نظام سعودي بالأقمار الصناعية لتتبع السفن التجارية حول العالم

تعمل على ترقيته {مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية}

نظام سعودي بالأقمار الصناعية  لتتبع السفن التجارية حول العالم
TT

نظام سعودي بالأقمار الصناعية لتتبع السفن التجارية حول العالم

نظام سعودي بالأقمار الصناعية  لتتبع السفن التجارية حول العالم

يمتاز نظام مراقبة السفن التجارية عبر الأقمار الصناعية، الذي ابتكرته مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بتغطية يومية شاملة لحركة السفن تصل إلى 30 ألف سفينة حول العالم. ويعمل النظام عن طريق الأقمار الصناعية من خلال استقبال الإشارات الخاصة بنظام التعريف الأوتوماتيكي (AIS) التي ترسلها السفن حول العالم، حيث تحتوي هذه الإشارات على معلومات عن هوية السفينة وحالتها واتجاهها.
وتوفر المدينة مجموعة من الأقمار الصناعية الوطنية ومنها سعودي كومسات - 7 وسعودي سات - 4، وذلك لاستقبال الملايين من الإشارات التي تغطي أكثر من ثلاثين ألف سفينة تجارية حول العالم، ومن ثم إرسال الإشارات الملتقطة للمحطة الأرضية لجمعها وتخزينها.
ويهدف المشروع إلى تطوير الأنظمة المتعلقة بمعالجة وتخزين وعرض وتحليل البيانات، إضافة إلى تعريف جميع السفن من مصادر عالمية موثوقة ولذلك لتقديم الخدمة إلى المستفيدين. وقد تم تدشين النسخة الأولى من النظام في عام 2012 ليستخدمه عدد من الجهات في المملكة.
ويجري العمل بالمشروع على ترقية الأنظمة والبنى التحتية المعلوماتية لتتناسب مع حجم البيانات المتزايد، بالإضافة إلى الاستفادة من التقنيات الحديثة في الذكاء الصناعي وتحليل البيانات لمساعدة المستفيدين في أتمتة عدد من وظائف النظام، كما يجري التنسيق لإضافة البيانات المستقبلة من أقمار تجارية أخرى لتعزيز البيانات الحالية وتقديم خدمة أفضل للمستفيدين.
وقد جرى خلال المشروع إكمال دراسة لاستخدام تقنيات الذكاء الصناعي وتعلم الآلة للاستفادة من البيانات بالتعاون مع شركة بوينغ، وترقية البنى التحتية المعلوماتية وأنظمة التخزين والمعالجة، وكذلك تجهيز اتفاقيات جديدة لاستقبال البيانات من أقمار أخرى وتهيئة النظام لاستقبالها.
ويأتي هذا المشروع في إطار تطوير المدينة لأنظمة لتتبع الممتلكات المتحركة عبر الأقمار الصناعية الوطنية، وذلك لخدمة قطاعات النقل والخدمات اللوجيستية.



«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
TT

«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها

قبل بضع سنوات، وجدت شانون فالور نفسها أمام تمثال «بوابة السحاب (Cloud Gate)»، الضخم المُصمَّم على شكل قطرة زئبقية من تصميم أنيش كابور، في حديقة الألفية في شيكاغو. وبينما كانت تحدق في سطحه اللامع المرآتي، لاحظت شيئاً، كما كتب أليكس باستيرناك (*).

وتتذكر قائلة: «كنت أرى كيف أنه لا يعكس أشكال الأفراد فحسب، بل والحشود الكبيرة، وحتى الهياكل البشرية الأكبر مثل أفق شيكاغو... ولكن أيضاً كانت هذه الهياكل مشوَّهة؛ بعضها مُكبَّر، وبعضها الآخر منكمش أو ملتوٍ».

الفيلسوفة البريطانية شانون فالور

تشويهات التعلم الآلي

بالنسبة لفالور، أستاذة الفلسفة في جامعة أدنبره، كان هذا يذكِّرنا بالتعلم الآلي، «الذي يعكس الأنماط الموجودة في بياناتنا، ولكن بطرق ليست محايدة أو موضوعية أبداً»، كما تقول. أصبحت الاستعارة جزءاً شائعاً من محاضراتها، ومع ظهور نماذج اللغة الكبيرة (والأدوات الكثيرة للذكاء الاصطناعي التي تعمل بها)، اكتسبت مزيداً من القوة.

