ماي ترفض «تطبيع» استعمال {الكيماوي}

برلمانيو فرنسا وبريطانيا يستجوبون حكومتيهما

ماي خلال جلسة مجلس العموم البريطاني أمس ( أ ف ب)
ماي خلال جلسة مجلس العموم البريطاني أمس ( أ ف ب)
TT

ماي ترفض «تطبيع» استعمال {الكيماوي}

ماي خلال جلسة مجلس العموم البريطاني أمس ( أ ف ب)
ماي خلال جلسة مجلس العموم البريطاني أمس ( أ ف ب)

قالت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي إن بريطانيا مصممة على الحيلولة دون أن يصبح استخدام الأسلحة الكيماوية أمراً طبيعياً، وذلك رداً على أسئلة في البرلمان بخصوص قرارها الموافقة على شن ضربات جوية على سوريا.
وعندما سئلت إن كان من الممكن أن تأمر بضربات جديدة إذا تبين استخدام أسلحة كيماوية في المستقبل، قالت ماي: «يجب ألا يشك أحد في عزمنا على التأكد من أننا لا يمكن أن نقبل بوضع يصبح فيه استخدام الأسلحة الكيماوية أمرا طبيعيا».
وتواجه حكومتا فرنسا وبريطانيا الاثنين أسئلة يطرحها برلمانا البلدين حول مدى شرعية وصحة الضربات الغربية لسوريا في موضوع أكثر حساسية بالنسبة لتيريزا ماي منه بالنسبة إلى إيمانويل ماكرون.
وناقش النواب الفرنسيون المسألة في الساعة 15,00 ت غ، في الوقت نفسه تقريباً مثل نواب بريطانيا، حيث لا يزال الجدل حامياً حول التدخل البريطاني في العراق في 2003.
وكانت الضربات وهي الأولى بهذا الحجم أثارت معارضة داخل الطبقة السياسية في البلدين، حيث قال نواب إنها غير شرعية طالما لم تجر تحت غطاء الأمم المتحدة.
وقالت النائبة عن الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبن الاثنين إن «رئيس الجمهورية يعي تماما أنه انتهك القانون الدولي، وإنه يحاول أن يخلق مفهوما للشرعية الدولية».
وفي بريطانيا، اعتبر زعيم حزب العمال جيريمي كوربن أنه كان على المملكة المتحدة أن «تؤدي دوراً قياديا في السعي إلى وقف إطلاق النار في النزاع وأن ترفض إملاءات واشنطن».
والمسألة الأخرى التي يمكن أن يطرحها النواب هي الحاجة إلى موافقة البرلمان على الضربات، أو بالأحرى عدم اللجوء إليها.
والواقع أن قرار الحكومة بشن ضربات لا يطرح إشكالية في الولايات المتحدة بالنسبة لدونالد ترمب، وكذلك في فرنسا، حيث يجيز الدستور للرئيس التدخل في الخارج، أما في بريطانيا فالوضع أكثر تعقيداً.
فمن الناحية النظرية، لدى تيريزا ماي سلطة المشاركة في عمل عسكري من دون الرجوع إلى البرلمان، ولكن منذ التدخل في العراق في 2003، اعتمدت ممارسة تقوم على طرح تنفيذ أي عمليات عسكرية في الخارج للتصويت في البرلمان.
ورأى كوربن أن مسألة شرعية هذه الضربات «ينبغي أن تعالج بحذر»، وطالب باعتماد أحكام جديدة تعزز من قدرة البرلمان على منع التدخل العسكري الذي تقرره الحكومة من دون غطاء منه.
وقال: «أعتقد أنه كان ينبغي أن تتم استشارة البرلمان وأن يصوت على المسألة».
وفي فرنسا، حرص ماكرون على القول بوضوح مساء الأحد إن هذه الهجمات لا تمثل إعلان حرب على سوريا، لأن هذا كان سيجعلها مخالفة للدستور الذي تنص المادة 35 منه على أن «البرلمان هو الذي يجيز إعلان الحرب».
وتضيف المادة نفسها أن على الحكومة أن تبلغ البرلمان بقرارها إعطاء الأمر للقوات المسلحة بالتدخل في الخارج خلال ثلاثة أيام كحد أقصى بعد هذا التدخل، وأن تحدد الأهداف. ويتبع ذلك نقاش لا يستتبع أي تصويت.
من جهة ثانية، يمكن للبرلمانيين أن يناقشوا التصريحات الدبلوماسية التي أدلى بها ماكرون الأحد عندما قال إنه أقنع دونالد ترمب بأنه ينبغي البقاء في سوريا، وبأن الضربات أحدثت شرخاً بين روسيا وتركيا، الفاعلين الرئيسيين في الأزمة السورية، مثيراً ردود فعل فاترة في واشنطن وفي أنقرة.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».