موظفو السلطة في غزة يتظاهرون للمطالبة بصرف رواتبهم

رددوا شعارات تطالب بتحييد العمال عن خلافات الانقسام

TT

موظفو السلطة في غزة يتظاهرون للمطالبة بصرف رواتبهم

تظاهر المئات من موظفي السلطة الفلسطينية في غزة أمس الخميس للمطالبة بصرف رواتبهم عن الشهر الماضي، إسوة بأقرانهم في الضفة الغربية.
واحتج هؤلاء خلال تظاهرتهم، التي جابت عددا من شوارع مدينة غزة، على صرف رواتب الموظفين في الضفة الغربية مطلع هذا الأسبوع دون قطاع غزة. وردد المتظاهرون هتافات تؤكد حقهم في صرف رواتبهم، وأخرى تطالب بإنهاء الانقسام الداخلي، وتحييد الموظفين عن الخلافات بشأن استمراره. ولاحقا اعتصم المتظاهرون قبالة مقر عدة فروع لبنوك محلية في غزة، وعمدوا إلى إغلاق مداخلها الرئيسية، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم.
من جهتها، استنكرت الجبهة الشعبية اليسارية لتحرير فلسطين، في بيان لها، حصلت وكالة الأنباء الألمانية على نسخة منه: «استمرار السلطة وحكومة الوفاق في وقف رواتب الموظفين في قطاع غزة». واعتبر بيان صادر عن الجبهة أن الإجراء «يعمق حالة القهر والمعاناة لدى سكان غزة»، مؤكدة ضرورة وقف أي إجراءات وسياسات من شأنها تأزيم الحالة الاقتصادية، بما ينعكس على مجمل أوجه الحياة الأخرى في القطاع المحاصر.
كما دعا البيان إلى «عقد لقاء وطني لإجراء حوار وطني شامل، بنّاء وجاد لمناقشة جميع القضايا، بما فيها موضوعات الخلاف، وتذليلها وفقاً لما تم الاتفاق عليه في تفاهمات المصالحة الفلسطينية».
وسبق ذلك إصدار بيان باسم القوى اليسارية الديمقراطية، وشبكة المنظمات الأهلية ومنظمات حقوق الإنسان في قطاع غزة للمطالبة بصرف رواتب موظفي السلطة في القطاع «فوراً دون تأجيل». وأكد البيان أن أي خطوات وإجراءات جديدة تجاه الموظفين العموميين في قطاع غزة «لا تساهم في تعزيز مقومات الصمود، وتعمل على إلهاء الشعب الفلسطيني وانشغاله، وتتلاعب في مصيره وقوت يومه، كما تدفع المجتمع لمزيد من الاحتقان والتفسخ لنسيجه الاجتماعي الداخلي».
واعتبر البيان أن تأخير أو وقف صرف رواتب الموظفين في قطاع غزة «يمثل مساساً بالحق في تلقي الراتب والحياة الكريمة، وينطوي على تمييز جغرافي مرفوض».
وكانت وزارة المالية والتخطيط في السلطة الفلسطينية قد أصدرت بيانا قبل يومين، جاء فيه أن «عدم صرف المستحقات والرواتب إلى عدد من الموظفين العموميين والعاملين في المؤسسات الحكومية يعود إلى أسباب فنية، ونأمل في أن يتم تجاوزها قريبا بإذن الله».
وصدر البيان بعد 24 ساعة من صرف السلطة الفلسطينية رواتب موظفيها في الضفة الغربية، واستثناء الموظفين في قطاع غزة، الذين يقدر عددهم بنحو 70 ألف موظف.
ويعتقد على نطاق واسع أن عدم صرف رواتب موظفي السلطة في قطاع غزة يأتي ضمن إجراءات عقابية جديدة، كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد توعد بها، حيث لوح عباس مؤخرا بأن السلطة ستوقف جميع مسؤولياتها في غزة إذا لم تستجب حركة حماس، التي تسيطر على القطاع منذ منتصف عام 2007 لمطالبه بتسليم إدارة القطاع بالكامل.
وسبق أن خصمت حكومة الوفاق منذ مطلع أبريل (نيسان) من العام الماضي ما يزيد على 30 في المائة من رواتب موظفي السلطة في قطاع غزة.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.