جو هارت حارس المنتخب الإنجليزي وأخطاؤه الفادحة

حديث عن عزم ساوثغيت على الاستعانة به لخبرته رغم سقطاته المتكررة

هارت أهدى هدفاً إلى ستوك سيتي يبدو أنه لن يحرمه من المشاركة في المونديال
هارت أهدى هدفاً إلى ستوك سيتي يبدو أنه لن يحرمه من المشاركة في المونديال
TT

جو هارت حارس المنتخب الإنجليزي وأخطاؤه الفادحة

هارت أهدى هدفاً إلى ستوك سيتي يبدو أنه لن يحرمه من المشاركة في المونديال
هارت أهدى هدفاً إلى ستوك سيتي يبدو أنه لن يحرمه من المشاركة في المونديال

اعترف فيكاش دوراسو بأنه: «منذ ثلاثة أيام، عندما كنت في مواجهة أمام إسبانيا، راودتني الرغبة في البكاء. أنا لست مشجعاً ولا متفرجاً، وإنما لاعب كرة قدم ولا أشارك في اللعب». وتدور أحداث الفيلم الوثائقي الذي ظهر به دوراسو قبل وأثناء بطولة كأس العالم لعام 2006، ويتناول تفاصيل مشاعر العزلة القاسية التي ألمت باللاعب الدولي الفرنسي بينما كان يشاهد أقرانه في الفريق يصلون دور النهائي ببطولة كأس العالم في ألمانيا. جدير بالذكر، أنه جرى تسريح دوراسو بعد عام من البطولة. ويسلط الفيلم الضوء على حياة لاعب على مقعد البدلاء، لكنه كتب كذلك نهاية مسيرة دوراسو الدولية بناءً على قرار اتخذه المدرب ريمون دومينيك.
إلا أن هذا السيناريو من غير المحتمل تكراره مع جو هارت بالنظر إلى العلاقة الوثيقة القائمة بينه وبين غاريث ساوثغيت، مدرب المنتخب الإنجليزي. ومع هذا، تسلطت الأضواء من جديد على وضع حارس مرمى وستهام يونايتد داخل المنتخب هذا الصيف في أعقاب وقوعه في خطأ فادح جديد أمام ستوك سيتي، الاثنين، خلال مباراة انتهت بالتعادل على أرض وستهام يونايتد.
ومع وجود مدربه في المنتخب في المدرجات لمتابعة المباراة وبث أحداث المباراة تلفزيونياً، جاء توقيت خطأ هارت أسوأ ما يكون. وقد خسر هارت مكانه لصالح الحارس الإسباني أدريان في وقت سابق من الموسم، والذي قدم أداءً متألقاً عبر سلسلة من ثلاث مباريات منها أداء متميز على نحو خاص أمام تشيلسي الأسبوع الماضي، الأمر الذي يبدو أنه قضى تماماً على أي احتمالية للاستعانة بهارت مجدداً.
وبطبيعة الحال، لم يهدر النقاد الرياضيون الفرصة وسارعوا إلى كيل الانتقادات إلى هارت، ومن بينهم غاري نيفيل عبر قناة «سكاي» والذي انتقد التكنيك الرديء لحارس المرمى البالغ 30 عاماً أثناء محاولته التعامل مع كرة أطلقها جناح ستوك سيتي شيردان شاقيري. كما أكد الناقد الرياضي كريس سوتون خلال مشاركته عبر شاشات «بي بي سي» أن هارت «أهدر تذكرة» المشاركة في بطولة كأس العالم القادم. وأضاف سوتون أنه: «لا يمكن الاستعانة بلاعب في مثل هذه البطولة لمجرد أنه لطيف ودمث الخلق داخل غرفة تبديل الملابس. إذا تعرض المنتخب الإنجليزي لإصابة اثنين من حراس المرمى، فأنت بحاجة لأن يكون حارس المرمى الثالث قويا. هذا هو المعيار الذي ينبغي تقييمه على أساسه».
وفي ظل تنافس حارس إيفرتون جوردان بيكفورد وحارس ستوك سيتي جاك بوتلاند على أن يصبح أحدهما الخيار الأول لساوثغيت في حراسة المرمى خلال بطولة كأس العالم التي تستضيفها روسيا، يبدو أنه بالنسبة لهارت ستدور المنافسة بينه وبين نيك بوب، حارس مرمى بيرنلي، على الخيار الثالث والأخير بين حراس مرمى المنتخب. جدير بالذكر أن بوب قدم بداية رائعة للموسم الحالي بالدوري الممتاز منذ أن حل محل توم هيتون المصاب خلال النصف الأول من مباراة فريقه أمام كريستال بالاس والتي انتهت بفوز بيرنلي على أرضه بنتيجة 1 - 0. وذلك في سبتمبر (أيلول)، الأمر الذي جعله جديراً بضم ساوثغيت له إلى صفوف المنتخب.