مرايا الذكاء الاصطناعي مثل البشر

تبدو «مرايا» الذكاء الاصطناعي مثلنا كثيراً؛ لأنها تعكس مدخلاتها وبيانات التدريب، مع كل التحيزات والخصائص التي يستلزمها ذلك. وبينما قد تنقل القياسات الأخرى للذكاء الاصطناعي شعوراً بالذكاء الحي، فإن «المرآة» تعبير أكثر ملاءمة، كما تقول فالور: «الذكاء الاصطناعي ليس واعياً، بل مجرد سطح مسطح خامل، يأسرنا بأوهامه المرحة بالعمق».

غلاف كتاب «مرايا الذكاء الاصطناعي»

النرجسية تبحث عن صورتها

كتابها الأخير «مرآة الذكاء الاصطناعي (The AI Mirror)»، هو نقد حاد وذكي يحطِّم عدداً من الأوهام السائدة التي لدينا حول الآلات «الذكية». يوجه بعض الاهتمام الثمين إلينا نحن البشر. في الحكايات عن لقاءاتنا المبكرة مع برامج الدردشة الآلية، تسمع أصداء نرجس، الصياد في الأساطير اليونانية الذي وقع في حب الوجه الجميل الذي رآه عندما نظر في بركة من الماء، معتقداً بأنه شخص آخر. تقول فالور، مثله، «إن إنسانيتنا مُعرَّضة للتضحية من أجل هذا الانعكاس».

تقول الفيلسوفة إنها ليست ضد الذكاء الاصطناعي، لكي نكون واضحين. وسواء بشكل فردي، أو بصفتها المديرة المشارِكة لمنظمة «BRAID»، غير الربحية في جميع أنحاء المملكة المتحدة المكرسة لدمج التكنولوجيا والعلوم الإنسانية، قدَّمت فالور المشورة لشركات وادي السيليكون بشأن الذكاء الاصطناعي المسؤول.

نماذج «مسؤولة» ومختبرة

وهي ترى بعض القيمة في «نماذج الذكاء الاصطناعي المستهدفة بشكل ضيق والآمنة والمختبرة جيداً والمبررة أخلاقياً وبيئياً» لمعالجة المشكلات الصحية والبيئية الصعبة. ولكن بينما كانت تراقب صعود الخوارزميات، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفاق الذكاء الاصطناعي، تعترف بأن ارتباطها بالتكنولوجيا كان مؤخراً «أشبه بالوجود في علاقة تحوَّلت ببطء إلى علاقة سيئة. أنك لا تملك خيار الانفصال».

فضائل وقيم إنسانية

بالنسبة لفالور، إحدى الطرق للتنقل وإرشاد علاقاتنا المتزايدة عدم اليقين بالتكنولوجيا الرقمية، هي الاستفادة من فضائلنا وقيمنا، مثل العدالة والحكمة العملية. وتشير إلى أن الفضيلة لا تتعلق بمَن نحن، بل بما نفعله، وهذا جزء من «صراع» صنع الذات، بينما نختبر العالم، في علاقة مع أشخاص آخرين. من ناحية أخرى، قد تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي صورة للسلوك أو القيم البشرية، ولكن كما كتبت في كتابها، فإنها «لا تعرف عن التجربة الحية للتفكير والشعور أكثر مما تعرف مرايا غرف نومنا آلامنا وأوجاعنا الداخلية».

الخوارزميات والعنصرية وعدم المساواة

في الوقت نفسه تعمل الخوارزميات المدربة على البيانات التاريخية، بهدوء، على تقييد مستقبلنا بالتفكير نفسه الذي ترك العالم «مليئاً بالعنصرية والفقر، وعدم المساواة، والتمييز، وكارثة المناخ».

«كيف سنتعامل مع تلك المشكلات الناشئة التي ليست لها سابقة؟»، تتساءل فالور، وتشير: «مرايانا الرقمية الجديدة تشير إلى الوراء».

الاعتماد على السمات البشرية المفيدة

مع اعتمادنا بشكل أكبر على الآلات، وتحسينها وفقاً لمعايير معينة مثل الكفاءة والربح، تخشى فالور أننا نخاطر بإضعاف عضلاتنا الأخلاقية أيضاً، وفقدان المسار للقيم التي تجعل الحياة تستحق العناء.

مع اكتشافنا لما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي، سنحتاج إلى التركيز على الاستفادة من السمات البشرية الفريدة أيضاً، مثل التفكير القائم على السياق والحكم الأخلاقي، وعلى تنمية قدراتنا البشرية المتميزة. كما تعلمون. وهي تقول: «لسنا بحاجة إلى هزيمة الذكاء الاصطناعي. نحن بحاجة إلى عدم هزيمة أنفسنا».

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً