توقع مواجهات في اجتماع «جبهة التحرير» الجزائرية اليوم

بسبب الخلاف حول احتمال عودة بلخادم إلى أمانتها العامة\

توقع مواجهات في اجتماع «جبهة التحرير» الجزائرية اليوم
TT

توقع مواجهات في اجتماع «جبهة التحرير» الجزائرية اليوم

توقع مواجهات في اجتماع «جبهة التحرير» الجزائرية اليوم

يعقد حزب الأغلبية بالجزائر «جبهة التحرير الوطني» اليوم، لقاء حاسما ينذر بحدوث مواجهة بين أنصار الأمين العام الحالي عمار سعداني، والأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، الذي يعتزم العودة إلى منصبه، مدعوما من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الحزب.
وأعدت شرطة العاصمة العدة للتدخل لفض النزاع، إذا تطور الأمر إلى مشادات بين الطرفين خلال اجتماع «اللجنة المركزية» (أعلى هيئة ما بين مؤتمرين)، الذي يعقد في «فندق الأوراسي» بقلب العاصمة، والذي يحمل دلالات رمزية كونه شهد انتخاب سعداني خلفا لبلخادم في اجتماع مثير للجدل جرى في 29 أغسطس (آب) من العام الماضي.
ويقود «المعركة» من جانب سعداني، «المكتب السياسي» المكون من 15 قياديا، وغالبية «أمناء المحافظات» في ولايات البلاد الـ48، يدافعون عن بقائه في القيادة، ويعدون لقاء اليوم «مسألة حياة أو موت». وفي الجهة المقابلة يمارس القيادي والوزير السابق عبد الرحمن بلعياط ضغطا كبيرا لتنحية سعداني خلال أشغال الاجتماع، بفرض نقطة هامة في جدول الأعمال، تتمثل في الاحتكام للصندوق لاختيار أمين عام جديد، بحجة أن ذلك مطلب الأغلبية، أي ثلثي أعضاء «اللجنة المركزية».
وقال السعيد بحجة، مسؤول الإعلام وعضو «المكتب السياسي»، في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «لو كان الإخوة (المعارضة) يملكون ثلثي أعضاء اللجنة المركزية، لكانوا طالبوا باجتماع طارئ منذ زمن بعيد، ولكنهم يريدون شغل وسائل الإعلام بأشياء لا صلة لها بالواقع، وإذا كان لديهم رأي مخالف لمواقف الأمين العام وطريقة تسييره الحزب، فما عليهم إلا التعبير عنه في اجتماعنا. أما مسألة انتخاب أمين عام جديد فهي غير مطروحة، لأن سعداني انتخب بطريقة شرعية لا غبار عليها في لقاء 29 أغسطس الماضي، والقضاء قال كلمته برفض دعوى المعارضة التي تطعن في شرعيته». وأضاف بوحجة أن «أشغال الاجتماع ستبحث مسألتين، التحضير للمؤتمر العادي المنتظر مطلع 2015 ومناقشة مقترحاتنا بخصوص تعديل الدستور»، في إشارة إلى وجود مشاورات جارية بين السلطات والأحزاب بشأن وثيقة يقترحها بوتفليقة، تتعلق بتعديل الدستور، أهم ما فيها تحديد الترشح لرئاسة الجمهورية بولاية واحدة، قابلة للتجديد مرة واحدة. بمعنى العودة إلى ما قبل التعديل الدستوري الذي أجراه بوتفليقة عام 2008، والذي ألغى فيه ما يمنع الترشح لأكثر من فترتين.
وقال بلعياط بشأن تطورات أزمة الحزب: «الرئيس بوتفليقة غير راض تماما عما يجري في الحزب، ولا يريد استمرار سعداني في القيادة، ويريد عودة بلخادم أمينا عاما، بدليل أنه عينه مستشارا خاصا لديه في الرئاسة برتبة وزير دولة».
ولم يعلن بلخادم صراحة أنه يرغب في العودة إلى المنصب، الذي تنحى منه، تحت ضغط غالبية أعضاء «اللجنة المركزية» نهاية 2013، والذين اتهموه بـ«سوء التسيير» وبـ«عقد صفقة مع الإسلاميين للاستفادة من دعمهم، بعدما عقد العزم على الترشح للرئاسة»، بمناسبة انتخابات الرئاسة التي جرت في أبريل (نيسان) الماضي.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.