بلجيكا تبدأ معركة مكافحة التمييز في العمل

مع تزايد استهداف المهاجرين غير الأوروبيين

بلجيكا تبدأ معركة مكافحة التمييز في العمل
TT

بلجيكا تبدأ معركة مكافحة التمييز في العمل

بلجيكا تبدأ معركة مكافحة التمييز في العمل

تعود المؤسسات الحكومية في بلجيكا إلى العمل اليوم الثلاثاء عقب انتهاء عطلة عيد الفصح أمس الاثنين، ومع عودتها للعمل يبدأ التطبيق الرسمي لإجراءات للكشف عن العنصرية والتمييز في سوق العمل، والتي دخلت حيز التنفيذ اعتباراً من 1 أبريل (نيسان) الحالي.
ومن خلال الإجراءات الجديدة، سيتمكن المفتش الاجتماعي من التظاهر بأنه أحد العملاء أو عامل محتمل في شركة، من أجل فضح التمييز المزعوم من جانب الشركة التي تستهدفها الرقابة وفقا للقانون المتعلق بأحكام التوظيف المختلفة، والتي نشرت يوم 15 يناير (كانون الثاني) الماضي، وجرى إعطاء مهلة للتطبيق الرسمي. وبعد تقديم شكوى أو تقرير، وبعد إجراء تحقيق في بيانات، يتم التركيز على مؤشرات موضوعية للتمييز، وستتاح الفرصة للمفتشين الاجتماعيين لتقديم أنفسهم كعملاء أو عملاء محتملين أو عمال محتملين للتحقق مما إذا كان التمييز القائم على معيار محمي قانونياً قد تم أو يتم الالتزام به.
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2016، قرر وزير العمل في حكومة بروكسل ديدير جوسين، إجراء اختبارات عملية للكشف عن التمييز العنصري في سوق العمل، ومواجهة هذا الأمر. ويتضمن الاختبار تقديم طلب باسم شخص بلجيكي وآخر باسم شخص من أصول أجنبية للحصول على فرصة للعمل في عدد من الشركات والمصانع، وإذا ثبت أن بعض الشركات تقوم بالرفض التلقائي للطلبات التي تحمل أسماء أجنبية، سيتم اتخاذ إجراءات ملاحقتهم قضائيا.
ولكن وبحسب الإعلام البلجيكي، فإن وزير العمل في حكومة العاصمة بروكسل لم يكن متأكدا من قانونية إجراء هذه الاختبارات، ولهذا قرر الاستعانة برأي مجلس الدولة وهو أعلى هيئة قضائية استشارية في البلاد. وفي الوقت نفسه فإنه بالتنسيق مع الفعاليات ذات الصلة بقطاع سوق التشغيل، جرى الإعلان وقتها أن هناك نية لاتخاذ خطوات مماثلة من جانب فيليب ميوترز وزير العمل في حكومة المنطقة الفلامانية من البلاد، وهي المنطقة القريبة من الحدود مع هولندا والتي تضم ما يزيد عن نصف سكان البلاد.
وقال برونو ديليل، رئيس المجموعة البرلمانية للخضر في برلمان بروكسل، إنه سعيد جدا بهذا التحرك، وأن الوزير خوسين بادر بالخطوة الأولى في هذا الاتجاه، مشيرا إلى أن «الدراسات تظهر أنه خلال السنوات الماضية كان هناك حضورا للتمييز العنصري في سوق العمل البلجيكي وبشكل واضح».
وفي النهاية، أدت كل هذه التحركات إلى التوصل لاتفاق بشأن إجراءات جديدة تتضمن التفتيش للكشف عن وجود أي مظاهر للعنصرية والتمييز في سوق العمل.
وفي نهاية عام 2015، تلقت بلجيكا انتقادات خارجية بسبب التقصير في إدماج المهاجرين في سوق العمل، وترتب على ذلك تزايد خطر الفقر بين هؤلاء، بحسب ما جاء في تقرير صدر عن منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، والتي أكدت بأن نسبة توظيف العاملين من أصول مهاجرة غير أوروبية تقل بمقدار 10 في المائة، عن نسب توظيف المحليين، مشيرة إلى أن «المشكلة ليست ضعف المؤهلات لدى هذه الشريحة»، وفق التقرير.
ويتحدث التقرير عن «تمييز واضح» تمارسه مكاتب العمل، بضغط من الشركات وأصحاب الأعمال، ضد الأشخاص من أصول مهاجرة غير أوروبية. كما يشير إلى وجود تعقيدات إدارية ومؤسساتية تعرقل دخول غير الأوروبيين إلى سوق العمل في بلجيكا، «والنتيجة هي ارتفاع معدلات الفقر والتهميش الاجتماعي في أوساطهم»، كما جاء في التقرير. ويوضح أن نسبة الفقر في أوساط المهاجرين غير الأوروبيين ترتفع بمقدار ثلاثة أضعاف عما هي لدى المحليين، ونوهت المنظمة إلى ضرورة الاهتمام بشكل خاص بعنصر الشباب من بين أبناء المهاجرين، وهو الأكثر تعرضاً للتهميش والتمييز حالياً.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قالت البرلمانية البلجيكية السابقة فوزية طلحاوي، وهي من أصل مغربي، إن «الأزمة المالية التي عرفتها أوروبا لعبت دورا كبيرا في تفاقم العنصرية بشكل كبير، وظهرت المعاناة واضحة في سوق العمل والسكن والتعليم ومجالات أخرى، ولا يقتصر الأمر على بلجيكا وحدها، فعلى سبيل المثال من الواضح تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا أوروبا خلال السنوات الأخيرة... ويعيش في بلجيكا مليون مسلم، لا بد على الساسة هنا أن يضعوا ذلك في الاعتبار لأنهم أصبحوا جزءا من المجتمع، ولا بد من حل مشكلاتهم ومنها العنصرية».



