لا يزال كريستيان ريبيرو يتذكر الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من اختصاصي العلاج الطبيعي بنادي أكسفورد يونايتد أثناء تجوله في الطرق متجهاً إلى المدينة. ووصف ريبيرو تلك اللحظة السريالية، ورنين هاتفه والمحادثة التي نقل خلالها أندرو بروكتور رسالة من الاستشاري وضعت نهاية مسيرة ريبيرو الكروية في سن الـ27.
وعن إصابته في الركبة، قال ريبيرو: «حتى من قبل أن ينطقها، كنت أعلم أنه سيقول ذلك لأن الأمور التي كان يطرحها كانت على درجة كبيرة من الخطورة. لم تكن عقبات صغيرة فحسب، وإنما مشكلات خطيرة».
وأضاف اللاعب: «عندما بلغ نهاية حديثه»، قال: «كريس، أنت بحاجة للحديث إلى أسرتك - هذه حقاً نهاية مشوارك»، إلا أنني استوعبت بالكاد ما قال. وأجبته: «حسناً، اترك الأمر لي»، وقلت له: «قل الحقيقة بوضوح فحسب»، فلم أكن أرغب أن يحاول تجميل أي حقيقة مرة. كان الأمر برمته قاسياً للغاية، وكان موجز ما قاله إنه يتعين علي التفكير في الاعتزال. وأجبته: «حسناً، انتهى الأمر. لن ألعب مجدداً، وأخبرته بقراري في التو واللحظة. وفي الأسبوع التالي، أكدت القرار».
بالنسبة لريبيرو، حمل الاجتماع الذي عقده الفريق في نوفمبر (تشرين الثاني) قبل المواجهة المرتقبة بين أكسفورد وبليموث أرغيل أهمية خاصة. كان يقف داخل غرفة تبديل الملابس أمام فريق العمل المعني بالتدريب وأقرانه في الفريق كي يخبر الجميع بنبأ أنه لن يلعب مجدداً أبداً. «وجهت إليهم جميعاً الشكر لأن عامي الأخير في أكسفورد كان الأكثر متعة بالنسبة لي في مجال كرة القدم. ولم أكن أنتظر أن ينفجر أي منهم في البكاء من أجلي. وكنت أعتقد مسبقاً أنني لن تغلبني المشاعر والتأثر العاطفي لأنني كنت عقلانياً وهادئاً للغاية. ومع هذا، فإنه عندما تقف أمام 30 شخصاً... بحلول نهاية حديثي، غلبني التأثر بعض الشيء لكنني حاولت السيطرة على الأمر».
خلال حديثه، بدا ريبيرو هادئاً وإيجابياً. ومع هذا، فإن رحلته هنا، عبر سكنثورب يونايتد وإكستر سيتي، تعتبر قصة حزينة بالنسبة لشخص يملك مثل هذا المستوى من القدرات والبراعة. ولد ريبيرو في سوانزي، ولعب لحساب منتخب ويلز برفقة غاريث بيل وآرون رامزي. وعن هذا، قال: «لم أبلغ قط القمة التي وصلوا إليها، ولطالما أحزنني هذا الأمر. لم أستطع البقاء في هذا المستوى، للأسف».
الملاحظ أن مسيرة ريبيرو الكروية ابتليت بالإصابات، بما في ذلك مباراته الأولى مع بريستول سيتي، النادي الذي كان قد انضم إليه في الـ10، وذلك عندما أجبر للخروج من الملعب بعد 26 دقيقة فقط بسبب إصابة في الرباط الصليبي الداخلي. كان ريبيرو قد نال تقديراً رفيعاً منذ سن صغيرة، وأشار إلى أنه كان يشعر بأنه «لا يُقهَر» عندما كان يشارك في دوري الدرجة الثانية ورفض عرضاً بالانتقال إلى الدوري الممتاز. وأعرب ريبيرو عن اعتقاده بأن جسده «ربما لم يتعاف تماماً قط» من الإصابة التي ألمت به منذ 10 أعوام ماضية. وقال: «بعد ذلك، مضيت في الجري وراء حلمي، لكنني أدركت أنني لم أكن بذات المستوى وأن ثمة ما أفقده في هدوء».
وأضاف أن بداية النهاية جاءت سبتمبر (أيلول) الماضي. بعد فترة استعداد ممتازة لموسم جديد، كان يشارك في اللعب بانتظام، لكن قرب نهاية فترة التدريب بدأ يشعر بألم خفيف. وفي خضم الألم الخافت، بدأ ريبيرو يعرج بقدمه، وهو يعلم أنه من المقرر مشاركته في التشكيل الأساسي أمام غيلينغهام اليوم التالي. وأضاف: «شاركت في الإحماء، وفوجئت أنني عاجز عن الحركة. ومنذ تلك اللحظة، بدأت رحلة السقوط الحقيقي، وبعد شهرين أخبروني أنني ينبغي أن اعتزل كرة القدم».
ومع هذا، كافح ريبيرو وشارك في سبعة مباريات أخرى، وهو يدرك بداخله تماماً أنه مخطئ في ذلك. وقال: «كان الألم يستنزفني ويزداد سوءًا يوماً بعد آخر لدرجة أنني في آخر مباراتين لم تكن لدي أدنى فكرة كيف استمرت مسيرتي في اللعب».
وأشار إلى أنه «من خلال المضي قدماً، كنت أعرض صحتي على المدى الطويل للخطر. كنت مدركاً لذلك لأنني اضطررت لتناول مسكنات قوية طيلة الوقت كي أتمكن من اللعب. ومع هذا، ظل الشعور بالألم قائماً، يعلو ويخفت. في الحقيقة، أعود بذهني اليوم إلى تلك الأيام وأتساءل في نفسي كيف كنت أشارك في اللعب. لقد كان أمراً جنونياً. ولا أدري كيف كنت أجتاز المباريات. كنت أشعر بأنني في الرمق الأخير».
في الثلاثاء الموافق 7 نوفمبر، شارك ريبيرو في مواجهة إم كيه دونز، وفي السبت التالي كان اسمه في قائمة تشكيل الفريق الذي سيواجه نورثهامبتون تاون. وفي اليوم السابق مباشرة للمباراة، اضطر لجر قدمه على الأرض أثناء المباريات وأرسلني المدرب كي أجري مسحاً بالرنين المغناطيسي. وقال ريبيرو عن تلك الفترة: «كان ثمة شعور يراودني بأن ثمة شيئاً خطيراً بجسدي. لذا لم أشعر بصدمة كبرى عندما أدركت حقيقة الموقف، لكنني في الوقت ذاته لم أكن أتوقع أن يصل الأمر حد نصحي بالاعتزال».
لقد أخبروني أنه «عليك التوقف عن لعب الكرة وإلا فستعجز عن المشي على قدميك ببلوغك الثلاثينات من العمر».
وبمجرد أن أنهى حديثه إلى اختصاصي العلاج الطبيعي بالنادي، اتصل بخطيبته التي تعمل هي الأخرى بمجال العلاج الطبيعي بمستشفى تشلتنهام العام ووالديه. وقال: «كان هؤلاء الثلاثة الوحيدين الذين أخبرتهم بالأمر. وإلى حد ما، شعروا بالارتياح إزاء القرار لأنهم كانوا يرون حجم الألم الذي أعانيه. كان الأمر محزناً بالتأكيد، لكنهم شاهدوا كيف شاركت في مباراتين وركبتي مغطاة بالكامل بضمادة طبية وأعرج داخل الملعب. لم أكن قادراً على تقديم المستوى المعتاد من الأداء - كان هذا الأمر واضحاً تماماً أمامهم».
اليوم، يبقي ريبيرو خياراته مفتوحة في الوقت الذي يعمل للحصول على ترخيص «يويفا بي» للعمل مدرباً، ومن بين الخيارات المطروحة العمل كشافاً عن المواهب الكروية وكذلك العمل بمجال الإعلام، بجانب اهتمامه بدراسة التخطيط المالي وتقديم استشارات بمجال الرهن العقاري. وقال: «عندما تلعب كرة القدم، يجري الاعتناء بك كما لو كنت طفلاً صغيراً، فكل شيء ترغبه يجري تنفيذه والأمور كلها تبدو عظيمة. أما عندما ترحل عن مجال الكرة، تتحمل مسؤولية الأمور كلها ويصبح الوضع برمته مختلفاً. إنه وقت صعب بالنسبة لي ومخيف بعض الشيء، لكنني مستمتع بهذا التحدي».
ومع هذا، من الناحية الفنية، لا يزال لاعب كرة قدم محترفاً ولديه تعاقد مستمر حتى الصيف. وعلق على ذلك بقوله: «أعتقد أنني اليوم أقرب لكوني لاعب كرة قدم سابق، وهو أمر غريب لكنني تصالحت معه وأعمل على تجاوزه. وأرغب اليوم في التفكير فيما هو أبعد عن كرة القدم فحسب».
كريستيان ريبيرو: أخبروني بالتوقف عن اللعب وإلا فلن أستطيع السير على قدمي
مدافع منتخب ويلز السابق لعب بجوار غاريث بيل وآرون رامزي ويبحث عن بداية جديدة لحياته
كريستيان ريبيرو: أخبروني بالتوقف عن اللعب وإلا فلن أستطيع السير على قدمي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة