جدل حول حياد «هيئة الإشراف على الانتخابات» في لبنان

TT

جدل حول حياد «هيئة الإشراف على الانتخابات» في لبنان

أثارت استقالة عضو «هيئة الإشراف على الانتخابات» في لبنان سيلفانا اللقيس لأسباب متعلقة «بعدم قدرة الهيئة على القيام بعملها وفق القانون»، المزيد من التساؤلات حول الدور المفترض للهيئة بعدما كان عدد من الجمعيات قد تحدث عن العوائق نفسها.
وفي حين ردّ وزير الداخلية والبلديات الذي يشرف على عمل «الهيئة» وطالته بعض الاتهامات بأنّه «لم ولن يتدخّل في عملها وأن وزارته ملتزمة الحياد الكامل»، رفض رئيس الهيئة القاضي نديم عبد الملك التعليق على هذه الاتهامات واستقالة اللقيس، واكتفى بالقول: «تفاجأنا بقرارها وسنعقد يوم الاثنين لقاء مع وسائل الإعلام لوضع الرأي العام في صورة تحضيراتها للانتخابات والرد على التساؤلات التي أثارتها بعض الجهات والأطراف السياسية حول دورها ومهمتها»، ولفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى لقاءات عقدتها «الهيئة» مع «الجمعية اللبنانية لديمقراطية الانتخابات» و«جمعية لا فساد» تمت خلالها مناقشة كل الأمور واستمعنا إلى ملاحظاتهم واستمعوا إلى إرشاداتنا، خاصة أنهم بدورهم يخضعون لمراقبة الهيئة، واصفا الاجتماع بـ«المثمر والبناء».
وأتت استقالة اللقيس، بعد يومين على تقرير «الجمعية اللبنانية لديمقراطية الانتخابات» التي كانت قد أعلنت فيه عن انتهاكات عدّة من بينها ما اعتبرته «قراراً سياسياً ممنهجاً من جانب الحكومة اللبنانية بأقطابها كافّة، ممثلّة بوزير الداخلية والبلديات ووزير المالية، بإفشال عمل هيئة الإشراف على الانتخابات، بحيث تم حرمان الهيئة إمكاناتها المادية والبشرية، إذ كانت ميزانية الهيئة المالية قد تأخرت كثيراً وحالت دون مباشرة الهيئة عملها بجِد».
وشرحت اللقيس، وهي الممثلة الوحيدة لهيئات المجتمع المدني في الهيئة، الأسباب التي دفعتها لتقديم استقالتها، رافضة أن تكون «شاهدة زور على عجز الهيئة عن أداء مهامها»، آملة أن يشكل هذا الانسحاب والاستهجان مدعاة لتصويب الأمور في اتجاه تعزيز استقلاليتها وإمكاناتها لجعلها قادرة على أداء دورها بشكل سليم، بما يعزز في نهاية المطاف نزاهة الانتخابات وحياديتها.
غير أن وزير الداخلية نهاد المشنوق أكد على أنه «كان ولا يزال من أكثر الداعمين للهيئة وعملها وأهدافها، وأنه لم ولن يتدخل في عملها». وأوضح أن «تأخير صرف مخصّصاتها ليس مسؤولية وزير الداخلية بل عدم التزام الجهات الإدارية في الوزارات المعنية بدقّة التعامل مع هذا الملف، ووزارة الداخلية عملت إلى جانب الهيئة للدفع باتجاه صرف المخصّصات في أسرع وقت ممكن، مع الاعتراف بأنها لم توفّق دائماً في ذلك»، لافتاً إلى «قيام الوزارة بمهمة التثقيف حول قانون الانتخاب».
وفي بيانها، عددت اللقيس الأسباب التي جعلتها تتخذ قرارها وأهمها: «عدم توفير الموارد الضرورية لتمكين الهيئة من القيام بمهامها، والمس المباشر باستقلاليتها وصلاحياتها بداعي التنسيق مع وزارة الداخلية، وتقليص صلاحياتها على نحو يخرجها عن الغاية التي انوجدت لأجلها». وأشارت إلى ما اعتبرته «مسّا مباشرا باستقلالية الهيئة وبصلاحياتها متّهمة وزارة الداخلية بوضع يدها على بعضها».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.