الشرعية تشدّد على هزم الحوثيين في معقلهم الرئيس بصعدة

الجيش اليمني يطلق عملية لاستكمال تحرير ميدي بحجة... ويوقع خسائر فادحة بصفوف الميليشيات في تعز

TT

الشرعية تشدّد على هزم الحوثيين في معقلهم الرئيس بصعدة

شدّدت الحكومة الشرعية في اليمن على هزم ميليشيات الحوثي الانقلابية في معقلها الرئيس بصعدة.
وقال رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، إن «هزيمة ميليشيات الحوثي في صعدة، هو بداية هزيمتهم في صنعاء وتعز والحديدة والبيضاء»، مضيفاً أن «الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران لن تصمد أمام القوة العسكرية الضاربة والاستحداثات الميدانية، الذي يمضي فيها الأبطال بثبات لإخماد الفتنة في عقر دارها»، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية «سبأ». وأوضح أن «تعنت الميليشيات تسبب في حالة دمار وتشريد للمواطنين من منازلهم ومزارعهم التي نهبتها ميليشيات الحوثي»، مؤكداً أهمية أن «تتعافى صعدة وتعود إلى أحضان الجمهورية واليمن الاتحادي الذي ينشده كل أبناء اليمن».
وجاءت تصريحات بن دغر بمناسبة لقاءين أجراهما مع محافظ صعدة هادي طرشان ومحافظ الجوف اللواء أمين العكيمي، كلٍ على حدة، حيث اطلع على التقدم الميداني لقوات الجيش اليمني. وقالت «سبأ» إن رئيس الوزراء اطلع من محافظ صعدة على نسق العمليات في جبهات القتال. بدوره أكد محافظ صعدة أن أبناء المنطقة «هم طليعة المحاربين للمد الفارسي الإيراني الذي تقوده ميليشيات مأجورة، بشكل لا يتناسب مع مفهوم وقدرة المواطن اليمني الذي يُؤْمِن بالديمقراطية والتعددية السياسية والرافض للوجود السلالي الحوثي الإيراني في اليمن». كذلك، قدم محافظ الجوف العكيمي لرئيس الوزراء شرحاً حول سير المعارك ضد ميليشيات الحوثي، وتقدم الجيش الوطني في مختلف الجبهات بالمحافظة، مشيراً إلى أن «بشائر النصر في تحرير الأطراف المتبقية أضحت قريبة جداً، وتفصلها بضع كيلومترات».
واطلع بن دغر أيضاً على خطة السلطات في الجوف لتنفيذ المشاريع الخدمية، منها افتتاح كلية التربية التي بلغ عدد منتسبيها أكثر من 470 طالباً تمثل الطالبات النسبة الأكبر من الملتحقين بها. وقال بن دغر إن «كل المؤشرات تبين أن الجوف مقبلة على مستقبل واعد بالخير، وأن الثروة في الجوف مبشرة بخير كبير». وأكد أن «الحكومة ستبذل قصارى جهدها لفتح فرع للبنك المركزي في الجوف، وسترفد إذاعة الجوف بميزانية تشغيلية وتغطية أجور ومرتبات الموظفين في الإذاعة أسوة بإذاعة سيئون والمكلا».
ميدانياً، كثفت قوات الجيش الوطني اليمني أمس عملياتها في محافظة حجة أمس لاستكمال تحريري مدينة ميدي، حسبما أفادت مصادر عسكرية. ونقل موقع الجيش على الإنترنت «سبتمبر.نت» عن مصادر ميدانية قولها إن معارك عنيفة تواصلت أمس لليوم الثاني على التوالي بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي في أحياء مدينة ميدي ضمن عملية عسكرية واسعة لتحرير ما تبقى من مدينة ميدي. وأكدت المصادر أن قوات الجيش الوطني أحكمت قبضتها على أحياء متفرقة كانت تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية جنوبي غرب مدينة ميدي. وذكرت المصادر أن المعارك مستمرة منذ الليلة قبل الماضية حتى الأثناء، وأن الميليشيات تكبدت خسائر كبيرة في العتاد والأرواح. وتمكنت قوات الجيش من أسر أربعة من عناصر الميليشيات، بالإضافة إلى مصرع وإصابة عدد آخر، وفق المصدر نفسه.
وأجرى نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح أمس اتصالاً هاتفياً بمحافظ محافظة تعز أمين أحمد محمود للاطلاع على المستجدات بالمحافظة وجهود تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة. وأشاد نائب الرئيس «بالثبات الأسطوري لأبطال الجيش وأبناء محافظة تعز بمساندة ودعم الأشقاء في التحالف وما تبذله السلطة المحلية من جهود لاستئناف مهام مؤسسات الدولة المختلف وتثبيت الأمن والاستقرار»، حسبما أفاد موقع الجيش.
وجاء هذا الاتصال تزامناً مع تجددد المعارك في جبهات القتال بمحافظة تعز. وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الجيش الوطني شنت هجومها العسكري على مواقع الميليشيات في الجبهات الشمالية لمدينة تعز، حيث تركز أعنف الهجوم في وادي الزنوج ومحيط جبل الوحش الاستراتيجي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الانقلابيين، علاوة على وقوع عدد من الأسرى في قبضة الجيش الوطني».
وأكدت قيادة محور تعز العسكري سقوط 586 عنصراً من ميليشيات الحوثي بين قتيل وجريح، بينهم قيادات ميدانية، في المعارك بمحافظة تعز، جنوب غربي صنعاء، خلال شهر مارس الماضي. ونشر المركز الإعلامي لمحور تعز إحصائية رسمية لعدد وجرحى الانقلابيين، أكد فيها «مقتل ما لا يقل عن 249 من مسلحي ميليشيات الحوثي بمواجهات مع الجيش الوطني وغارات مقاتلات التحالف العربي خلال مارس الفائت في محافظة تعز جنوب غربي البلاد، بينهم 3 قيادات ميدانية، وإصابة أكثر من 337 آخرين في مختلف جبهات المحافظة». وأوضح أن من بين قتلى ميليشيات الحوثي «القياديين الميدانيين علي طربوش وجهاد مغلس وقائداً آخر مكنى بأبو طه».
وبينما تتواصل المعارك في جبهة نهم، البوابة الشرقية لصنعاء، تواصلت المعارك أمس لليوم الثاني على التوالي، في جبهة الشريجة، شمال لحج، عقب تصدي قوات الجيش الوطني لهجوم عليها من قبل الميليشيات على مواقعها المطلة على مدينة الراهدة، جنوب شرقي تعز. وقال عنتر الصبيحي، المتحدث باسم قوات الشرعية في جبهتي كرش والشريجية، لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات المرابطة شمال الشريجة قتلت نحو 32 انقلابياً في معاركها خلال اليومين الماضيين، عقب هجوم عنيف شنته عليهم ميليشيات الحوثي غير أن الجيش الوطني تمكن من عمل كمين محكم للانقلابيين، حيث قتل منهم (الأحد) 25 انقلابياً أثناء استدراجهم إلى أسفل جبل شيفان، الخاضع لسيطرة القوات، وتم قصفهم بنيران المدفعية ورشاشات الجيش من كل الاتجاهات بما فيها من جبل قردوف وجبل شيفان، بينما قتل فجر الاثنين 7 انقلابيين عقب عملية كسر قوات الجيش الوطني والمقاومة لمحاولة تسلل إلى مواقعها». وأضاف أن «فشل الحوثيين في استعادة المواقع جعلهم يشنون قصفاً هستيرياً على قرى كرش والشريجة، بالتزامن مع الإسناد الجوي لقوات التحالف التي استهدفت تعزيزات الحوثيين في الراهدة وفي ورزان أمس، وتدمير أطقم تحمل سلاحاً وأفراداً».
وبالعودة إلى شرق صنعاء، أعلنت قوات الجيش الوطني، مساء أول من أمس، أنها حققت تقدماً ميدانياً جديداً في جبهة نهم، البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء. وقالت، في بيان لها نشره المركز الإعلامي للجيش الوطني، إن «القوات استكملت تحرير سلسلة جبال الزلزال في جبهة ميمنة الميمنة، أقصى شمال نهم، في عملية عسكرية خاطفة نفذها الجيش الوطني». وذكر البيان أن «المعارك أسفرت عن مقتل 14 عنصراً من الميليشيات وجرح آخرين، فيما استعادت قوات الجيش عدداً من الأسلحة المتوسطة والخفيفة وكميات من الذخائر المتنوعة»، كما تزامنت «المعارك مع قصف مدفعي لقوات الجيش استهدف مواقع متفرقة للميليشيات بالمنطقة ذاتها، وأسفر عن تدمير آليات قتالية للميليشيات ومنها تدمير عربة وطقم قتالي غرب منطقة ضبوعة». وبحسب البيان، تكمن أهمية تحرير سلسلة جبال الزلزال بالكامل في أنها تسيطر نارياً على مواقع الانقلابيين لأكثر من كيلومترين، إضافة إلى السيطرة النارية على الخط الترابي القادم من محافظة الجوف، الذي يعد الشريان الأهم لإمداد الميليشيات الموجودة غرب منطقة ضبوعة. وفي محافظة حجة، شمال غربي صنعاء، تواصل قوات الجيش الوطني، لليوم الثاني على التوالي، تطهير ما تبقى من أحياء مدينة ميدي، المحاذية للسعودية، بدعم وإسناد مباشر من مقاتلات تحالف دعم الشرعية.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».