قطاع غزة جيب ينهشه الفقر

TT

قطاع غزة جيب ينهشه الفقر

أجرت وكالة الصحافة الفرنسية تحقيقاً من قطاع غزة، أمس، أشارت فيه إلى أن المنطقة التي تسيطر عليها حركة حماس تعاني من الحروب والفقر والاكتظاظ السكاني، بالإضافة إلى حصار جوي وبري وبحري خانق تفرضه إسرائيل.
وتفجرت مواجهات منذ أكثر من أسبوع على الحدود بين غزة وإسرائيل بعدما فتحت القوات الإسرائيلية النار على مظاهرة في «مسيرة العودة» في 30 مارس (آذار)، ما أسفر عن مقتل أكثر من 19 فلسطينياً، وإصابة المئات بجروح. وكان ذلك اليوم الأكثر دموية في القطاع منذ حرب العام 2014، بحسب ما أشارت الوكالة. وقُتل 10 فلسطينيين آخرين في صدامات مع القوات الإسرائيلية خلال «مسيرة العودة» بنسختها الثانية التي نُظّمت أول من أمس الجمعة.
ويعد قطاع غزة، وهو شريط ساحلي ضيق تبلغ مساحته 362 كلم مربعاً، من أكثر مناطق العالم اكتظاظاً بالسكان، حيث يعيش فيه نحو مليوني فلسطيني. وبعد الحرب العربية - الإسرائيلية عامي 1948 - 1949، التي اندلعت بعد يوم من إعلان قيام دولة إسرائيل، أصبحت غزة تخضع لسيطرة مصر دون أن تضمها الأخيرة. وبعد حرب يونيو (حزيران) 1967 احتلت إسرائيل قطاع غزة.
وفي 12 سبتمبر (أيلول) 2005، سحبت إسرائيل جميع جنودها ومستوطنيها من غزة في تحرك أحادي الجانب أنهى 38 عاماً من الاحتلال.
وفي يونيو (حزيران) 2006 فرضت إسرائيل حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على القطاع عقب أسر جندي إسرائيلي (أفرج عنه في عام 2011)، وقامت إسرائيل بعدها بتشديد الحصار في عام 2007 إثر سيطرة حركة حماس بالقوة على غزة، وطردها عناصر حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس من القطاع.
وبعد العام 2013 أقفلت السلطات المصرية بشكل شبه كامل معبر رفح، المنفذ الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل ويربط غزة بالخارج، بحسب ما ذكرت «الوكالة الفرنسية». وأضافت الوكالة أن البنك الدولي يقدّر أن نسبة الخسائر في إجمالي الناتج الداخلي في غزة الناجمة عن الحصار تتجاوز 50 في المائة. ولا تملك هذه المنطقة الساحلية أي صناعات تقريباً، وتعاني من نقص مزمن في المياه والوقود.
وتبلغ نسبة البطالة في القطاع 45 في المائة، حيث يعتمد أكثر من ثلثي سكان القطاع المحاصر على المساعدات الإنسانية.
وأثمر اتفاق مصالحة تم التوصل إليه في أكتوبر (تشرين الأول) 2017 بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية عن آمال بأن تتحسن الظروف في القطاع. لكن المحادثات تعثرت وسط رفض الطرفين تحمل مسؤولية فشلها.
وفي يناير (كانون الثاني) 2018، حذّر الموفد الخاص الأممي إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف من أن قطاع غزة بات على شفا «انهيار كامل». وفي مارس (آذار)، وافق مؤتمر للمانحين على مشروع مصنع لتحلية مياه البحر في غزة، حيث تعد أكثر من 95 في المائة من المياه غير صالحة للشرب بسبب الاستغلال المفرط للمياه الجوفية.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.