رحلة صعبة لمانشستر سيتي إلى إيفرتون في مشوار حسم لقب الدوري الإنجليزي

الخطأ ممنوع على تشيلسي في مواجهة توتنهام... وليفربول في ضيافة كريستال بالاس

صلاح يتطلع لزيادة رصيده التهديفي (رويترز) - مانشستر سيتي يسعى لخطوة جديدة نحو لقب الدوري الإنجليزي (رويترز)
صلاح يتطلع لزيادة رصيده التهديفي (رويترز) - مانشستر سيتي يسعى لخطوة جديدة نحو لقب الدوري الإنجليزي (رويترز)
TT

رحلة صعبة لمانشستر سيتي إلى إيفرتون في مشوار حسم لقب الدوري الإنجليزي

صلاح يتطلع لزيادة رصيده التهديفي (رويترز) - مانشستر سيتي يسعى لخطوة جديدة نحو لقب الدوري الإنجليزي (رويترز)
صلاح يتطلع لزيادة رصيده التهديفي (رويترز) - مانشستر سيتي يسعى لخطوة جديدة نحو لقب الدوري الإنجليزي (رويترز)

يسعى مانشستر سيتي إلى الاقتراب خطوة إضافية من اللقب، عندما يحل ضيفا على إيفرتون، وذلك ضمن المرحلة الثانية والثلاثين من بطولة إنجلترا التي تشهد مباراة ساخنة بين تشيلسي وجاره توتنهام، على مقعد مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
وكان سيتي قد خسر آخر مباراة له على ملعب «غوديسون بارك» الخاص بنادي إيفرتون الموسم الماضي برباعية نظيفة؛ لكن الأمور تغيرت جذريا بالنسبة للفريق المتصدر هذا الموسم؛ حيث يغرد الفريق خارج السرب بفارق 16 نقطة عن منافسه المباشر وجاره في المدينة الواحدة مانشستر يونايتد، وقد يحسم اللقب في مواجهته مع الأخير الأسبوع المقبل على ملعب الاتحاد. لكن سيتي سيخوض مباراة قوية في دوري أبطال أوروبا الأربعاء المقبل؛ حيث يحل في ذهاب دور الثمانية ضيفا على ليفربول، الفريق الوحيد الذي هزمه في الدوري المحلي في مباراة مثيرة 4 - 3 في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقد يبدو لقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم على بعد خطوتين فقط من مانشستر سيتي؛ لكن النجم البلجيكي الدولي فينسنت كومباني قائد الفريق، يرى أن الفريق يحتاج لبذل كثير من الجهد عندما يحل ضيفا على إيفرتون. ويرى كومباني أن مباراة اليوم الصعبة تأتي في أهم فترة من الموسم الحالي، وأنها من أصعب الاختبارات، لا سيما أن الإسباني جوسيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي فشل في تحقيق الفوز في ثلاث مباريات خاضها أمام إيفرتون في الدوري الإنجليزي، بالموسمين الماضي والحالي.
وقال كومباني: «تبدأ مرحلة الحسم من الآن بالفعل... سنحل ضيوفا على إيفرتون في استاد غوديسون بارك، وعلى ليفربول في استاد آنفيلد». ويحتاج مانشستر سيتي لثلاثة انتصارات أخرى في المباريات الثماني المتبقية له في الموسم ليحسم لقب البطولة لصالحه. ولكن كومباني أكد أن فريقه لا يتعامل مع صراع اللقب على أنه أمر محسوم. وقال كومباني: «نعلم أنه بقدر ما كان فريقنا رائعا هذا الموسم، فإن هذه المباريات أمام فرق مثل مانشستر يونايتد الذي يريد أن يؤلمنا، دائما ما تكون صعبة».
ولم يعرف ما إذا كان مهاجم مانشستر سيتي الأرجنتيني سيرخيو أغويرو قد تعافى من إصابة في ركبته أبعدته عن مباراتي منتخب بلاده ضد إيطاليا وإسبانيا في الأيام الأخيرة، وقد قام بتدريبات خفيفة مع الجهاز الطبي للفريق. وأغويرو هو أفضل هداف في تاريخ مانشستر سيتي الذي انتقل إليه عام 2011. وقد سجل حتى الآن 199 هدفا؛ لكن هدفه الأخير كان في المباراة النهائية لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في مرمى آرسنال نهاية فبراير (شباط) الماضي. بيد أنه في حال عدم مشاركة أغويرو، فإن البديل جاهز بشخص البرازيلي غابريال جيزوس، الذي تعافى تماما من إصابة في ركبته أبعدته نحو شهرين عن الملاعب. وقد سجل جيزوس هدف منتخب البرازيل الوحيد في مرمى ألمانيا في مباراة ودية، الثلاثاء.
