شراء لأسهم «أرابتك» حتى مع هبوطها عشرة في المائة فقد اضطر المستثمرون لبيع أسهم أخرى لتغطية عمليات الشراء بالهامش.
وبحسب «رويترز» قال فؤاد درويش رئيس خدمات الوساطة لدى بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) في الكويت: «أعتقد أن السماسرة اتجهوا لأسهم أخرى وباعوا». وأطلق ذلك بدوره مزيدا من عمليات الشراء بالهامش ومزيدا من البيع وهو ما أثر أيضا على بورصة أبوظبي، حيث يتعامل بعض المستثمرين الإماراتيين في السوقين.
وبحسب «رويترز» بلغ هبوط مؤشر دبي 26 في المائة منذ بلغ أعلى مستوياته في عدة أعوام في منتصف مايو (أيار) مبددا نحو 30 مليار دولار من قيمته.
لكن المؤشر لا يزال مرتفعا 19 في المائة منذ بداية العام، بينما لا يزال سهم «أرابتك» مرتفعا 52 في المائة في الفترة نفسها.
ولم توضح «آبار» نياتها تجاه «أرابتك» منذ استقالة اسميك ولا يزال مصير حصته في الشركة التي تبلغ 85.‏28 في المائة غير واضح، رغم أن اسميك قال لـ«رويترز» اليوم إنه تلقى ثلاثة عروض لشراء حصته.
ولم تؤثر دبي مباشرة بدرجة تذكر على أسواق الأسهم الأخرى في المنطقة، لكنها أثرت على المعنويات بشكل عام إضافة إلى المخاوف من احتدام القتال في العراق والنزوح الموسمي للمستثمرين الأفراد قبيل رمضان.
وسجل المؤشر الرئيس للبورصة المصرية أسوأ أداء في المنطقة بعد بورصتي الإمارات بتراجعه 7.‏1 في المائة. وبخلاف الدول الخليجية الغنية بالنفط فإن الميزان التجاري لمصر وميزانيتها العامة قد يواجهان صعوبات جراء أي زيادة لفترة طويلة في أسعار النفط بسبب الصراع في العراق.
وقال هارجيت أوزا مساعد مدير البحوث لدى «نعيم للسمسرة» في القاهرة: «أعتقد أن الضعف الحالي يرجع إلى عدة عوامل منها قرب شهر رمضان وتداعيات موجة البيع في دبي».لكني أعتقد أن هناك عوامل قلصت الهبوط مثل إبقاء (إم.إس.سي.آي) لمؤشرات الأسواق مصر كسوق ناشئة».



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».