الشباب السعودي يكسبون الرهان في أول عروضهم في جدة

استمتع قرابة 200 مشاهد أول من أمس بانطلاقة العرض الأول على «مسرح السعودية» لمسرحيتي «دنيا الألعاب» و«ممنوع دخول السيدات»، في عرضين استمرا زهاء الأربع ساعات، وبدت جماهير «جدة» متعطشة للعروض المسرحية من خلال الحضور المبكر لموقع العرض بالنادي الثقافي الأدبي بجدة قبل بداية العرض بوقت كبير.
وتأتي المناسبة التي تدشن باكورة أعمال «مسرح السعودية» بإشراف «وزارة الثقافة والإعلام السعودية» و«الهيئة العامة للثقافة»، وضمن إحدى مبادرات «مجلس مبادرات شباب مكة».
وأظهر الممثلون السعوديون الشباب مهارة كبيرة في كلا العرضين حيث بدت قدرتهم ليس على حفظ النص فقط بل بسرعة بديهيتهم في ارتجال بعض المواقف الكوميدية داخل سياق النص المسرحي وسط استحسان وتفاعل الحشد الكبير من الحضور من العائلات.
وترى أروى محمد وهي إحدى الحضور في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أنها كانت سعيدة على أي حال لحضورها العرض المسرحي الأول على «مسرح السعودية» غير أن سعادتها كانت أكثر بالحضور المسرحي المميز للممثلين السعوديين على خشبة المسرح وقالت: «بصدق تمكنوا من خطف ابتسامتنا باحترافيتهم في كوميديا المسرح»، ويتفق معها في ذات التوجه إسماعيل المحمدي من حضور العرض بقوله: «حضرت عدة مرات في السابق مسرح «الاستانداب كوميدي» وأظهر الشاب السعودي حسا كوميديا عاليا، ولكنني كنت غير متأكد من نجاحهم في المسرح الجماهيري الذي يحتاج لنوع من الانضباطية مع بقية فريق العمل، ولكنهم بصدق نجحوا، وتفاعل الحضور خير دليل».
مدرب فريق «مسرح السعودية» والمشرف عليه النجم الكوميدي أشرف عبد الباقي ذكر أن الممثلين السعوديين الذين شاركوا في المسرحيات أظهروا إمكانيات كبيرة ومميزة خاصة أنهم حاولوا أن يصقلوا مواهبهم من قبل عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها «يوتيوب»، متوقعاً لهم ظهور أكثر تطوراً في الأيام المقبلة.
من جهته قال ياسر مدخل المشرف على محتوى «مسرح السعودية» لـ«الشرق الأوسط» عقب اختتام اليوم الأول للعروض: «نحن حريصون على استيعاب حاجة المشاهدين ومحبي المسرح يما يتوافق مع عاداتهم وتقاليدهم، ويرضي كذلك طموحاتهم ورغبتهم في عروض مسرحية ثرية». وحول المسرح عموماً قال مدخلي: «في المسرح هناك أساتذة من دول أخرى سبقونا في هذا المجال، ولكن كشباب سعودي وفقنا في تقديم أنفسنا بشكل جيد منذ دخولنا في مجال المسرح منذ فترة طويلة».
وعن توقعه لنجاح الممثلين السعوديين الشباب قال: «نحن اليوم أمام منعطف جديد علينا بعض الشيء، وهو المسرح الجماهيري الذي ابتكره الممثل القدير أشرف عبد الباقي وبقية طاقم خبراء المسرح الذين قدموا برفقته من مصر حيث يهدفون إلى صقل المواهب السعودية الشاب في مجال التمثيل المسرحي، وأرى أن تفاعل الحضور يعطي انطباعا جيدا عما قدمه الفنانون الشباب».
وعن آلية العمل في «مسرح السعودية» قال مدخلي: «عملنا اليوم ليس لتقديم عرض معين وقتي كأي أنشطة تقام، بل عملنا هو خطة طويلة المدى تهدف إلى تقديم جيل شبابي سعودي مسرحي يستطيع النهوض بالمسرح لسنوات مقبلة».
الجديد في «مسرح السعودية» أن عروضه لن تكون وقتية أو مرتبطة بمواسم معينة، بل ستكون من ضمن روزنامة وجدول أعمال العائلة السعودية، حيث سيكون هناك عرض أسبوعي لعدد من المسرحيات في ظل مشروع نوعي يهدف لما هو أهم من الربح التجاري بأسعار رمزية ما بين (30 إلى 50 ريالا)، بحسب ما ذكر مدير محتوى «المسرح السعودي» ياسر مدخلي.
عرض أول من أمس كان يزخر بحشد من الجماهير السعودية وكذلك عدد من الجنسيات الأخرى من المقيمين بالسعودية، ويرى القائمون على المسرح أن وجود جماهير وحضور من جنسيات مختلفة يزيد من التحدي الذي يواجهونه في إرضاء كافة الأذواق، وهم متفائلون بنجاحهم في ذلك في ظل وجود خبرات كبيرة من المسرح المصري الأشهر على مستوى الوطن العربي.