المغرب يحذر «بوليساريو» من التمادي في توغلها بـ«المنطقة العازلة»

TT

المغرب يحذر «بوليساريو» من التمادي في توغلها بـ«المنطقة العازلة»

وجه رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، إنذارا شديد اللهجة لجبهة البوليساريو، محذرا إياها من التمادي في التوغل داخل المنطقة العازلة، وخرق وقف إطلاق النار في الصحراء. وقال العثماني إن «المنطقة العازلة هي أرض مغربية، وسلمها المغرب طوعا للأمم المتحدة من أجل تفادي التوتر والاحتكاك، لكنه لن يسمح بإقامة أي منشآت مدنية أو عسكرية فوق ترابها».
وأضاف العثماني، الذي كان يتحدث مساء أول من أمس خلال افتتاحه للمؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية بمدينة بني ملال (جنوب شرقي الدار البيضاء): «باسمي وباسم جميع المواطنين أقول لجبهة الانفصال لقد أعذر من أنذر، نحن موحدون، أغلبية ومعارضة، حينما يتعلق الأمر بالوحدة الترابية».
ويأتي تصريح العثماني في سياق ارتفاع التوتر في الصحراء خلال الأيام الأخيرة مع إعلان جبهة البوليساريو عزمها نقل منشآت عسكرية وإدارية من تندوف (جنوب غربي الجزائر)، إلى تيفاراتي وبير لحلو داخل المنطقة العازلة في الصحراء.
من جهة أخرى، أكد العثماني في كلمته أن الغالبية الحكومية متفقة ومتماسكة، وأن حكومته «لن تسقط» كما يريد لها خصومه، الذين قال: إنهم يتمنون سقوطها لتفسح الطريق أمام حزب آخر، دون أن يفصح عنه. وتساءل العثماني «لم كل هذا؟»، مشيرا إلى أن خدمة البلاد لا ترتبط بموقع دون آخر، ودعا خصومه إلى خدمة المغرب سواء من موقع المعارضة أو الغالبية.
كما طمأن العثماني رفاقه في حزب العدالة والتنمية بخصوص الأوضاع الداخلية للحزب، وقال: إن «الحزب رغم كل التحديات التي تعرض لها في المرحلة الأخيرة فهو ما زال قويا، وما زال معتزا ببنات وأبناء الشعب الذين يساندونه». وأضاف أن المواطنين يثقون في منتخبي الحزب ويعرضون عليهم مشاكلهم لحلها، وأحيانا يوفقون وأحيانا أخرى لا يوفقون في إيجاد حلول لهذه المشاكل بسبب صعوبتها.
ولم يفوت العثماني الفرصة لإرسال إشارة إلى النقابات ورجال الأعمال، داعيا إياهم إلى التفاعل «إيجابيا» مع الحوار الاجتماعي الذي انطلق قبل أسابيع، من أجل التوصل إلى اتفاقية في أقرب الآجال. وقال العثماني إنه ينتظر تفاعلا إيجابيا من طرف كل الفرقاء، مشيرا إلى أنه سيكون متسامحا ومتساهلا مع الجميع، رغم احتجاجاتهم: «لكن المهم هو النتيجة» على حد قوله. وتوقع العثماني أن يتم التوصل إلى «اتفاق غير مسبوق» في حال تعامل كل الفرقاء بإيجابية، والذي سيتضمن إجراءات مهمة لصالح الموطنين.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.