وفاة فلسطينيين أحدهما صحافي متأثرين بإصابتهما في مواجهات غزة

واشنطن عارضت تبني بيان بمجلس الأمن لإجراء تحقيق مستقل

جانب من المواجهات مع قوات الاحتلال خلال الاحتجاجات على الحدود بين غزة وإسرائيل (أ.ف.ب)
جانب من المواجهات مع قوات الاحتلال خلال الاحتجاجات على الحدود بين غزة وإسرائيل (أ.ف.ب)
TT

وفاة فلسطينيين أحدهما صحافي متأثرين بإصابتهما في مواجهات غزة

جانب من المواجهات مع قوات الاحتلال خلال الاحتجاجات على الحدود بين غزة وإسرائيل (أ.ف.ب)
جانب من المواجهات مع قوات الاحتلال خلال الاحتجاجات على الحدود بين غزة وإسرائيل (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم (السبت) وفاة فلسطينيين أحدهما صحافي متأثرين بجروح أصيبا بها بالرصاص في المواجهات التي جرت الجمعة بين الفلسطينيين واسرائيل على حدود القطاع.
وقالت الوزارة إن ياسر مرتجى المصور في وكالة عين ميديا المتمركزة في غزة، أصيب خلال مواجهات يوم أمس (الجمعة).
وأعلنت الوزارة أيضاً وفاة الفلسطيني حمزة عبد العال (20 عاماً) متأثرا بجروحه، ما يرفع إلى تسعة عدد القتلى في مسيرات شارك بها الآلاف على حدود قطاع غزة مع إسرائيل.
وأظهر مقطع فيديو التُقط أثناء نقله إلى مركز صحي، مرتجى يرتدي سترة كُتب عليها "برس" (صحافة).
وجُرح نحو 500 فلسطيني بالرصاص الجمعة، بحسب الوزارة.
وبدأ الفلسطينيون في 30 مارس (آذار) حركة احتجاجية أطلق عليها «مسيرة العودة» بالتزامن مع ذكرى «يوم الأرض»، وستختتم بذكرى النكبة في 15 مايو (أيار)، للمطالبة بتفعيل «حق العودة» للاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع.
وتخللت التظاهرات في 30 مارس صدامات قتل فيها 19 فلسطينيا في أقوى موجة عنف يشهدها القطاع منذ حرب 2014.
إلى ذلك، طلبت الكويت العضو غير الدائم في مجلس الأمن أمس (الجمعة) أن يتبنى بيانا يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل في المواجهات بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن دبلوماسيين قالوا إن الولايات المتحدة منعت هذه الخطوة كما فعلت قبل أسبوع.
وقال منصور العتيبي سفير الكويت لدى الأمم المتحدة بعد ظهر الجمعة لصحافيين إن «هذا موضوع يجب أن يهتم به مجلس الأمن». وأوضح أنه طلب من المجلس أن يتبنى بيانا على غرار بيان آخر قدمته الكويت قبل أسبوع وعرقلت الولايات المتحدة إقراره.
وقال أحد دبلوماسيي الدول الأعضاء في مجلس الأمن - طلب عدم ذكر اسمه - إن الولايات المتحدة أبدت مجددا اعتراضها على دعوة مجلس الأمن إلى تبني نص البيان.
وذكر دبلوماسي آخر - طلب عدم الكشف عن اسمه أيضا - أن 12 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس «أيدت» اقتراح الكويت تبني بيانا. لكنه لم يذكر الدولتين اللتين انحازتا إلى موقف الولايات المتحدة لرفض البيان.
وأضاف أن «الكويت تفكر في الخطوات التالية» لكن «ليس هناك اجتماع مقرر لمجلس الأمن الدولي حاليا».
وكان السفير الفلسطيني لدى المنظمة الدولية رياض منصور صرح أنه في حال لم تفعل أعلى هيئة في الأمم المتحدة شيئا فإنّ «ذلك سيشجع إسرائيل» في عملياتها ضد الفلسطينيين الذين يحتفظون بحقهم في دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة (193 بلدا) إلى الانعقاد من أجل الحصول على «تفويض» يهدف إلى فتح تحقيق دولي.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.