إسرائيل تقتل ناشطاً من «حماس» بهجمات جوية في غزة

TT

إسرائيل تقتل ناشطاً من «حماس» بهجمات جوية في غزة

قتل الجيش الإسرائيلي فجر أمس ناشطا في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بعد أن أطلقت طائرة من دون طيار صاروخا على مجموعة من عناصر القسام في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة.
ونعت كتائب القسام محمد أبو حجيلة (31 عاما)، أحد نشطائها في حي الشجاعية بعد أن تصدى لطائرات حربية إسرائيلية، وقام بإطلاق النار عليها من مضادات أرضية باتجاهها، خلال تنفيذ القوات الإسرائيلية هجمات جوية على مواقع لحركة حماس.
ويعتبر أبو حجيلة الابن الثالث الذي تفقده أسرة حجيلة في هجمات إسرائيلية على قطاع غزة منذ عام 2004. وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية تعرض منازل مستوطنين يقطنون قرب الحدود لطلقات نارية من أسلحة فلسطينية ثقيلة، تبين أن «حماس» استخدمتها في إطلاق النار على الطائرات الحربية الإسرائيلية، التي كانت تقصف مواقع للحركة. وقد أطلقت تلك الطائرات عدة صواريخ على موقع أبو جراد العسكري التابع لـ«حماس» وسط القطاع.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن القصف جاء ردا على تفجير عبوة ناسفة قرب قوات هندسية على حدود شرق مدينة غزة ظهر الأربعاء الماضي، محملا حركة حماس المسؤولية الكاملة عن أي أحداث في قطاع غزة.
من جهته، حمل عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم حركة حماس، إسرائيل المسؤولية عن التصعيد العسكري في غزة، وقال إن هذا التصعيد «يعبر عن إفلاس الاحتلال وفشله أمام إرادة الشعب الفلسطيني في استمرار مسيرة العودة الكبرى». مبرزا أن «الاحتلال يتحمل نتائج هذا التصعيد، ولن ينجح في تحقيق أهدافه، وفي إرهاب الشعب الفلسطيني، أو خمد حراكه السلمي المتزايد».
كما اعتبر القانوع مهاجمة المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات للحركة وقياداتها، ومطالبتها بتسليم سلاحها «استمرارا للشراكة الأميركية مع الاحتلال في العدوان على الشعب الفلسطيني وتوفير الغطاء لجرائمه».
وقال القانوع بهذا الخصوص إن «تكرار غرينبلات للمطالب الإسرائيلية نفسها، واستخدام مصطلحات الاحتلال نفسها، يؤكد انخراطه في منظومة الدعاية الإسرائيلية، التي تبرر استمرار الحصار الإسرائيلي الظالم على قطاع غزة». علما بأن غرينبلات كان قد هاجم مؤخرا «حماس» عدة مرات بسبب المسيرات على حدود قطاع غزة.
وتزامن هذا التصعيد مع استهداف متكرر من قبل الزوارق الحربية الإسرائيلية لمراكب الصيادين الفلسطينيين قبالة سواحل القطاع. فيما توغلت عدة آليات عسكرية شرق خانيونس ورفح، ونفذت أعمال تجريف قرب الحدود، وسط إطلاق نار تجاه خيام العودة القريبة والمزارعين، الذين كانوا في أراضيهم.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.