الذهب يسجل مكاسب ملحوظة مع تزايد المخاوف حول سياسات ترمب

سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)
سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)
TT

الذهب يسجل مكاسب ملحوظة مع تزايد المخاوف حول سياسات ترمب

سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)
سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)

ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ما زاد من الطلب على السبائك. بينما يترقب المستثمرون تقريراً هاماً عن الوظائف لتقييم الاتجاه المتوقع في سياسة خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس «الاحتياطي الفيدرالي».

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 2675.49 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 07:25 (بتوقيت غرينتش). حقق الذهب مكاسب تزيد على 1% في المائة حتى الآن هذا الأسبوع، متجهاً نحو تحقيق أكبر قفزة أسبوعية منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، وفق «رويترز».

وارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.3 في المائة إلى 2698.30 دولار للأوقية. ومن المقرر صدور تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة في وقت لاحق من اليوم.

وبحسب استطلاع أجرته «رويترز»، من المتوقع أن ترتفع أعداد الوظائف بمقدار 160 ألف وظيفة في ديسمبر (كانون الأول)، بعد قفزة قدرها 227 ألف وظيفة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال غيغار تريفيدي، المحلل الكبير في «ريلاينس» للأوراق المالية: «نتوقع أن يتراجع الذهب قليلاً إذا جاء تقرير الوظائف غير الزراعية أفضل من المتوقع».

وأشار تريفيدي إلى أن الذهب حصل على دعم بعد تقرير التوظيف الخاص الأضعف من المتوقع لشهر ديسمبر، ما عزز الفكرة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يحتاج إلى تبني نهج أقل تشدداً في سياسة خفض أسعار الفائدة.

وقد أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في «كانساس سيتي»، جيف شميد، يوم الخميس، إلى تردد البنك في خفض أسعار الفائدة مرة أخرى، في ظل اقتصاد مرن وتضخم يظل أعلى من هدفه البالغ 2 في المائة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن التعريفات الجمركية وسياسات الهجرة التي اقترحها ترمب قد تؤدي إلى إطالة أمد النضال ضد التضخم. ويتطلع المتداولون الآن إلى أول خفض لأسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، والذي من المتوقع أن يكون في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران)، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

وارتفعت الفضة 0.3 في المائة إلى 30.2 دولار للأوقية، في حين تم تداول عقد «كومكس» عند 31.17 دولار، وكلاهما قريب من أعلى مستوياته في شهر. وقال «دويتشه بنك» في مذكرة: «نتوقع أن تصمم الإدارة الأميركية القادمة سياسة اقتصادية وتجارية لتعزيز الرخاء الوطني، وأن يتعافى الفضة إلى جانب الذهب في النصف الثاني من عام 2025 إلى 35 دولارا للأوقية».

من ناحية أخرى، انخفض البلاتين 0.4 في المائة إلى 955.97 دولار، في حين ارتفع البلاديوم 0.9 في المائة إلى 934.16 دولار. ومن الجدير بالذكر أن المعادن الثلاثة في طريقها لتحقيق مكاسب أسبوعية.