جدير بالذكر أن حارس المرمى البالغ 25 عاماً شارك باعتباره لاعبا بديلا غير مستغل خلال مباريتين وديتين أمام هولندا وإيطاليا، مع إقدام مدرب المنتخب الإنجليزي على خطوة غير معتادة تمثلت في الاستعانة بأربعة حراس مرمى في الفريق، وإن كان ساوثغيت قد لمح كذلك إلى أن خبرة هارت ربما تعزز موقفه كثيراً. وقال: «لقد كنت صريحاً معه تماماً منذ اللحظة الأولى. وقد تحدثت إليه منذ ثلاثة أسابيع قبل أن يعود إلى فريق وستهام يونايتد وأخبرته أنه سيشارك في المنتخب على أساس ما حققه لنا من قبل. في الواقع، إنه شخصية قيادية من الجيد وجودها بالجوار، علاوة على تفهمه كل شيء على نحو كامل. وقد اضطلع بهذا الدور الداعم على نحو جيد».
وبالنظر إلى أن أربعة فرق فقط من بين إجمالي 435 فريقاً وصلت نهائيات بطولة كأس العالم منذ انطلاق البطولة عام 1934 انتهى بها الحال إلى الاستعانة بحراس المرمى الثلاثة في صفوفها، فإن المرء قد يشعر بأن الأمر برمته لا يستحق كل هذه الجلبة. إلا أنه بالنظر إلى أن بيكفورد، من إيفرتون، وبتلاند، من ستوك سيتي، سيكملان فقط عامهما الـ24 والـ25 على الترتيب قريباً، فإن ساوثغيت ربما له وجهة نظر سديدة في رغبته في الاستعانة بأربعة حراس للمرمى داخل الفريق.
من ناحية أخرى، مني حراس مرمى المنتخب الإنجليزي بمجموعة من السقطات الفادحة خلال بطولات كبرى في السنوات الأخيرة، على سبيل المثال مثلما حدث مع ديفيد سيمان أمام رونالدينيو عام 2002 وكذلك سقطة روب غرين أمام المنتخب الأميركي عام 2010. ومنذ ثمانية أعوام في جنوب أفريقيا، وقع الاختيار على هارت البالغ 23 عاماً حينها بجانب غرين وديفيد جيمس، وذلك في أعقاب تقديمه أداء متميزا خلال أول موسم له مع برمنغهام سيتي الذي شارك في صفوفه على سبيل الإعارة. إلا أن مدرب المنتخب الإيطالي فابيو كابيلو فضل الاعتماد على خبرة جيمس. ورغم أن هذا الاختيار انتهى بهزيمة مدوية أمام ألمانيا بنتيجة 4 - 1 خلال مواجهة بدور الـ16. فإن المدربين بوجه عام يميلون إلى وضع ثقتهم في شخص سبقت له المشاركة في مباريات دولية وأثبت نجاحه بها.
وهنا تحديداً تكمن المشكلة المتعلقة بهارت. جدير بالذكر أنه في أعقاب الخطأ الذي اقترفه أمام آيسلندا وكان السبب في منح الأخيرة الفوز في دور الـ16 في إطار بطولة أوروبا في فرنسا منذ عامين، قدم هارت اعتذاراً عن تسببه «نهاية الأمر في خسارة المباراة والبطولة بأكملها». ومنذ ذلك الحين، أقصاه بيب غوارديولا عن مانشستر سيتي. ورغم أن تاريخه يضم 75 مباراة دولية ومشاركته في بطولة كأس العالم الأخيرة في البرازيل، يبقى التساؤل: هل من الأفضل لإنجلترا الاستعانة بحارس مرمى أصغر سناً لم يلوثه مثل هذا الإخفاق؟
في الحقيقة، سيكون من القسوة البالغة عدم الاستعانة ببوب بعد موسم نجح خلالها بيرنلي في تحطيم جميع التوقعات وأنجز الموسم في النصف الأعلى من جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز مع تحقيقه أفضل ثالث رقم قياسي على صعيد الدفاع في تاريخ بطولة الدوري الممتاز حتى الآن. وتبعاً للأرقام الصادرة عن «أوبتا»، تصدى بوب بنجاح إلى 80 في المائة من الكرات التي واجهها هذا الموسم، مقارنة بـ68.7 في المائة بالنسبة لبتلاند و67.3 في المائة بالنسبة لبيكفورد و57.8 في المائة فقط فيما يخص هارت. وفي النهاية، ربما يحسم الأمر بناءً على مستوى الثقة التي يوليها ساوثغيت في بيكفورد وبتلاند. المؤكد أن هارت لن ينتظر اختياره في المنتخب من باب الشفقة أو الإحسان، لكنه بالتأكيد لن يروق له الاستقرار على مقعد البدلاء.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.