أولمرت يطلب عفواً رئاسياً لمنافسة نتنياهو على رئاسة الحكومة

TT

أولمرت يطلب عفواً رئاسياً لمنافسة نتنياهو على رئاسة الحكومة

بعد تسعة أشهر من إطلاق سراحه من السجن مداناً بتلقي رشوة، تقدم رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود أولمرت، لرئيس الدولة رؤوبين ريفلين، بطلب منحه العفو وشطب سجله الجنائي. وجاءت هذه الخطوة في إطار الجهود التي يبذلها للعودة إلى الحياة السياسية ومنافسة رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو.
وجاء من ديوان الرئيس رفلين أنه سيتم تحويل الطلب إلى مسؤولي النيابة العامة وقسم العفو العام في وزارة القضاء لسماع وجهة نظرهم. ووفقاً للتقديرات، فإن هذه الجهات ستوصي وزيرة القضاء إييلت شكيد برفض طلب أولمرت، لأنه في كتابه الجديد يهاجم مؤسسات القضاء ويتهمها بالتآمر السياسي والشخصي عليه. ولكن مهما كان القرار، فإن الرئيس ريفلين سيكون صاحب القرار الأخير، وهو الذي كان قد أعلن أنه سيصدر عفواً عاماً عن غالبية السجناء الذين ارتكبوا مخالفات للمرة الأولى في حياتهم. وإذا استجاب ريفلين للطلب، فهذا يعني أنه سيتم شطب السجل الجنائي لأولمرت الآن فوراً، بدل الانتظار تسع سنوات، حسبما ينص القانون. وفي هذه الحالة يستطيع العودة لمزاولة السياسة، علماً أنه قال إنه الوحيد القادر على هزم نتنياهو.
وقدرت أوساط سياسية أن أولمرت يريد شطب الوصمة، كي يتمكن من العودة إلى العالم التجاري وإلى السياسة. ويضم طلب العفو، الذي قدمه أولمرت 30 صفحة، ويشير فيه، ضمن أمور أخرى، إلى إسهامه في «أمن الدولة»، وقراره قصف المفاعل النووي السوري بدير الزور.
لكن مصدراً قانونياً قال أمس إنه يعتقد بأن طلب أولمرت سيرفض، موضحاً أنه أدين بالمس بالمصلحة العامة، تلقي رشوة، خداع، وخرق الثقة؛ مرت تسعة أشهر فقط على خروجه من السجن، لكنه لم يعرب عن ندمه على الأفعال التي أدين بها.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.