في المقابل، يأمل توتنهام في ضرب عصفورين بحجر واحد، عندما يحل ضيفا على جاره تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، وذلك من خلال تحقيق أول فوز له في عقر دار منافسه منذ 28 عاما، ما سيسمح له برفع الفارق عن تشيلسي إلى 8 نقاط، وبالتالي تعزيز مركزه الرابع. ولم يستبعد المدرب الأرجنتيني لتوتنهام ماوريتسيو بوكيتينو إمكانية مشاركة هداف الفريق هاري كين في المباراة، بعد أن تعافى مبكرا من إصابة بالتواء في أربطة الركبة.
وتعرض كين الذي سجل 31 هدفا في مختلف المسابقات هذا الموسم، للإصابة الشهر الماضي خلال مباراة فريقه ضد بورنموث، ولم يكن من المنتظر أن يستأنف التمارين قبل الشهر المقبل.
بيد أن بوكيتينو كشف أن تطور إصابة كين إيجابي، وقال في هذا الصدد: «يجب أن ندرس حالته جيدا. إنه متفائل جدا، وهو يقوم بعمل جيد. كل يوم يتطور». وأضاف: «سندرس حالته في الأيام القليلة المقبلة. من الصعب الآن قول نعم أم لا (بخصوص مشاركته). لا أستطيع قول لا؛ لكن لا أستطيع قول نعم أيضا». وأضاف: «ربما الأسبوع المقبل؛ لكن الأمر الأهم هو أننا متفائلون فيما يتعلق بتعافيه، ونقوم بعمل رائع ونحن سعداء». وأوضح: «بعد المباراة ضد بورنموث، أعتقد الجميع بأن غيابه سيكون طويلا؛ لكن تعافيه كان رائعا».
ويرى البرازيلي لوكاس مورا نجم خط وسط توتنهام، أن فريقه يستطيع كسر سجله الخالي من الانتصارات على هذا الملعب منذ 28 عاما. وقال مورا: «كنت أنتظر هذا النوع من المباريات... الدوري الإنجليزي هو أفضل دوري في العالم، وأشعر بالسعادة لوجودي هنا والمشاركة في ديربي لندن... إنها مباراة كبيرة للغاية. أنتظرها بلهفة، والفريق كله سيكون على استعداد لها». وتبدو الضغوطات على تشيلسي حامل اللقب الموسم الماضي كبيرة؛ لأن الخسارة تعني تراجع آماله بنسبة كبيرة في المشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل، وربما تطيح بمدربه الإيطالي أنطونيو كونتي من منصبه.
وعلى ملعب «أولدترافورد»، سيترقب الجميع قرار مدرب مانشستر يونايتد البرتغالي جوزيه مورينيو، بإشراك لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا من عدمه، عندما يواجه سوانزي سيتي. وسجل بوغبا نقاطا خلال مباراة منتخب بلاده ضد روسيا؛ حيث سجل هدفا من ركلة حرة مباشرة وساهم بتمريرة حاسمة سجل منها كيليان مبابي هدف الافتتاح (3 - 1). وما يعزز من حظوظ بوغبا في المشاركة بعد الابتعاد عن التشكيلة الأساسية في المباريات الأخيرة ليونايتد، أن اللاعب الذي حل بدلا منه أساسيا، وهو الاسكوتلندي سكوت ماكتوميني، عاد من مباراة منتخب بلاده مصابا في ربلة الساق.
يذكر أن بوغبا لم يسجل في صفوف يونايتد منذ أن زار شباك نيوكاسل في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
ويستطيع ليفربول انتزاع المركز الثاني من مانشستر يونايتد لبعض الوقت، حيث يفتتح الفريق فعاليات المرحلة في ضيافة كريستال بالاس في وقت مبكر اليوم. وعاد اللاعب آدم لالانا إلى حسابات الألماني يورغن كلوب المدير الفني لليفربول بعد تعافيه من الإصابة التي أفسدت موسمه. وقال لالانا، على موقع النادي بالإنترنت: «كان تحديا صعبا بالنسبة لي هذا الموسم... عدت للعمل مع المراحل الأخيرة في الموسم، ويجب أن أنظر للإيجابيات». وأضاف: «ننتظر بطولة كأس العالم، كما لا يزال لدي بعض المباريات المهمة في المراحل الأخيرة من الدوري الإنجليزي، وكذلك دور الثمانية في دوري الأبطال الأوروبي».
وفي قاع جدول المسابقة، يتطلع وست بروميتش ألبيون صاحب المركز الأخير، إلى حصد النقاط الثلاث في مباراته أمام ضيفه بيرنلي، من أجل تقليص فجوة النقاط العشر التي تفصله عن مراكز البقاء في دوري الدرجة الممتازة. ويحل ستوك سيتي صاحب المركز قبل الأخير ضيفا على آرسنال غدا، فيما يحل ساوثهامبتون صاحب المركز الثامن عشر ضيفا على وستهام اليوم. وفي باقي مباريات المرحلة، يلتقي نيوكاسل مع هيدرسفيلد، وواتفورد مع بورنموث، وبرايتون مع ليستر سيتي اليوم.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».