قصة 3.3 طن من سبائك الذهب جمعها {المركزي} الألماني في 70 عاماً

قصة 3.3 طن من سبائك الذهب جمعها {المركزي} الألماني في 70 عاماً
TT

قصة 3.3 طن من سبائك الذهب جمعها {المركزي} الألماني في 70 عاماً

قصة 3.3 طن من سبائك الذهب جمعها {المركزي} الألماني في 70 عاماً

تعد كمية سبائك الذهب المتواجدة في المصرف المركزي في ألمانيا هي الأكبر في القارة الأوروبية. كما تحتل ألمانيا المركز الثاني عالمياً في هذا المجال، ما يجعلها منافسة شرسة حتى أمام سويسرا التي يتم تداول المعدن النفيس على أراضيها بمئات الأطنان كل شهر لأهداف تجارية. ويقول الخبير هلموت باور من المصرف المركزي الألماني إن المركزي الألماني لديه ما إجماليه 3.374 طن من سبائك الذهب الصافي، مقارنة مع المصرف المركزي الأميركي الذي يحتوي على 8.133 طن من السبائك.
ويتابع: «إن السرعة التي تمكنت ألمانيا من خلالها خزن هذه الكمية الهائلة من الذهب لا سابق لها في التاريخ. فودائع الذهب لدى المركزي الألماني جرى مصادرتها وتسفيرها في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية جراء أعمال النهب التي قام بها النازيون والتي استهدفت المصارف المركزية التابعة للبلدان التي احتلوها. وفي مطلع عام 1950 كانت مستودعات المركزي الألماني فارغة تماما من الذهب، لكن آلية إعادة خزن سبائك الذهب سرعان ما أبصرت النور لترافق مباشرة إعادة إعمار ألمانيا».
وحسب الخبير هلموت باور، المطلع على أمور المركزي الألماني، عمدت الحكومة الألمانية منذ خمسينات القرن الماضي على إنعاش مخزون سبائك الذهب لديها. خاصة أن الفائض التجاري ساعد في تسريع عملية شراء وخزن الذهب، وبهذا تمكنت ألمانيا في الأعوام السبعين الأخيرة من استعادة ما خسرته خلال الحرب العالمية الثانية.
ويختم هلموت باور قوله بأن حجم سبائك الذهب في ألمانيا دليل واضح على المعجزة الاقتصادية التي حققتها البلاد رغم تقسيمها ورغم الدمار الكبير الذي خلفته ورائها الحرب العالمية الثانية.
وكان لشركات رائدة اليوم مثل فولكسفاغن دور هام في إنعاش الاقتصاد الألماني الذي انعكس بدوره إيجابا على علامات تجارية أخرى تألقت على الصعيدين الأوروبي والعالمي.
وفي خمسينات القرن الماضي بدأت ألمانيا خزن الذهب لأن الاتفاقيات التجارية الدولية وآليات الدفع آنذاك كانت تفرض على جميع الدول ضرورة حيازتها على الذهب بصرف النظر عن أوضاعها التجارية. ولاحقا بدأت مستودعات سبائك الذهب الألمانية نموها باطراد بمساعدة المارك الألماني القوي.
وفي هذا الصدد يقول مارك فايدمان الخبير المالي في فرانكفورت إن المصرف المركزي الألماني هو اليوم جزء لا يتجزأ من نظام الاتحاد الأوروبي المالي. ومع تمتعه بهذا الكم من سبائك الذهب لديه دور قيادي في قرارات وسلوكيات المصرف المركزي الأوروبي في فرانكفورت.
ويضيف هذا الخبير أن ذهب ألمانيا غير متواجد حصرا على أراضيها. إذ أن 50 في المائة فقط من إجماليه موجود في فرانكفورت، عاصمة ألمانيا المالية. أما 37 في المائة منه فهو موجود لدى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. في حين تم إيداع 13 في المائة منه لدى المصرف المركزي البريطاني. ولا شك في أن توطين نصف كمية سبائك الذهب هذه خارج ألمانيا منوطة باستراتيجيات عدة معقدة تسلكها حكومة برلين لترسيخ ثقلها السياسي والتجاري والصناعي على الصعيد الدولي.
ومن الجدير بالذكر أن حجم سبائك الذهب الموجود في أيدي التجار والمشغّلين غير المؤسساتيين في ألمانيا ليس بالقليل أيضا، وينافس بدوره الكميات الموجودة في هولندا أو إيطاليا أو فرنسا. وهناك تقديرات بأن نحو ألف طن من سبائك الذهب تمر داخل شرايين ألمانيا التجارية كل عام. ما يعني أن حركة التداولات التجارية السنوية تتخطى بسهولة 4 مليارات يورو.


