الكرملين يطالب لندن بالاعتذار في قضية تسميم الجاسوس

رئيس الاستخبارات الروسية يعتبر تسميم سكريبال «استفزازاً فاضحاً»

رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين (رويترز)
رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين (رويترز)
TT

الكرملين يطالب لندن بالاعتذار في قضية تسميم الجاسوس

رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين (رويترز)
رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين (رويترز)

طالب الكرملين اليوم (الأربعاء) لندن «بالاعتذار» بعدما أعلن المختبر البريطاني الذي حلل المادة المستخدمة ضد العميل المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال أنه لا يملك دليلاً على أن مصدره روسيا.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية الثلاثاء الأربعاء إن «نظريتهم لن تتأكد بأي حال لأنه من المستحيل أن تتأكد». وأضاف أن «وزير الخارجية البريطاني الذي اتهم الرئيس (فلاديمير) بوتين ورئيسة الوزراء عليهم بشكل أو بآخر مواجهة زملائهم في الاتحاد الأوروبي، وعليهم بشكل أو بآخر تقديم اعتذاراتهم إلى روسيا».
من جانبه، صرح رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين اليوم (الأربعاء) بأن تسميم العميل المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال الذي اتهمت لندن موسكو بالوقوف وراءه يشكل «استفزازا فاضحا» من قبل الأجهزة الخاصة البريطانية والأميركية.
وقال ناريشكين في مؤتمر دولي حول الأمن في موسكو: «حتى في حالة الاستفزاز الفاضح الذي جرى مع سكريبال وابنته والمفبرك بشكل فاضح من قبل أجهزة بريطانيا والولايات المتحدة، لا يتردد جزء من الدول الأوروبية في اللحاق بلندن وواشنطن من دون أن يرف لها جفن».
من جهة أخرى، أكد ناريشكين أن على موسكو ودول الغرب أن تتجنب خطر تصعيد الأزمة الحالية بينها إلى مستوى يشبه أزمة الصواريخ الكوبية. وقال: «من المهم وقف المزايدات غير المسؤولة، ووقف استخدام القوة في العلاقات بين الدول لتجنب وصول الأمور إلى أزمة صواريخ كوبية ثانية»، في إشارة إلى أزمة عام 1962 بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة التي كادت أن تتسبب بنشوب حرب نووية. وأضاف: «على الأسرة الدولية العودة إلى حوار سليم لا يرتكز على الأهداف الأنانية لأطراف محددين بل على قيم حقيقية يتقاسمها كل الذين يحترمون المعايير الدولية».
وكان المختبر البريطاني الذي قام بتحليل المادة المستخدمة في تسميم الجاسوس السابق في إنجلترا، قد أقر أمس (الثلاثاء) بأنه لا يملك دليلا على أن هذه المادة مصدرها روسيا، وذلك عشية اجتماع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية طالبت به موسكو.
وكان غاري آيتكنهيد رئيس المختبر العسكري البريطاني في بورتون داون قال أمس (الثلاثاء): «تأكدنا أن الغاز هو نوفيتشوك، وتأكدنا أنه غاز للأعصاب من النوع العسكري»، لكن «لم نتمكن من تحديد مصدره». وأضاف أن تصنيع هذا الغاز يتطلب «أساليب متطورة للغاية»، وأن ذلك «يتطلب قدرات جهة تابعة للدولة».
وذكرت الحكومة البريطانية التي تحمل روسيا مسؤولية هذا الهجوم، على الفور بأن الأبحاث التي أجريت في بورتون داون لا تشكل سوى «جزء من المعلومات» التي تملكها.
وقال متحدث باسم الحكومة في بيان: «نعلم أن روسيا سعت، في العقد الأخير، إلى وسائل لإنتاج عناصر سامة بهدف تنفيذ اغتيالات، وقد أنتجت وخزنت كميات صغيرة من مادة نوفيتشوك». وأشار إلى «عمليات الاغتيال التي رعتها الدولة الروسية» وإلى تحول الجواسيس الروس السابقين «أهدافا» للكرملين.
وبعد أيام من تسميم سيرغي سكريبال وابنته يوليا في الرابع من مارس (آذار) في سالزبري (جنوب غربي إنجلترا)، وجهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أصابع الاتهام إلى موسكو. لكن موسكو نفت هذا الاتهام.
وأدى ذلك إلى أخطر أزمة دبلوماسية بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة مع تبادل طرد نحو 300 دبلوماسي.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.