خامنئي يؤكد دعم طهران لـ {حماس}

هنية طالب بمناقشة قضية فلسطين في القمة التركية ـ الروسية ـ الإيرانية

شبان يرفعون العلم الفلسطيني على كومة من إطارات السيارات
شبان يرفعون العلم الفلسطيني على كومة من إطارات السيارات
TT

خامنئي يؤكد دعم طهران لـ {حماس}

شبان يرفعون العلم الفلسطيني على كومة من إطارات السيارات
شبان يرفعون العلم الفلسطيني على كومة من إطارات السيارات

أكد المرشد الإيراني علي خامنئي، في رسالة بعثها إلى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، دعم إيران لما وصفه «تيار المقاومة» مهاجماً في الوقت نفسه نهج التفاوض مع إسرائيل، قائلا إنه خطأ لا يغتفر.
وأعلن خامنئي استمرار دعم طهران لـ «حماس» باعتباره «العلاج الوحيد لحل قضية فلسطين»، مضيفاً أن «ذلك يتحقق بدعم تيار المقاومة».
وأشار خامنئي في رسالته التي نشرها موقعه، إلى الأوضاع في قطاع غزة خلال الأيام الماضية، وذكر أن رسالته جاءت ردا على رسالة موجهة من هنية بعث بها مؤخرا.
ووصف خامنئي رسالة هنية بـ{الودية»، لافتا إلى أن رئيس حركة «حماس» أشار في رسالته إلى «تحديات تواجه الأمة الإسلامية». كما أثنى موقع خامنئي على ما قاله هنية عن إجراءات «حماس» في مواجهة إسرائيل، مضيفا «إن ما ذكرتموه هو عين الحقيقة ويحظى بتأييدنا، ونحن نعتبر أنفسنا ملزمين بتقديم أي دعم لكم».
وأشار خامنئي إلى علاقات طهران مع «حماس»، وقال إنها شهدت خلافات في السنوات الأخيرة، بسبب انقسام مواقفهما من الحرب السورية، قبل أن تشهد تحسنا ملحوظا خلال العام الماضي.
وكانت علاقة «حماس» ساءت بإيران بعد تأييد الأولى للثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، وتعمق الخلاف بوقف الدعم الإيراني لـ «حماس» إثر ذلك. ولم تنجح الوساطات والمحاولات واللقاءات اللاحقة بإعادة المياه إلى مجاريها، بسبب طلبات إيران من «حماس» باتخاذ مواقف علنية مؤيدة لسياستها، قبل أن ينجح «حزب الله» اللبناني في جمع الطرفين في بيروت.
في إطار متصل، بحث هنية ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، التطورات السياسية الأخيرة على الساحة الفلسطينية. وطالب هنية الزعماء الثلاثة المشاركين في قمة أنقرة التركية - الروسية - الإيرانية، العمل على إقامة لجنة تحقيق دولية لرفع الحصار عن قطاع غزة، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، خصوصا حق العودة وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
من جانبه شدد، وزير الخارجية الإيراني على دعم إيران لحقوق الشعب الفلسطيني، ووعد بنقل الرسالة إلى المشاركين في القمة الثلاثية والعمل على تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني.
وفي اتصال آخر، أبلغ هنية أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني, أن مسيرة «حق العودة» هي جزء من عملية غير عنيفة، في إطار العمل الفلسطيني الشامل والموحد من اجل تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية.
وأضاف هنية أن «مسيرة حق العودة» سوف تستمر، وأن «الشعب الفلسطيني العظيم والشجاع لا يمكن هزيمته من قبل الجهاز العسكري الإسرائيلي».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.