مصطفى إدريس «صائغ» المحتوى الاستثنائي في الصحافة السعودية

وفاته تمر بهدوء بعد صخبه المهني

مصطفى إدريس
مصطفى إدريس
TT

مصطفى إدريس «صائغ» المحتوى الاستثنائي في الصحافة السعودية

مصطفى إدريس
مصطفى إدريس

توفي أول من أمس في السعودية، أحد أشهر علاماتها الفارقة في تاريخ الصحافة في البلاد، مصطفى إدريس، بعد معاناة طويلة مع المرض. ويعد مصطفى إدريس، أحد من ساهموا في صياغة مدرسة التأثير في الصحافة خلال الثمانينات والتسعينات، في فترة شهدت فيها خريطة الإعلام السعودي تحولات حققت كثيرا من الجاذبية، وكان خلال عمله في صحيفة «عكاظ» أحد المبرزين الذين تسنموا ريادة توسيع الانتشار للصحيفة الزميلة خلال تلك الفترة.
ويعرف عن إدريس، التأثير المتواصل على من عمل معهم، بل وساهم إبداعه في تحرير وصياغة المحتوى المتميز أن يكون الأبرز في تولي مسؤولية منصب نائب رئيس التحرير في الصحيفة التي تصدر من جدة، بعد فترة ليست بالقصيرة قضاها في مضمار الصحافة.
وأسس مصطفى إدريس، مدرسة استثنائية أيضا تدمج السبق الصحافي مع العنوان، حيث تميز إدريس في الأخير حتى أصبح لقبا يمر لا ينثني يحكي عنه بـ«مهندس العناوين»، وكان اللافت عبر الأعداد ذات النشرة الأسبوعية أو الإصدارات الخاصة.
انتقل إدريس عضيدا لرفيق دربه، قينان الغامدي رئيس التحرير متعدد الوجهات، للعمل مع في صحيفة «الوطن»، التي أسست لمرحلة جديدة في تاريخ الصحافة في البلاد، وكان أحد أعمدتها الرئيسية في بلورة المفهوم المنشود مع التطور التقني والوقتي المتسارع في المنظومة الإعلامية.
وتمر وفاته بهدوء رغم اصطحاب الذكريات الكبيرة من قبل كبار عملوا في الصحافة والمهنة، الذين يستذكرون إدريس وعلاقته الحميمة مع الخبر والمحتوى الإعلامي المتميز، وتأثيره الإنساني معهم، يغادر الحياة اليوم كما غادر المهنة، ويبقى إدريس اسما لامعا في جوانبهما.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.