بوجهها الطفولي ونظرتها البريئة وحضورها المتألق وبسمتها التي تكاد لا تغادر شفتيها، تتحدث الممثلة السورية مي مرهج لـ«الشرق الأوسط»، في حوار معها عن آخر أعمالها التلفزيونية التي تصورها للموسم الرمضاني المقبل والشخصيات التي تجسدها، قائلة: «أشارك في مسلسل (بواب الريح) مع المخرج المثنى صبح بشخصية الفتاة مريم وهي من عائلة مسيحية بعمر 18 سنة، جميلة وبسيطة، يراها ضابط عثماني فيعجب بها. وبحجة المظاهرات التي تقوم ضد العثمانيين، تؤخذ إلى السجن وتتعرض للكثير من المضايقات. كذلك أشارك في مسلسل (نيو لوك) مع المخرج وسيم السيد، ودوري فيه فتاة تتعرض لمشكلة في مركز التجميل، كذلك أصور دوري في مسلسل (القربان) مع المخرج علاء الدين كوكش، وشخصيتي فيه سكرتيرة لأحد المسؤولين، حيث تعرف أسرار هذا المسؤول وأسرار حاشيته، مما يعرضها لمضايقات. كذلك، شاركت في مسلسل بيئي شامي وهو خان الدراويش مع المخرج سالم سويد بشخصية فتاة تهرب من منزلها مع والدتها وتلجأ لخان».
وحول أعمال البيئة الشامية ورأيها فيها، تقول مي: «شاركت في عدد من هذه المسلسلات، مثل: (رجال العز) و(زمن البرغوث) بجزأيه الأول والثاني. وبرأيي أن هذه الأعمال حققت نسبة مشاهدة عالية خدمت من خلالها الدراما السورية، ولكنها تتفاوت ما بين مسلسل وآخر، ولذلك لا يمكن لأحد أن يقيم هذه المسلسلات من خلال التعميم، فالتعميم صفة الجاهل، فلكل واحد منها إيجابياته وسلبياته».
وعن إتقانها الرقص والغناء مع التمثيل، تقول مي: «بداياتي كانت مع رقص الباليه والجمباز الإيقاعي، والسبب أنني نشأت في مدينة حمص، ولا توجد فيها معاهد لدراسة التمثيل فتعلمت الرقص حتى انتسابي إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرجت فيه قبل أربع سنوات لأتفرغ للتمثيل الدرامي، ولكن الرقص يبقى هوايتي وأمارسه في المسلسلات التلفزيونية إذا كان يخدم الشخصية التي أجسدها كذلك الغناء، فصوتي مقبول وأجيد العزف الموسيقي على الأورغ الذي تعلمته في معاهد خاصة بمدينة حمص».
وهل يمكن أن تكوني فنانة استعراضية مثلا كونك تجيدين الرقص والغناء؟ تضحك مي: «لا أعتقد ذلك. ولكن، إذا كان الدور الذي أصوره كبيرا ويحتاج لرقص وغناء، فلن أتردد مطلقا في تجسيده، وهنا تعجبني الفنانة أمل عرفة التي جسدت مثل هذا الدور بشخصية (هنوف) في مسلسل (خان الحرير)».
«يعجبني الدور، توضح مي، الذي يفجر كل طاقات الممثل من غناء وصوت وحركات جسد والتمثيل والتعبير. وبرأيي، إن الممثل الحقيقي يجب أن يرقص ويغني وأن يجيد كل اللهجات الخليجية والمصرية واللبنانية والشامية والحلبية والبدوية، وعليه أن يضيف على الدور المكتوب في النص ليزيد من إبداعه وبالاتفاق مع المخرج بحيث لا يقدم الممثل دوره بشكل ببغائي، بل عليه أن يرتجل في الدور أحيانا ليترك الممثل بصمته على الدور، وأن يؤدي حركات أو كلمات معينة تجعل المشاهد يتابعها وتكون ماركة مسجلة لكل ممثل يقلدها الجمهور».
وما بصمة مي مرهج في مسلسلات شاركت فيها؟ «في مسلسل (زمن البرغوث)، كان لي في معظم المشاهد عبارة (هيك بيقول المثل)، قلتها بأسلوبي الخاص وأردفتها بالمثل الشعبي، فصار الناس كلما شاهدوني في الشارع يقلدونني ويبتسمون لي، مرددين عبارتي، محاولين تقليد أسلوبي الذي قدمتها فيه. وبشكل عام، أجد نفسي في الأدوار العصرية الاجتماعية وبشخصية الفتاة البريئة الطيبة، فهي أقرب لنفسي وروحي والكاريزما الخاصة بي، مع أنني أقدم كل الأدوار الشريرة والخيرة التاريخية والمعاصرة».
وحول الجمال وهل يخدم الممثلة، تقول مي: «.. المهم برأيي هنا هو جمال الروح، ولو كان من شروط الممثلة أن تكون جميلة لكانت معظم عارضات الأزياء ممثلات، ولا داعي أن يدرسن ويتعلمن في الأكاديميات والمعاهد، فلماذا التركيز على مقولة الجمال لدى الممثل، وهناك أدوات كثيرة لديها كالحركات والصوت والأحاسيس والموهبة والثقافة؟!».
وعن أدوار الإثارة وهل تقدمها؟ تتنهد مي: «أفضل ألا أقدمها إلا إذا كان المشهد الدرامي المثير يتضمن إيحاء ورمزية وليس بشكل مباشر. وأنا بصراحة لا أفصل بين التمثيل والحياة العادية فالقبلة نفسها في التمثيل والحياة، إذ إن الممثلة نفسها بروحها وجسدها فلا يوجد شيء اسمه أمام الكاميرا وخلفها؟!».
وحول أدوار السيرة الذاتية، تقول مي: «هذه الأدوار تحمل الممثل مسؤولية كبيرة، ويعجبني بل أعشق تقديم أدوار شخصيات نسائية تاريخية لقديسات ومتصوفات مثل رابعة العدوية في فيلم سينمائي مثلا، كذلك أتمنى تجسيد شخصية الأم تيريزا في عمل درامي». وما يتعلق بالدراما المدبلجة، ترى مي - وهي التي شاركت في الكثير من مسلسلاتها - أنها «باب رزق للممثل. وبرأيي وبعيدا عن التنظير إنه لا يمكن لشيء أن يؤثر في الآخر إذا كان راسخا وقويا، ولذلك لا يمكن أن تتأثر الدراما السورية التي أخذت حقها بالنص والإخراج والأدوات بالدراما المدبلجة - كما يعتقد البعض».
وهل يمكن أن نشاهدك مقدمة برامج؟ «تتعمق ابتسامة مي - المبتسمة دائما - هناك مشروع عرض علي قبل فترة لتقديم برنامج تلفزيوني موجه للأطفال- لا أدري لماذا يصرون على عرض كل ما له علاقة بالطفل؟!».
وتختم مي حديثها قائلة: «عانيت الشللية التي تعانيها الدراما السورية وأنا ضدها بالمطلق؛ فهي ظاهرة غير طبيعية يجب ألا تكون موجودة وليست لصالح الممثل، ولكنها أمر واقع ومفروض».
مي مرهج: الشللية موجودة في الدراما.. والمسلسلات الشامية حققت نسبة مشاهدة عالية
الفنانة السورية أكدت أن لديها طاقات إبداعية تنتظر تقديمها في الأدوار المقبلة
مي مرهج: الشللية موجودة في الدراما.. والمسلسلات الشامية حققت نسبة مشاهدة عالية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة