أوامر باعتقال 15 نائبا عراقيا واستنفار أمني في الفلوجة

النائب جواد الحسناوي: سبب استهدافي تعرضي للمالكي والمقربين منه

بهاء الأعرجي و جواد الحسناوي و جواد الشهيلي
بهاء الأعرجي و جواد الحسناوي و جواد الشهيلي
TT

أوامر باعتقال 15 نائبا عراقيا واستنفار أمني في الفلوجة

بهاء الأعرجي و جواد الحسناوي و جواد الشهيلي
بهاء الأعرجي و جواد الحسناوي و جواد الشهيلي

أعاد إصدار ثلاث مذكرات اعتقال واستقدام بحق ثلاثة من نواب التيار الصدري في البرلمان العراقي إلى الواجهة قضية الحصانة البرلمانية التي يتمتع بها عضو البرلمان، التي شكلت حاجزا بدا ضروريا بوجه تكرار عمليات الاستهداف السياسي.
وكان القضاء العراقي أصدر أخيرا ثلاث مذكرات اعتقال واستقدام بحق النواب الصدريين الثلاثة؛ بهاء الأعرجي رئيس كتلة الأحرار ورئيس لجنة النزاهة البرلمانية، وجواد الشهيلي عضو لجنة النزاهة، وجواد الحسناوي الذي تخصص خلال الآونة الأخيرة بالتعرض إلى رئيس الوزراء وزعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، والمقربين منه، بمن في ذلك أفراد من عائلته.
النائب الحسناوي عدّ في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مذكرة الاعتقال الصادرة بحقه معروفة الأسباب، لأني أتعرض للمالكي والمقربين منه بسبب ما باتوا يحوزونه من سلطات وممتلكات، ولكوني من كربلاء المدينة التي ينحدر منها المالكي ومعظم المقربين منه حاليا»، مشيرا إلى أن «الأمر هنا ليس إصدار المذكرات وفي آن واحد وبحق ثلاثة أعضاء من كتلة نيابية واحدة، بل توقيت إصدار مثل هذه المذكرات، إذ إن المذكرة التي صدرت الآن بحقي تعود إلى عام 2008 عندما كنت نائبا لمحافظ كربلاء وقد جرى إغلاقها وبالتالي فإن قناعتي هي أن المالكي نفسه وراء هذه المذكرة التي تريد أن تثير الرأي العام في وقت نقترب من موسم الدعاية الانتخابية».
وأوضح أن «المذكرتين الأخريين بحق بهاء الأعرجي وجواد الشهيلي ليستا جديدتين أيضا، وأننا قررنا أن نواجه القضاء، بصرف النظر عن رفع الحصانة عنا أم لا، لقناعتنا بما يكمن خلف هذه المذكرات».
من جانبه، أكد محمد الخالدي مقرر البرلمان، وهو نائب عن كتلة «متحدون» التي يتزعمها رئيس البرلمان أسامة النجيفي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الغالبية العظمى من مذكرات الاعتقال إنما هي عملية استهداف سياسي، وهي موجهة طبقا لمعلوماتنا ضد كتل معينة، وهو مما يزيد من نسبة الشك حولها».
وردا على سؤال بشأن الآلية التي بموجبها ترفع الحصانة عن النواب المتهمين، وهو ما لم يحصل حتى الآن، قال الخالدي إن «عملية رفع الحصانة عن النائب تتطلب أن تكون هناك قناعة بمذكرة الاعتقال، ولدينا في البرلمان لجنة من كل الكتل تبحث أي مذكرة قبض بحق أي نائب وحين لا تحصل القناعة لن ترفع الحصانة»، مؤكدا «وجود 15 مذكرة اعتقال بحق نواب في البرلمان لم تحصل القناعة لدى اللجنة برفع الحصانة عن أي واحد منهم». ونفى الخالدي أي دور لرئاسة البرلمان في الأمر.
وردا على سؤال بشأن الهدف من إصدار مذكرات الاعتقال، وإلى أي من الكتل السياسية ينتمي النواب الـ15، قال الخالدي إن «الهدف من إصدار مثل هذه المذكرات هو إضعاف دور البرلمان وعملية تسقيط سياسي مقصودة، وبالتالي فلو أن البرلمان يستجيب لأي مذكرة قبض، لحصلت أزمة في البلد يبدو أن هناك جهات سياسية تعمل عليها، خصوصا أن النواب المستهدفين في هذه المذكرات ينتمون إلى كتلتي العراقية والتيار الصدري».
وبسؤاله عن السرعة التي تصدر بها مثل هذه المذكرات من قبل القضاء، قال الخالدي: «لدينا مشكلة في عملية التحقيق التي يجريها ضباط شرطة وفي المعسكرات وأحيانا، بل غالبا، تحت التهديد، بينما المفروض أن يتولى عمليات التحقيق الابتدائي قضاة، وهو أمر مقصود أيضا».
من جانبه، أوضح شريف سليمان علي عضو البرلمان عن كتلة التحالف الكردستاني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «القناعة التي تولدت لدينا هي أن معظم مذكرات الاعتقال، إن لم نقل جميعها، تقف وراءها عملية التنافس السياسي، ولذلك لم تتبلور القناعة لدى الكتل السياسية بعملية رفع الحصانة عن النواب الذين تصدر بحقهم مثل هذه المذكرات، لأن المستهدف في الحقيقة كتلهم قبل أن يكونوا هم المستهدفين».
وأضاف علي أن «الكثير من مذكرات القبض يجري حلها سياسيا وليس قضائيا، مما يضعف القضاء من جهة ويزيد من عملية المساومات السياسية في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى بناء دولة قانون ومؤسسات، وهو أمر لن يتحقق باستمرار مثل هذه الأساليب».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.