موهبة الهلال «الأصبحي» إلى مانشستر... والجابر يؤجل «الغربلة»

الإدارة الجديدة تبحث عن مدرب خبير بالكرة الآسيوية

آل الشيخ لدى استقباله الأصبحي في مكتبه («الشرق الأوسط»)
آل الشيخ لدى استقباله الأصبحي في مكتبه («الشرق الأوسط»)
TT

موهبة الهلال «الأصبحي» إلى مانشستر... والجابر يؤجل «الغربلة»

آل الشيخ لدى استقباله الأصبحي في مكتبه («الشرق الأوسط»)
آل الشيخ لدى استقباله الأصبحي في مكتبه («الشرق الأوسط»)

اعتمد تركي آل شيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، مجلس إدارة نادي الهلال الجديد برئاسة سامي الجابر وأحمد الخميس «نائباً للرئيس»، وعضوية كل من عبد الله الجربوع، وسلطان بن حسن بن سعيد، وفهد بن أحمد الراشد، وفهد الحريشي، وخالد القحيز، وعبد الإله المقرن.
وتميز المجلس الإداري الهلالي الجديد بمزج عناصر الشباب المتمثلة بالجابر، وبن سعيد، والقحيز، والراشد بالخبرة «الخميس والمقرن والحريشي».
وكان الجابر طلب من مدير الكرة، فهد المفرج، الاستمرار في منصبه للموسم المقبل، وذلك خلال اجتماع عقده الجابر أول من أمس مع المفرج.
وطلب المفرج مهلة للتفكير قبل اتخاذ القرار النهائي بعد أن أعلن استقالته نهائياً نظير مشقة العمل، حسب تبريراته.
ومن ناحية أخرى، أجّل الجابر فكرة الاستغناء عن عدد من اللاعبين المحليين لحين وصول المدرب الجديد، والاطلاع على مستوياتهم وتجربتهم بعد عودة تدريبات الفريق في بداية شهر رمضان المقبل.
وتسعى إدارة الجابر لتأمين رواتب اللاعبين المتأخرة، وكذلك مكافآت الفوز بلقب دوري المحترفين السعودي قبل وضع ميزانية الاستعداد للموسم المقبل.
ويجري البحث عن اسم مدرب كبير خبير بالكرة الآسيوية ليتولى الدفة الفنية في الفريق الأول ليختار لاعبيه الأجانب قبل عودة الفريق للتدريبات.
من جانب آخر، التقى ‏تركي آل شيخ في مكتبه بالهيئة العامة للرياضة يوم أمس (الأربعاء) باللاعب خالد الأصبحي، الموهبة الهلالية الواعدة في فئة براعم نادي الهلال، وتم خلال المقابل الإعلان عن تكفل الهيئة العامة للرياضة بابتعاث اللاعب إلى نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي العريق لصقل موهبته وتنمية قدراته البدنية والمهارية.
من جهة أخرى، يقوم عناصر الفريق الأول بمعية الرئيس السابق الأمير نواف بن سعد، والرئيس الحالي سامي الجابر، بزيارة الأمير الوليد بن طلال في مكتبه في برج المملكة خلال الأيام القليلة المقبلة لتسلم مكافآت الفوز ببطولة الدوري والبالغة 4 ملايين ريال بمقدار 400 ألف ريال لكل لاعب تقريباً.
من جانب آخر، ‏علمت «الشرق الأوسط» أن مفاوضات تدور حالياً بين إدارة نادي الهلال ونظيرتها في الأهلي المصري لاستعارة أو شراء عقد المحترف المغربي أشرف بن شرقي لصالح الأخير. وأشارت المصادر نفسها إلى أن المقابل انتقال لاعب مميز من الأهلي المصري ليلعب للهلال في الموسم المقبل.
جدير بالذكر، أن تجربة بن شرقي الهلال لم تحظ بالقبول من قبل الهلاليين أنفسهم، ولم تواكب الهالة الإعلامية التي صاحبت انتقال للهلال.
يذكر أن سامي الجابر، رئيس الهلال الجديد، كشف عن حجم الديون التي قد تقف في مسيرة الفريق في الموسم المقبل، حيث بلغت 68 مليون ريال، موزعة ما بين ديون خارجية ورواتب لاعبين ومتطلبات أخرى، وهو ما يناقض البيان الختامي للجمعية العمومية للنادي التي عقدت قبل نحو 6 أشهر، وتحديداً في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، حينها أوضح سامي أبو خضير، أمين عام النادي، في البيان الختامي للجمعية عن صافي أرباح بلغ 39 مليون ريال.
ووجّه تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، بالتحقيق مع من تسبب في تراكم ديون نادي الهلال والتي بلغت 68 مليون ريال، من بينها 8 ملايين ريال ديون خارجية واجبة التسديد خلال الأسبوع المقبل قبل أن تضع النادي في مواجهة قرارات صعبة ومعضلة كبرى، بالإضافة إلى 13 مليون ديون متراكمة على الإدارة السابقة، و47 مليون ريال رواتب متأخرة للاعبين، ومصروفات أخرى.
