زوجة الزعيم الكوري الشمالي تحصل على لقب «السيدة الأولى»

كيم وزوجته ري سول جو في بيونغ يانغ يوليو الماضي (أ.ف.ب)
كيم وزوجته ري سول جو في بيونغ يانغ يوليو الماضي (أ.ف.ب)
TT

زوجة الزعيم الكوري الشمالي تحصل على لقب «السيدة الأولى»

كيم وزوجته ري سول جو في بيونغ يانغ يوليو الماضي (أ.ف.ب)
كيم وزوجته ري سول جو في بيونغ يانغ يوليو الماضي (أ.ف.ب)

منح الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، زوجته الشابة، ري سول جو، لقب «سيدة أولى» فيما يعتبر تقدما كبيرا في وضعها الرسمي قبل قمتين مرتقبتين مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
وترافق ري سول جو زوجها في المناسبات الرسمية، لكن أول ظهور علني لها بمفردها كان في نهاية الأسبوع الماضي خلال عرض لفرقة صينية لرقص الباليه. وأشارت وسائل الإعلام الرسمية إلى تلك المناسبة، واصفة زوجة الزعيم الكوري الشمالي بأنها «السيدة الأولى المحترمة»، لتستخدم بذلك هذا التعبير للمرة الأولى منذ أكثر من 40 عاما، مضيفة إليه الصفة التي تمنح عادة لقادة البلاد، كما أفاد تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأعلنت النبأ المذيعة الكورية الشمالية الشهيرة، ري شون، التي عادة ما تزف الإعلانات المهمة الصادرة عن البلاد. وارتدت زوجة الزعيم الكوري الشمالي ثوبا زهريا، ورافقها مسؤولون كوريون شماليون آخرون عادة ما يظهرون مع الزعيم، بينهم شقيقة كيم الصغرى يو جونغ.
وري، وهي مغنية سابقة، ظهرت في 2012 وكانت تعتبر من قبل الخبراء بأنها تحظى بنفوذ، لكنها كانت تلعب دورا محدودا بالوقوف إلى جانب زوجها في كوريا الشمالية التي تعتبر بلدا منعزلا وذكوريا إلى حد كبير.
وبحسب المحللين، فإن منحها لقب «السيدة الأولى» يندرج في إطار الجهود لإضفاء «صورة دولة عادية» على كوريا الشمالية، فيما تستعد البلاد لقمة مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي - إن في 27 أبريل (نيسان)، ولاحقا مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وبذلك يكون لقبها متطابقا مع لقبي كيم جونغ سوك، زوجة الرئيس الكوري الجنوبي، وميلانيا ترمب السيدة الأميركية الأولى.
وقال إن شان إيل، الباحث المنشق الذي يدير المعهد العالمي للدراسات الكورية الشمالية، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «ترقية ري سول جو تشكل الاستراتيجية الدعائية الأكثر فاعلية». وأضاف أن «القمة تعقد على أساس متساو، فإذا حضرت ميلانيا ترمب ستحضر ري»، لافتا إلى أن زوجة الزعيم الكوري الشمالية رافقته حين ذهب إلى بكين الشهر الماضي في أول زيارة له إلى الخارج منذ توليه السلطة.
وكانت وسائل الإعلام الكورية الشمالية الرسمية تشير سابقا إلى ري بصفة «الرفيقة»، وأطلق في نهاية الأسبوع الماضي عليها لقب «السيدة الأولى»، للمرة الأولى منذ 1974 حين كان يطبق على كيم سونغ إي الزوجة الثانية لمؤسس البلاد كيم إيل سونغ.
ولا تتسرب معلومات كثيرة عن ري، التي يعتقد أن عمرها 29 عاما، وهي أم لثلاثة أطفال، بينهم فتاة على الأقل.
وتصفها تقارير الاستخبارات الكورية الجنوبية على أنها تتحدر من عائلة عادية، حيث كان والدها مدرسا ووالدتها طبيبة. وكانت عضوا في أوركسترا «أونهاسو»، وتلقت دروسها الموسيقية بحسب الصحافة في الصين. وكانت بين المشجعات اللواتي زرن الجنوب في العام 2005، في مناسبة مسابقة رياضية دولية.
وري معروفة بولعها بالموضة في بلد يعاني من فقر مزمن، وغالبا ما ترتدي ملابس أنيقة من ماركات عالمية. وشوهدت في إحدى المناسبات وهي تحمل حقيبة من توقيع دار «كريستيان ديور». ويشير محللون إلى أن الدور المهمش لوالدة الزعيم كيم، كو يونغ هوي، كان عاملا مهما أيضا في قراره توسيع المهام الرسمية لزوجته.
وكو أنجبت ثلاثة أولاد خلال زواجها والد كيم وسلفه كيم جونغ إيل، لكنها كانت على الدوام بعيدة عن الأضواء على مر سنوات الزواج الـ28.
وقد توفيت في العام 2004، وأشارت معلومات إلى أنها كانت مصابة بسرطان الثدي ونقل جثمانها سرا من باريس حيث كانت تتلقى العلاج، إلى بيونغ يانغ. وأقيم مدفن لها في العام 2012 بعد وصول كيم إلى السلطة.
وقال شين بيوم - شول، المحلل في معهد آسان للدراسات السياسية: «أعتقد أن معاناة كيم عند رؤية والدته تعيش في ظل والده لعبت دورا أيضا» في قراره. وخلافا لوالده أ، جده، فإن كيم جونغ أون غالبا ما ظهر برفقة نساء وخصوصا ري ويو جونغ. وفي السابق كان من النادر رؤية زوجات أو شقيقات القادة.
وفي هذا السياق، أوفد كيم شقيقته إلى الألعاب الأولمبية الشتوية في الجنوب. وكان والده الراحل معروفا بطبيعته المتحفظة، لكن كيم الذي يواجه نظامه اتهامات بتجاوزات واسعة لحقوق الإنسان، يظهر بصورة أقل رسمية ومحببة أكثر.
فخلال لقاء مع وفد كوري جنوبي في بيونغ يانغ، قالت ري كلمة «زوجي» في معرض إشارتها إلى الزعيم الكوري الشمالي، كما عبرت عن سرورها حين اقترح أحدهم أن يتوقف كيم عن التدخين، بحسب ما أوردت صحيفة «اساهي شمبون» اليابانية.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.