تطالب مجموعة من الأطباء البريطانيين المرموقين بتشكيل لجنة وطنية للتحقيق في عمليات الإكثار من الوصفات الطبية، خصوصا التي توصف للمسنين، التي تؤدي في النهاية إلى موت عشرات الآلاف منهم سنويا. وتطرح فكرة تشكيل لجنة تحقيق وطنية على غرار «لجنة تشيلكوت» التي حققت في الجوانب القانونية والسياسية لقرار الحكومة البريطانية بالمشاركة في غزو العراق عام 2003.
وفي خطاب من المنتظر إلقاؤه أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل، تقول المجموعة التي تضم أطباء اختصاصيين وأكاديميين بأن الملايين من الأشخاص توصف لهم أدوية غير ضرورية –مثل أدوية الستاتين، وأدوية ارتفاع ضغط الدم، وأدوية خفض مستوى الغلوكوز في الدم لمرضى السكري من النوع الثاني - التي لا تحدث أي تأثيرات ملموسة وتؤدي إلى هدر الأموال، وتقود إلى معاناة المرضى أكثر بسبب آثارها الجانبية.
وكانت دراسة نشرتها جامعة كمبردج البريطانية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قد وجدت أن 50 في المائة من الأشخاص فوق سن 65 عاما يتناولون 5 أدوية على الأقل يوميا. وقد ارتفعت هذه النسبة بحدة بعد أن كانت تشكل 12 في المائة قبل 20 سنة. أما نسبة الأشخاص الذين لم يتناولوا أي حبوب دوائية فقد قلت من 20 في المائة نهاية التسعينات من القرن الماضي، إلى 7 في المائة.
وقال الخبراء بأن تناول 5 أدوية يوميا يؤدي إلى ازدياد خطر الوفاة المبكرة بما يقدر بنسبة 47 في المائة. وهم يعتقدون أن كثرة وصف الأدوية الطبية يعتبر العامل الثالث للوفاة ويأتي بعد أمراض القلب والسرطان، إذ يؤدي إلى وفاة ما بين 125 و150 ألفا من الأشخاص في بريطانيا.
ونوه الخبراء إلى أن الكثير من الأطباء يتسلمون منحا من شركات الأدوية، كما أن هذه الشركات تخفي الأضرار التي تسببها الأدوية، وقد فرضت غرامات تصل إلى 13 مليار دولار على شركات الأدوية بين عامي 2009 و2014 بسبب أعمالها المخالفة للقانون بسبب إخفائها البيانات عن أضرار الأدوية.
وشدد الخبراء على ضرورة إعادة التركيز على إعادة النظر بأسلوب حياة الأفراد الذي يؤدي إلى فوائد صحية كبيرة.
ونقلت الصحافة البريطانية عن الدكتور عاصم مالهورتا المتخصص بأمراض القلب في لندن قوله قبل إلقاء التقرير أمام البرلمان الأوروبي: «بعد 17 سنة تقريبا من خدمتي كطبيب توصلت ببطء ومن دون تحمّس، إلى استنتاج بأن الأطباء النزيهين لا يتمكنون (الآن) من ممارسة الطب بشكل نزيه». وأضاف أن «الأبحاث السيئة المدعومة والممولة من أصحاب المصالح أدت إلى انتشار وباء جارف يوفر معلومات زائفة للأطباء وكذلك للمرضى، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج غير جيدة».
ونقلت صحيفة «آي» البريطانية عن السير ريتشارد تومبسون الطبيب الأسبق بين أعوام 1984 و2005 للملكة إليزابيث الثانية الذي سيتكلم أمام البرلمان الأوروبي، أن «شركات الأدوية تعمل بشكل لا أخلاقي على الأغلب في أكثر مهماتها. إنها تخفي النتائج السيئة وتظهر الجيدة فقط ولا تتحدث عن الآثار الجانبية لأدويتها».
9:17 دقيقه
أطباء مرموقون يطالبون بالتحقيق في الإكثار من وصفات الأدوية
https://aawsat.com/home/article/1235556/%D8%A3%D8%B7%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D8%B1%D9%85%D9%88%D9%82%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%83%D8%AB%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D9%88%D8%B5%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D9%88%D9%8A%D8%A9
أطباء مرموقون يطالبون بالتحقيق في الإكثار من وصفات الأدوية
تحذيرات من حدوث أعداد كثيرة من الوفيات المبكرة بسببها
أطباء مرموقون يطالبون بالتحقيق في الإكثار من وصفات الأدوية
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة