انطلاق معرض الرياض الدولي من أجل تعزيز مختلف القطاعات المغربية في بلدان الخليج العربي

تجاوز تبادلها التجاري مع السعودية سبعة مليارات دولار في 2014

انطلاق معرض الرياض الدولي من أجل تعزيز مختلف القطاعات المغربية في بلدان الخليج العربي
TT

انطلاق معرض الرياض الدولي من أجل تعزيز مختلف القطاعات المغربية في بلدان الخليج العربي

انطلاق معرض الرياض الدولي من أجل تعزيز مختلف القطاعات المغربية في بلدان الخليج العربي

تنطلق اليوم الأحد الدورة الأولى للمعرض الدولي للرياض، من أجل تعزيز مختلف القطاعات المغربية في بلدان الخليج العربي، وتمتد فعالياتها حتى 25 يونيو (حزيران)، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وفي غضون ذلك، توقع رئيس مجلس الأعمال السعودي المغربي زيادة نمو حجم التجارة بين البلدين إلى 24 مليار درهم مغربي (2.7 مليار دولار) مع مطلع عام 2015، مع افتتاح خط للنقل البحري المباشر، مشيرا إلى أن الخط الجديد سيختصر المدة الزمنية التي يستغرقها النقل إلى ثلاثة أيام. ولفت محمد الحمادي، رئيس مجلس الأعمال المشترك، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى قرب إطلاق مشروع إنشاء صندوق استثمار موجه لتمويل الشركات الصغرى والمتوسطة في المغرب، متوقعا زيادة تدفقات المشروعات المشتركة من خلال المساهمة التمويلية.
ونوّه بأن المجلس يبذل جهودا حثيثة لتحقيق تأسيس الصندوق، برأسمال أولي يبلغ 500 مليون دولار، تسهم فيه مختلف الكيانات والمؤسسات الحكومية من البلدين، مشيرا إلى الجهود الرامية لتوفير قاعدة بيانات تهدف إلى دعم رجال الأعمال في البلدين وتنفيذ المشروعات المحتملة في غضون المرحلة المقبلة.
من جهته، كشف تقرير صدر عن المركز المغربي لإنعاش الصادرات في الدار البيضاء، أن حجم التجارة ما بين السعودية والمغرب، شهد نموا كبيرا من 11.3 مليار درهم مغربي عام 2009 إلى 22.45 مليار درهم مغربي (2.7 مليار دولار) في 2013. وتتركز الصادرات السعودية إلى المغرب في النفط الخام والبلاستيك، فيما تتركز الصادرات المغربية للسعودية في المواد الغذائية والأدوية والسيراميك والحمض الفسفوري.
يشار إلى أن المكتب المغربي لإنعاش الصادرات يشارك بوفد تجاري يرأسه محمد عبو، الوزير المنتدب لدى وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي. ويضم الوفد المغربي 15 شركة تمثل قطاعات البناء والأشغال العمومية، ومواد البناء، والكهرباء والإلكترونيات، والصيدلة، والسيارات والنسيج، وتكنولوجيا المعلومات والاتصال، بالإضافة إلى قطاع الصناعات التقليدية الفاخرة.
وتركز مشاركة المكتب المغربي لإنعاش الصادرات في معرض الرياض على عرض القدرات الإنتاجية الوطنية في إطار يعكس الهندسة المعمارية المغربية. ويصنف المعرض الدولي للرياض كحدث رئيس مهم في منطقة الشرق الأوسط، كما يعتبر بمثابة ملتقى للتقابل بين مهنيي دول مجلس التعاون الخليجي.
ويغلب على المعرض التجاري طابع الصبغة المؤسساتية، وتنظيمه ندوات وورش عمل حول القضايا الاقتصادية، حيث تعتبر هذه المهمة التجارية فرصة للمقاولات المغربية للالتقاء بصناع القرار داخل الشركات السعودية والخليجية الكبرى. وتسعى البعثة المغربية من خلال تنظيم لقاءات «BTOB»، إلى تسليط الضوء على قدرات وإمكانات مختلف القطاعات المغربية، وإبراز التطور الذي تعرفه السعودية في المجال الاقتصادي والتجاري في الأسواق الاستراتيجية لدول مجلس التعاون الخليجي.
وتهدف المشاركة المغربية في هذه الدورة إلى الوصول لرؤية موحدة، وإنعاش مختلف القطاعات الممثلة في المعرض، وكذلك إبراز القدرات والإمكانات التي تزخر بها مختلف القطاعات في الرباط.
وكانت العلاقات الأخوية والشراكات الاقتصادية بين المغرب والسعودية تلقّت خلال عام 2013 دفعة قوية، تؤكدها الزيارات المتبادلة واللقاءات المتعددة، بين كبار المسؤولين بالبلدين، مما أسهم في فتح آفاق جديدة للفاعلين الاقتصاديين. وسجلت الصادرات المغربية باتجاه السعودية نحو 486 مليون درهم (58.9 مليون دولار) خلال سنة 2013، في حين تجاوزت المبادلات الاقتصادية بين البلدين سبعة مليارات دولار في عام 2014.
وتعد السعودية المصدر الخامس عشر على مستوى العالم، وتشكل التجارة أكثر من 80 في المائة من الناتج الداخلي الخام لهذا البلد، حيث تحقق المملكة فائضا في ميزانها التجاري، الذي يتغير بحسب تقلبات أسعار النفط والطلب الدولي عليه. ويدعم ذلك مشروع الخط البحري الجديد بين جدة والدار البيضاء، من خلال تقوية الروابط التجارية ودعم الاستثمار بين البلدين، من أجل فتح آفاق جديدة لمختلف الفاعلين بالجزيرة العربية، وتمكين نظرائهم المغاربة من تعزيز حضورهم بالسوق الخليجية الواعدة.
وكان مجلس الأعمال المشترك للكونفيدرالية العامة للمقاولات المغربية، نظم بالتعاون مع المكتب المغربي لإنعاش الصادرات الدورة الأولى لمعرض الاستثمار المغربي - السعودي، من 4 إلى 6 يونيو 2014.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.