وبيّن الرئيس الهلالي المكلف في الاجتماع الذي عقده مع رئيس الهيئة الرياضية، الواقع المالي الحالي الذي يعشيه بطل الدوري السعودي للمحترفين وحجم الديون التي خلفتها إدارة الأمير نواف بن سعد على إدارته المكلفة، وأوضح رجاء الله السلمي، وكيل رئيس الهيئة الرياضة لشؤون الإعلام، أن رئيس الهيئة الرياضية وعد الجابر بالوقوف معه وتسديد هذه الديون بشكل كامل؛ حتى لا تكون عائقاً أمام نجاحه في الفترة المقبلة، وشدد على أهمية عمل الإدارة الهلالية على حل بعض هذه المديونيات بطريقة أو بأخرى.
وأكد رجاء الله السلمي، أن هذه الديون مقلقة لأي إدارة جديدة، وسيتم العمل في الفترة المقبلة من قبل هيئة الرياضة على معرفة لماذا تراكمت هذه الديون وكيف جاءت والتحقيق والمساءلة فيمن تسبب فيها، ولفت أن القضايا الخارجية دائماً ما تسبب إشكالية كبرى على الأندية السعودية؛ كون تراكم هذه الديون قد يتسبب في عقوبات على النادي، ويضعه في مواجهة صعبة أمام بعض القرارات التي قد تضعه أمام عواقب صعبة.
وستكشف التحقيقات التي ستجريها هيئة الرياضة مع أعضاء مجلس الإدارة الهلالية السابقة عن الغموض المالي ما بين الجمعية العمومية غير العادية التي عقدت نهاية السنة الماضية، والتقرير المالي الذي قدمه سامي الجابر، الرئيس الجديد، لرئيس الهيئة العامة للرياضة، وعن المتسبب في الديون الحالية ورواتب اللاعبين المتأخرة لأكثر من أربعة أشهر.
ويعتبر الهلال في مقدمة الأندية السعودية من ناحية الدخل المالي من عوائد الشركاء الاستراتيجيين والرعاة، ويتجاوز دخله السنوي 100 مليون ريال، حيث يحظى بـ11 شريكاً استراتيجياً يضخون سنوياً أكثر من 100 مليون ريال في خزينة النادي، بخلاف الدعم المالي الضخم من أعضاء الشرف، لتسيير أمور النادي، علاوة على تكفلهم بالكثير من الصفقات المحلية والأجنبية والأجهزة الفنية، والمعسكرات الخارجية.
بالإضافة إلى التصاريح الإعلامية المتكررة من رؤساء سابقين وأعضاء شرف تشير إلى قدرة النادي على الاستغناء عن الدعم الشرفي بفضل العوائد المالية من الرعاة، وأن النادي قادر على تحقيق مداخيل مالية غير مسبوقة في تاريخ الرياضة السعودية، وستغطي إيراداته مصروفاته، وقد تجد الإدارات الهلالية فائضاً مالياً في نهاية العام؛ لما يملكه الهلال من شعبية جماهيرية جارفة، سواءً داخل المملكة أو خراجها على مستوى الخليج والوطن العربي.
كما يعتبر صاحب الرقم الأول في حملة «ادعم ناديك» وتجيّر الهيئة الرياضية سنوياً 39 مليون ريال من هذه الدعم الجماهير في حسابه البنكي، ولم تشتك إدارة الأمير نواف بن سعد من العجز المالي أو الحاجة المالية إلا ووجدت لفيفاً من أعضاء الشرف يضخون مبالغ طائلة في الخزينة الزرقاء، وهذا ما حدث طوال فترته الرئاسية التي امتدت أربع سنوات، ولم يسبق للهلال أن تعرض في السنوات الماضية لأي عقوبة خارجية أو داخلية تمنعه من قيد اللاعبين بسبب الأمور المالية، أو استخراج الرخصة الآسيوية، وبقي سجله خالياً من القضايا الخارجية، بفضل الدعم الشرفي والعوائد المالية العالية.
لكن سامي الجابر، الرئيس المكلف الجديد، كشف في تقريره المالي الذي قدمه لرئيس الهيئة الرياضية عن خفايا مالية في البيت الهلالي تتعارض مع تقرير الجمعية العمومية غير العادية وتناقضها، حيث لم يمض سوى 6 أشهر على عقد الجمعية التي أكدت عن فائض قرابة الـ40 مليون ريال، في الوقت الذي تكفلت الهيئة الرياضية في تعاقدات الفريق الشتوية والشرط الجزائي للأرجنتيني رامون دياز، المدرب المقال، من مهمته الفنية، إلى جانب التسهيلات التي وجدتها إدارة الأمير نواف بن سعد في هذا الموسم والدعم المالي اللامحدود من قبل تركي آل الشيخ أثناء مسيرة الفريق الآسيوية في النسخة الماضية عندما بلغ الفريق نهائي البطولة وخسره من أمام أوروا الياباني، وتقديم المكافآت المالية الضخمة للاعبين والأجهزة الفنية والإدارية منذ بلوغ الهلال دور الثمانية وحتى وصوله لنهائي القارة الصفراء؛ وهو ما رفع عن كاهل الإدارة هم المكافأة المالية.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».