عربات نقل من دون سائق في مدينة بريطانية

ستحل محل الحافلات التقليدية

عربات نقل من دون سائق في مدينة بريطانية
TT

عربات نقل من دون سائق في مدينة بريطانية

عربات نقل من دون سائق في مدينة بريطانية

أعلنت سلطات مدينة ميلتون كيينس الواقعة شمال العاصمة البريطانية لندن، أنها بصدد نشر 100 مركبة صغيرة سيارة من دون سائق لتشكل نظاما جديدا للنقل العام مشابها لنظام يعمل منذ عامين بمطار هيثرو في لندن. وتقتضي الخطة بدء العمل في عام 2015، لتكتمل تماما عام 2017. ويشير هذا الإجراء إلى أنه لأول مرة سيسمح فيها للمركبات الذاتية التسيير، أو القيادة، بالعمل على الطرقات العامة في بريطانيا.
وتبدو هذه المركبات أشبه بعربات قطارات الأنفاق (المترو) الصغيرة جدا التي تعمل على سكك حديدية، مع أبواب انزلاقية للدخول والخروج. وبمقدور الركاب استدعاء واحدة من هذه العربات مقابل جنيهين إسترلينيين للرحلة الواحدة، عن طريق استخدام الهاتف الذكي. وتعمل هذه العربات مستخدمة العجلات المطاطية على طرق، أو ممرات خاصة، وليس سككا حديدية، وذلك بين أرصفة وحواجز تساعدها على التوجيه.
وتقاد كل عربة كومبيوتريا بواسطة نظم مستقلة في داخلها، على الرغم من أن الركاب يتمكنون من تولي قيادتها، إذا ما طرأت أي مشكلة. وتتسع كل عربة لشخصين وأمتعتهما، وتسير بسرعة 12 ميلا (الميل 1.61 كلم) في الساعة. وتقتضي الخطة الموضوعة أن تقوم العربات هذه بحمل الركاب بين وسط المدينة ومناطقها التجارية ومحطة القطار.
ومن المتوقع أن تكون المركبات هذه أنظف من نظام الحافلات الحالي، وأكثر هدوءا، وأقل تكلفة. وتزود كل عربة ببطارية ومحرك كهربائي، وتستمد شحنتها من المحطات المختلفة الواقعة على الطرق التي تمر بها. ومن المتوقع أن يتكلف المشروع نحو 65 مليون جنيه إسترليني، على مدى السنوات الخمس المقبلة، وهو جزء من مبادرة الحكومة البريطانية لدعم التقنيات الخضراء الصديقة للبيئة.
وقد اختيرت ميلتون كيينس كموقع اختبار نظرا لقربها من لندن، وطرقاتها العريضة غير العادية، ورغبتها في احتضان أي تقنية جديدة. وتأتي هذه الخطوة بعد التنفيذ الناجح للنظام هذا الذي ركب لأول مرة في مطار هيثرو عام 2011، حيث كرس مسارها هناك الذي يمتد أربعة كيلومترات، لاستخدام 21 من هذه المركبات التي لم تتعرض لأي مشكلات كبيرة. ويشدد المسؤولون على القول إن المركبات هذه مجهزة بمستشعرات لضمان سلامة ركابها والمارة على السواء.
وثمة اعتقاد واسع أنه إذا أثبتت هذه المركبات أنها ناجحة وسليمة، فإن اليوم بات قريبا عندما لن يكون استعمالها حصرا على ممراتها ومساراتها الخاصة، بل بفتح الباب أمامها للنقل العام غير المقيد، من دون حاجتها إلى سائقين، وهي خطوة تؤدي في النهاية إلى مركبات من دون سائق يجري بيعها للعموم.



دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة
TT

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة

إن مسألة ما إذا كان الانحباس الحراري العالمي يتسارع، هي مسألة مثيرة للجدال بشدة بين علماء المناخ، ففي حين زعم ​​البعض أن معدل الانحباس الحراري الحالي -الذي بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق في العام الماضي- يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة انبعاثات الوقود الأحفوري وبالتالي يتماشى مع نماذج المناخ الحالية؛ يُحذر آخرون من أن الأرض أضحت أكثر حساسية لتأثيرات الوقود الأحفوري مما كان يُعتقد سابقاً، وأن البشرية تتجه نحو نقاط تَحوّل لا يمكن العودة منها.

وتيرة ارتفاع الحرارة أقل داخل مومباي والقاهرة

في دراسة حديثة، زادت مجموعة من الباحثين من جامعة ملبورن تعقيد هذا النقاش من خلال تحليل معدلات الانحباس الحراري في جميع أنحاء العالم والأسباب المحتملة للاختلافات الإقليمية.

النتيجة الرئيسية التي توصلوا إليها: تزداد حرارة الكرة الأرضية بمعدل أسرع، لكن هذا التسارع يحدث بشكل غير متساوٍ. ولكن من المثير للدهشة أن المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مع التركيزات الكبيرة من الفقر -المدن الكبرى مثل القاهرة ومومباي-ـ ترتفع درجة حرارتها ببطء أكثر من المراكز الحضرية في أوروبا وأميركا الشمالية.

دقائق الهباء الجوي تعكس أشعة الشمس

لماذا؟ وجد الباحثون أن الكمية الكبيرة من دقائق الهباء الجوي في الهواء في المدن شديدة التلوث تعكس ضوء الشمس إلى الفضاء، وعلى الأقل في الأمد القريب، يمكن أن يكون لها تأثير تبريدي صافٍ على السكان.

وأشادت إديث دي جوزمان، المتخصصة في سياسة التكيف في مركز لوسكين للابتكار بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، بالباحثين، على عملهم.

وأكد مؤلفو الورقة البحثية أن النتيجة لا ينبغي أن تؤخذ على أنها علامة جيدة. فمن ناحية، من المرجح أن تكون مؤقتة فقط. وثانياً، تأتي الحماية، كما هي، فقط من الملوثات الضارة. ووافقت دي جوزمان على هذا الاستنتاج، قائلةً إن الاحترار المتسارع يعني أن «السكان الذين هم بالفعل عُرضة بشكل صارخ لمجموعة متنوعة من الظلم البيئي والمناخي سوف يكونون أكثر عرضة للخطر».

التخلص من التلوث الجوي يزيد الحرارة

ومع تطور البلدان اقتصادياً، تميل حكوماتها إلى تبني سياسات لتنقية البيئة من التلوث، ولكن مع صفاء الهواء، سوف تتعرض الفئات السكانية الضعيفة لخطر التعرض للحرارة الشديدة. وقد قدم كريستوفر شوالم، مدير برنامج المخاطر في مركز «وودويل لأبحاث المناخ»، مثال الصين، حيث بدأت الحكومة في تجهيز محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بتقنيات الحد من الانبعاثات مثل أجهزة التنظيف، لمنع السخام من التسرب من المنشأة. وقال إن مثل هذه التدابير جيدة لجودة الهواء، لكنها ستسمح بتسرب مزيد من الحرارة من الشمس.

الفقر يزيد تأثيرات ارتفاع الحرارة

وسوف يكون الأكثر تضرراً هم أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى مكيفات الهواء والمناطق المظللة. وأضاف شوالم: «كلما كنت أكثر فقراً، ارتفعت درجة الحرارة، حيث تكون الحرارة استعارة لجميع أشكال اضطراب المناخ».

وأوضح شوالم أن المجتمع العلمي لديه نحو ثلاثين نموذجاً مناخياً متطوراً للغاية يُنظر إليه بشكل جماعي على أنه «لجنة من الخبراء» حول مسار الانحباس الحراري العالمي. يعتقد أن دراسة الاحترار المتسارع مفيدة لأنها يمكن أن تساعد البلدان على التخطيط لتدابير التكيف مع المناخ وفهم مدى واقعية أهداف سياسة المناخ الحالية -أو عدمها.

تغيرات مناخية مؤثرة

في العام الماضي، لم يحقق العالم أهداف الانبعاثات من اتفاقية باريس لعام 2015، وهو في طريقه لفعل نفس الشيء هذا العام. أصبح العلماء أكثر صراحةً بشأن ما تسمى وفاة التزام اتفاقية باريس بالحفاظ على العالم دون زيادة في درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت)، في محاولات لإجبار صناع السياسات على التعامل مع حتمية موجات الحر المتفاقمة والأحداث الجوية المتطرفة القادمة.

يقدم مؤلفو ورقة ملبورن رؤى مطلوبة بشدة حول شكل المستقبل وكيف يجب على الدول الاستعداد: «يجب أن تشجع نتائجهم «استراتيجيات التكيف مع المناخ المستهدفة» الموجهة إلى أفقر المجتمعات الحضرية في جميع أنحاء العالم.

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».