مقالات ذات صلة

الذهب يسجل مكاسب ملحوظة مع تزايد المخاوف حول سياسات ترمب

الاقتصاد سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)

الذهب يسجل مكاسب ملحوظة مع تزايد المخاوف حول سياسات ترمب

ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مما زاد من الطلب على السبائك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد امرأة تنظر إلى سوار ذهبي داخل صالة عرض مجوهرات في سوق في مومباي (أرشيفية - رويترز)

الذهب يتراجع وسط ترقب لتقرير الوظائف في أميركا

انخفضت أسعار الذهب، يوم الخميس، بفعل عمليات جني الأرباح بعد أن وصلت إلى أعلى مستوياتها في 4 أسابيع تقريباً في الجلسة الماضية.

الاقتصاد عرض قلادة ذهبية في صالة للمجوهرات بمناسبة «أكشايا تريتيا» في كولكاتا - الهند (رويترز)

الهند تخفض تقديرات واردات الذهب بـ5 مليارات دولار في نوفمبر

أظهرت بيانات حكومية، الأربعاء، أن الهند قد خفضت تقديراتها لواردات الذهب في نوفمبر (تشرين الثاني) بشكل غير مسبوق بمقدار خمسة مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (مومباي )
الاقتصاد نماذج ذهبية لآلهة الهندوس في جناح المجوهرات خلال النسخة السابعة عشرة من معرض الهند الدولي للمجوهرات (إ.ب.أ)

ارتفاع عوائد السندات الأميركية والدولار يخفّض أسعار الذهب

انخفضت أسعار الذهب تحت ضغط ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية وصعود الدولار، بعد أن أشارت بيانات إلى أن «الاحتياطي الفيدرالي» قد يبطئ وتيرة خفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد قطع شطرنج ذهبية معروضة في كشك المجوهرات خلال النسخة الـ17 من معرض الهند الدولي للمجوهرات (إ.ب.أ)

الذهب يرتفع بدعم من تراجع الدولار وسط ترقب لرسوم ترمب الجمركية

ارتفعت أسعار الذهب الثلاثاء بدعم من تراجع الدولار وسط ترقب المتعاملين لما ستكون عليه خطط الرسوم الجمركية للرئيس الأميركي المنتخب التي ستكون أقل حدة من المتوقع.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
TT

«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)

علَّق البنك المركزي الصيني شراء سندات الخزانة يوم الجمعة، مما رفع العائدات لفترة وجيزة وأثار تكهنات بأنه يكثف دفاعه عن عملة اليوان التي تتراجع منذ انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.

وتقطع هذه الخطوة خمسة أشهر من الشراء، وتتزامن مع موجة بيع شرسة في أسواق السندات العالمية، مما يشير إلى أن بنك الشعب الصيني يحاول أيضاً ضمان ارتفاع العائدات في الداخل بالتوازي، أو على الأقل وقف الانخفاض، كما يقول المحللون.

وعقب الإعلان عن الخطوة، ارتفعت العائدات التي تتحرك عكسياً مع أسعار السندات، رغم أن أسعار الفائدة القياسية لأجل عشر سنوات كانت أقل قليلاً بحلول المساء.

ويشير التحول في السياسة واستجابة السوق الحذرة، إلى محاولة بنك الشعب الصيني إحياء النمو الاقتصادي من خلال الحفاظ على ظروف نقدية ميسرة في حين يحاول أيضاً إخماد ارتفاع السندات الجامح، وفي الوقت نفسه استقرار العملة وسط حالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي.

وقال محللون في «كومرتس بنك» في مذكرة: «لقد أشار البنك إلى استعداده لتخفيف السياسة بشكل أكبر... ومع ذلك، فإن ضعف اليوان بسبب الدولار القوي واتساع الفارق مع أسعار الفائدة الأميركية من شأنه أن يعقد موقف بنك الشعب الصيني».

واستشهد بنك الشعب الصيني بنقص السندات في السوق كسبب لوقف عمليات الشراء، والتي كانت جزءاً من عملياته لتخفيف الأوضاع النقدية وتعزيز النشاط الاقتصادي.

وكان عائد سندات الخزانة الصينية لأجل عشر سنوات قد ارتفع في البداية أربع نقاط أساس، لكنه انخفض في أحدث تداولات بأكثر من نصف نقطة أساس إلى 1.619 في المائة. وارتفع اليوان قليلاً رغم أنه كان يتداول عند مستوى ثابت حول 7.3326 يوان مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى له في 16 شهراً.

وقال كين تشيونغ، كبير استراتيجيي النقد الأجنبي الآسيوي في بنك «ميزوهو»: «أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض قيمة اليوان هو اتساع فجوة العائد بين الصين والولايات المتحدة، لذا فإن البنك المركزي يرسل إشارة إلى السوق بأن معدل العائد من غير المرجح أن ينخفض ​​أكثر».

وقال البنك المركزي الصيني في بيان إنه سيستأنف شراء السندات عبر عمليات السوق المفتوحة «في الوقت المناسب حسب العرض والطلب في سوق السندات الحكومية».

وكانت أسعار السندات في الصين في ارتفاع مستمر منذ عقد من الزمان - وهو الارتفاع الذي بدأ في الزيادة منذ ما يقرب من عامين حيث تسببت مشكلات قطاع العقارات وضعف سوق الأسهم في تدفق الأموال إلى الودائع المصرفية وسوق الديون.

وهذا الأسبوع شهدت السوق موجة بيع عالمية، والتي زادت بفضل الطلب الذي لا يقاوم على الأصول الآمنة ومراهنات المستثمرين على المزيد من خفض أسعار الفائدة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وحذر بنك الشعب الصيني لشهور من مخاطر الفقاعة مع انخفاض العائدات طويلة الأجل إلى مستويات قياسية متتالية، على الرغم من أن السلطات في الوقت نفسه توقعت المزيد من التيسير. وهبطت العملة بنحو 5 في المائة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك إلى حدٍ كبير إلى المخاوف من أن تهديدات ترمب بفرض تعريفات تجارية جديدة ستزيد من الضغوط على الاقتصاد الصيني المتعثر.

وقال هوانغ شيويفينغ، مدير الأبحاث في شركة «شنغهاي أنفانغ برايفت فاند كو» في شنغهاي، إنه يتوقع استمرار الاتجاه الهبوطي في عائدات السندات مع «استمرار السوق في التعامل مع وضع التكالب على الأصول»، حيث يوجد نقص في فرص الاستثمار الجيدة... ويوم الجمعة، نقلت «فاينانشيال نيوز»، وهي مطبوعة تابعة لبنك الشعب الصيني، عن أحد خبراء الاقتصاد قوله إن السوق يجب أن تتجنب التوقعات المفرطة بشأن تخفيف السياسة النقدية.

وفي الأسواق، أنهت أسهم الصين وهونغ كونغ الأسبوع على انخفاض مع امتناع المتداولين عن زيادة استثماراتهم في السوق وانتظار تدابير تحفيزية جديدة من بكين.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» الصيني ومؤشر «شنغهاي المركب» على انخفاض بنحو 1.3 في المائة يوم الجمعة. وانخفض مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ 0.9 في المائة. وعلى مستوى الأسبوع، انخفض مؤشر «سي إس آي 300» بنسبة 1.1 في المائة، بينما انخفض مؤشر هانغ سنغ بنسبة 3.5 في المائة.

وقال محللون بقيادة لاري هو، من مؤسسة «ماكواري» في مذكرة: «السؤال الرئيسي في عام 2025 هو مقدار التحفيز الذي سيقدمه صناع السياسات. سيعتمد ذلك إلى حد كبير على تأثير التعريفات الجمركية، حيث سيفعل صناع السياسات ما يكفي فقط لتحقيق هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي. ويشعر عدد قليل من المستثمرين أن السوق صاعدة، حيث تظل أرباح الشركات ضعيفة وسط ضعف الطلب المحلي. والرأي السائد هو أن السيولة ستصبح أكثر مرونة في عام 2025 ولكن النمو الاسمي سيظل بطيئاً».