22 دولة تدق «طبول السلام» في مصر

ارتبط قرع الطبول في كثير من الأذهان بالحروب والمعارك، لكنه في مصر كان له طابع مغاير تماماً، فبات «حواراً من أجل السلام»، وهو ما حمله شعار الدورة السادسة من المهرجان الدولي للطبول، الذي تحتضنه قلعة صلاح الدين الأيوبي، بالقاهرة، وبدأت فعالياته مساء أول من أمس، على مسرح بئر يوسف، قبل أن تنطلق إلى شارع المعز.
فرق من 22 دولة تقدم عروضها في الدورة الحالية، على مدار ما يقارب أسبوع، بدأتها بفقرات مميزة خلال حفل الافتتاح، في إطار تعريف الجمهور المصري بفنونها، وشهدت تفاعلاً كبيراً من الحاضرين الذين وصلوا إلى الآلاف، وطالبوا بتكرار فقرات عدة أكثر من مرة، من بينها العرض الفلسطيني، وعرض فرقة حسب الله المصرية، وفي اليوم التالي للحفل نظمت الفرق المشاركة كرنفالاً دولياً أمام باب الفتوح في شارع المعز، في أجواء احتفالية مبهجة.
الدول المشاركة تضم كلاً من مصر، والسعودية، وسريلانكا «ضيف شرف المهرجان»، بالإضافة إلى فلسطين، والسودان، وسوريا، والجزائر، وتونس، والصين، والهند، وباكستان، وتايلاند، وإندونيسيا، وبلغاريا، وبولندا، واليونان، والمالديف، وأرمينيا، وإستنويا والمكسيك، ونيجيريا، وغينيا الاستوائية.
الفنانة سميرة عبد العزيز، التي قدمت حفل الافتتاح، أوضحت أن المهرجان يهدف إلى تجميع شعوب العالم في حوار ثقافي أساسه السلام والتسامح، معربة عن أملها أن تكون هذه المناسبة فرصة نحو مزيد من التفاهم بين الجميع.
والمشاركة الحالية هي السادسة للفرقة اليونانية، حسب ما توضح «أدويانيس شاكرياني» إحدى أعضائها لـ«الشرق الأوسط»، مؤكدة حرصهم على التمثيل في كل دورة، لتقديم عروضهم للجمهور، مؤكدة أن حضور هذه المناسبة تحديداً أمر مهم بالنسبة لهم؛ نظراً للمنافسة القوية مع فرق الدول الأخرى، فضلاً عن أن تمثيل بلادها في المهرجان وسيلة لنشر تراثه الفني في الخارج، مع التعرف على الفنون الأخرى في العالم.
أماكن عروض المهرجان، تشمل أكثر من منطقة، هي قلعة صلاح الدين، وشارع المعز، وقبة الغوري، ومسرحا ساحة الهناجر، والمكشوف، في دار الأوبرا، ومركز الطفل للحضارة والإبداع، وحديقة الحرية بجوار دار الأوبرا، والكوربة في مصر الجديدة، فضلاً عن قصر ثقافة بنها، قصر ثقافة بهتيم، لتوسيع قاعدته الشعبية، في إطار سعيه لاستعادة دور مصر الثقافي في العالم، حسب ما يؤكد مؤسس المهرجان ورئيسه انتصار عبد الفتاح، الذي يشدد على أن الجمهور هو الراعي الرسمي للحدث. وكان لفرقة «الفلوجة» الفلسطينية حضور ملحوظ بتقديم عروض الدبكة على أنغام الأغنية الشهيرة «وين ع رام الله»، فضلاً عن عدد من العروض الأخرى للأسرى والشهداء، في إطار دعم القضية والحفاظ على الهوية والتراث الفلسطيني من الاندثار، وفق ما تؤكد عضوة الفرقة شروق سالم.
على هامش الحفل، اصطف العشرات أمام أكبر سوق تراثية للمنتجات الشعبية، أقيم خصيصاً لهذه المناسبة، حيث استقبل عدد من أعضاء فرقة إحياء التراث الجمهور بملابس من العهد الفاطمي، ووقف عدد منهم بملابس جنود على مدخل مكان الافتتاح، جوارهم آخر يقدم عروض الأراجوز، في إطار إحياء مظاهر القاهرة التاريخية.
هاجر عيسى، العضوة في الفرقة، كانت ضمن مستقبلي الجمهور بملابسها التراثية، التي دفعت الكثير من الحاضرين إلى التصوير معها، ترى أن المهرجان الحالي فرصة كبيرة أمام المصريين للاطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى، وبخاصة أن العروض جميعها مجانية، وفي أكثر من مكان ما يسهل على الكثيرين الحضور. وتأمل هاجر أن تنجح الدورة الحالية في إيصال رسالتها إلى الجمهور المستهدف، وأن تعزز الدور الفني والثقافي لمصر؛ حتى تستعيد مكانتها المعهودة التي يعرفها عنها الجميع.
ويكرم المهرجان في دورته الحالية عدداً من الشخصيات الفنية والأدبية، إضافة إلى شخصيات مصرية ساهمت في تأسيسه ورعايته، من بينها الأكاديمي المصري الراحل عبد الحميد يونس، أحد رواد دراسات التراث الشعبي والأديب المصري حجاج أدول.