أجرى المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي، أمس، اتصالاً هاتفياً مع الفريق عبد الرزاق الناظوري رئيس الأركان العامة للجيش الوطني، للوقوف على استعدادات قوات الجيش التي تتأهب لاجتياح مدينة درنة، آخر معاقل المتطرفين في منطقة ساحل شرق ليبيا.
وقال مقربون من حفتر، وهم من المرافقين له في إقامته بأحد مستشفيات باريس لـ«الشرق الأوسط»، إن حفتر تابع مع الناظوري «مدى جاهزية قوات الجيش لتنفيذ خطة كان حفتر قد انتهى من إعدادها على مدى الشهور القليلة الماضية بشأن كيفية القضاء على الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي ما زالت تتحصن بالمدينة».
وقال مصدر وثيق الصلة بحفتر إن الناظوري أبلغ قائد الجيش خلال الاتصال أن قوات الجيش «أحكمت قبضتها على جميع محاور القتال في مدينة درنة، وأخذت بالفعل مواقعها في انتظار ساعة الصفر، تمهيداً لدخول المدينة خلال أيام كما هو متوقع»، على حد تعبيره.
وبشأن الوضع الصحي لحفتر قال مصدران يرافقانه في باريس إن صحته «ممتازة»، بينما قال طلال الميهوب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي الموالى لحفتر إن «المشير يتمتع حاليا بصحة ممتازة، ومن المتوقع أن يكون في ليبيا هذا الأسبوع».
وعدّ الميهوب في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا صحة للشائعات المتداولة في هذا الصدد»، لافتا إلى أنه «أجرى مؤخرا اتصالا شخصيا مع حفتر للاطمئنان على صحته».
في غضون ذلك، توقفت أمس، الاشتباكات المسلحة التي اندلعت حول بعض مواقع وتجمعات المتطرفين التي قصفتها قوات الجيش مساء أول من أمس، حيث أعلنت مجموعة عمليات عمر المختار المكلفة بتحرير المدينة والتابعة للجيش، أن درنة شهدت أمس ما وصفته بحالة من الهدوء الحذر إثر اشتباكات ليلية متقطعة ضد ميليشيات ما يُعرف باسم تنظيم «مجلس شورى درنة الإرهابي».
وقال مسؤول عسكري إن «اشتباكات اندلعت مساء أول من أمس بين قوات الجيش والمتطرفين باتجاه محور مرتوبة بمنطقة الفتائح».
وكان اللواء ونيس بوخمادة قائد القوات الخاصة (الصاعقة) التابعة للجيش أعلن أن «الوضع بصفة عامة في المنطقة الشرقية جيد، وتعهد بتحرير مدينة درنة وفقا للخطة الموضوعة من قبل قيادة الجيش».
وقال بوخمادة في تصريحات له أمس: «أبحث عن القادمين من خارج ليبيا من حملة الجنسيات التونسية والمصرية والجزائرية الموجودين في المدينة وأنا أعرف مكانهم».
وخاطب الإرهابيين من الأجانب المتواجدين في المدينة بقوله: «أنا من سيدخل عليكم ولا تلوموا إلا أنفسكم لأنني سأكون على رأس القوات التي ستدخل عليكم»، مؤكدا أنه «لن يتم السماح لما وصفه بمجموعات قادمة من دول الجوار أن تكون بؤرا إرهابية داخل ليبيا للتفريق بين الليبيين».
وبعدما شدد على أن مدينة درنة «ستنحر هذه الجماعات كما نحرتهم بنغازي»؛ أضاف: «دخولكم إلى معسكر الصاعقة (في بنغازي) لن يمر مرور الكرام، والأيام القادمة ستثبت لكم من يبقى، نحن أم أنتم».
وكان العميد أحمد المسماري الناطق باسم الجيش، أعلن أن القيادة العامة للجيش وكل تشكيلاته بانتظار عودة القائد العام المشير خليفة حفتر إلى أرض الوطن سالماً، معتبرا أن «الأمر راجع له ليحدد متى يعود ليبقى التجهيز لاستقباله قائماً مع عرض مصور للعودة».
وكشف النقاب عن أن «التجهيز لشن الهجوم الشامل على تنظيم القاعدة في مدينة درنة بدأ في ظل وجود دعم سياسي دولي لعملية تحرير المدينة، وتنسيق وحيد مع مصر لتأمين حدودها مع ليبيا لمنع هروب الإرهابيين إليها».
ومن جهته، أعلن اللواء محمد المنفور رئيس غرفة عمليات سلاح الجو، أن الضربات الجوية التي تم تنفيذها مؤخرا في الجنوب «نجحت بإصابة أهداف ونقاط مهمة تتمركز فيها الجماعات الأجنبية المسلحة».
وقال في تصريحات تلفزيونية إن «المجموعات المسلحة الكبيرة عادت إلى بلدانها الأصلية، ولم يتبق منها إلا مجموعات صغيرة، مشيراً إلى أن التعامل معها سيكون قريباً».
إلى ذلك، أعاد عبد الله الثني رئيس الحكومة المؤقتة الموالية للبرلمان والجيش، ترتيب حكومته بعدما أدى ثلاثة وزراء للداخلية والعدل وللتعليم، اليمين القانونية أمام مجلس النواب بمقره في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي.
ومن المنتظر حسبما أعلن المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، عبد الله بليحق، أنه «يناقش أعضاء البرلمان في جلسة تعقد اليوم حسم منصب رئيس ديوان المحاسبة»، لافتا إلى أنه «تم تعليق جلسة أمس إلى اليوم بعد تداول الكلمات بين الأعضاء وتبادل الآراء إزاء المرشح الأمثل لشغل هذا المنصب الشاغر».
حفتر يتابع {هاتفياً} تجهيزات «تحرير} درنة... ومناوشات قبل بدء العمليات
تأكيدات برلمانية على عودته إلى ليبيا قريباً
حفتر يتابع {هاتفياً} تجهيزات «تحرير} درنة... ومناوشات قبل بدء العمليات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة