مضاعفة أسعار «شاليهات جدة» بسبب الإقبال

على الرغم من ارتفاع أسعار الإيجارات في شاليهات جدة وبعض الاستراحات، فإن نسبة الحجوزات قبيل فترة العيد بلغت 100 في المائة، بينما بلغ متوسط سعر الليلة الواحدة خلال أيام العيد خمسة آلاف ريال، أي ما يعادل عشرين ألف ريال قيمة أربعة أيام العيد في الشاليهات التي تقوم بتأجير فترة العيد متواصلة وترفض تأجير يوم أو يومين.
وأرجع عاملون في الشاليهات بجدة ارتفاع الأسعار إلى زيادة الطلب من قبل العائلات على استئجارها، إلى جانب الفعاليات والبرامج الترفيهية، والخدمات المميزة التي تقدم للمستأجرين في فترة الأعياد، مما يضطرهم إلى رفع الأسعار.
وبيّن وائل مرشد، الذي يعمل مسؤول حجوزات في أحد الشاليهات شمال جدة، أنهم غالبا ما يقومون بالتنظيم والتخطيط لبرنامج ترفيهي مميز طيلة فترة العيد، بهدف إدخال المتعة والبهجة على تلك الأسر وأطفالهم، وهذه البرامج التي يتم التخطيط لها، والشخصيات التي يتم استضافتها في فترة العيد تقوم إدارة الشاليهات بدفع أجرهم، إلى جانب بعض الأمور التي تجبرهم على رفع الأسعار في مثل تلك المواسم».
ولفت إلى أن تفاوت أسعار الشاليهات خلال فترة العيد يعود إلى موقع الشاليه، وقربه أو بعده من البحر، كما أن الشاليهات التي تضم مسابح خاصة أيضا لها سعر مختلف، وبيّن أن هناك شاليهات صغيرة عبارة عن غرفة وصالة ودورة مياه ومطبخ، يكون سعرها عادة أقل من الفيللا التي غالبا ما تكون عبارة عن دورين وثلاث غرف نوم وصالتين وثلاث دورات مياه ومسبح خاص، إضافة إلى أن قرب الشاليه وبعده عن البحر له دور أيضا في ارتفاع أو انخفاض السعر.
وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار غير المعقولة في الشاليهات، فإن «أبو عمر» يضطر كل عام إلى أن يستأجر فيها خلال فترة العيد، معتبرا أنها أفضل مكان يمكن أن تقضي فيه الأسرة إجازتها، متسائلا لماذا لا تقوم الشاليهات بتأجير يوم أو يومين، حتى يستطيع الشخص دفع مبلغ بسيط بدلا من دفع قيمة أربعة أو خمسة أيام، مطالبا في الوقت ذاته بالرقابة وتحديد أسعار إيجار الشاليهات من قبل الجهة المختصة، لا سيما أنه بعد انتهاء موسم العيد سوف تأتي المدارس وتحتاج الأسرة إلى مصاريف أخرى.
ووفقا لـ«أبو عمر» الذي بيّن أن أسعار الشاليهات هذه السنة في نفس موسم العام الماضي ارتفعت بنسبة 100 في المائة عن العام الماضي، فإنه «العام الماضي استأجرت الشاليه خلال أربعة أيام العيد بسبعة آلاف ريال، بينما بلغ هذه السنة 14 ألف ريال لمدة أسبوع على اعتبار أن هذه الإجازة أطول من العام الماضي وإدارتهم قررت تأجيرها لمدة أسبوع بهذا المبلغ». من جهته بين أحمد المنصور، موظف في إدارة وحجوزات الشاليهات، أن الحجز للشاليه يبدأ من أواخر شهر رمضان، مشيرا إلى أنه في تلك الفترة من كل عام تكون جميع الشاليهات مستوفية للحجوزات، سواء للمواطنين والمقيمين من داخل مدينة جدة أو من المناطق المجاورة، كالرياض ومكة والمدينة وهم أكثر المستأجرين. وقال: «غالبا ما ننهي حجوزات الشقق والفيللات في العشر الأواخر من رمضان، بحيث تكون جميع أيام العيد محجوزة لمدة لا تقل عن أسبوع أو عشرة أيام، ويبدأ سعر تأجيرها من سبعة آلاف ريال، ويصل إلى 25 ألف ريال، وهناك بعض الشاليهات التي يزيد سعرها على ذلك وفقا لعدد الأيام التي يتم حجزها».
فاطمة الغامدي موظفة في أحد القطاعات الخاصة وأم لثلاثة أطفال، اعتادت سنويا أن تسافر لقضاء إجازة العيد هي وأبناؤها وزوجها خارج المملكة، إلا أن الظروف السياسية التي تشهدها بعض الدول العربية جعلتها تقرر قضاء إجازة العيد داخل المملكة، وفي شاليهات جدة ومتنزهاتها.
إلا أن الغامدي استنكرت مدى استغلال الشاليهات والمنتجعات وحتى الملاهي والمتنزهات، للمواطنين الراغبين في قضاء عطلة العيد في بلادهم، مبينة أن المبلغ الذي اضطرت إلى دفعه في إجازة العيد داخل المملكة أكثر بكثير من الذي كانت تدفعه وهي تقضي عطلتها خارج المملكة، وقالت: «للأسف فوجئت كثيرا بأسعار الشاليهات والأماكن الترفيهية والمطاعم، وحتى القوارب البحرية والألعاب المائية أسعارها خيالية».
من جهته يرى عبد الهادي العايدي، مدير منتجع بحري، أن موسم العيد يعتبر من أهم المواسم لأصحاب الشاليهات، فهو يمثل موسما قويا لتعويض الركود الذي يشهدونه على مدار العام، مشيرا إلى أن الأسعار في تزايد مستمر من عام إلى عام وتتفاوت وفقا لإمكانات كل شاليه وخدماته التي يقدمها للمستأجرين. ارتفاع الأسعار وقلة الدخل جعلا فهد الأحمدي ذا الأربعين عاما، مدرس لغة عربية للمرحلة الابتدائية وأب لأربعة أطفال، يقرر قضاء إجازة العيد مع أسرته وفي بعض الملاهي والمتنزهات ذات الأسعار المعقولة، وقال: «أول أيام العيد نقضيها في الزيارات العائلية، وبعد ذلك أذهب أنا وعائلتي للملاهي والبحر». وأضاف: «كنت أرغب وأبنائي في قضاء إجازة العيد مع أسرتي في أحد الشاليهات، إلا أن ارتفاع سعرها حال دون ذلك، فإيجار الشاليه خلال فترة العيد قد يصل إلى نصف إيجار الشقة التي أسكنها في عام كامل». وقرر محمد الحربي، في الخامسة والثلاثين من عمره ويعمل موظفا حكوميا، أن يبدأ بالبحث عن استراحة ليقضي فيها وأسرته أيام العيد، نظرا لارتفاع أسعار الشاليهات المطلة على البحر، إلا أنه فوجئ أيضا بأن بعض الاستراحات بدأت تتبع أسلوب الشاليهات في التأجير ورفع الأسعار. وقال: «اعتدت وأسرتي على قضاء العيد والإجازة الصيفية في الشاليهات، ولكن بعد ارتفاع الأسعار منذ أكثر من سنتين وأنا أقضي العيد مع أسرتي وأقاربي في إحدى الاستراحات، ولكن للأسف هذا العام فوجئت بأن الاستراحات أيضا ارتفعت أسعارها للضعف، كما أنهم يرفضون أن يؤجروا لمدة يوم أو يومين، بل اتبعوا طريقة الشاليهات في التأجير خلال فترة العيد فيقومون بتأجير الاستراحة لمدة أسبوع أو عشرة أيام».
وبيّن أن ثمن إيجار الليلة الواحدة في الاستراحات يصل إلى 800 ريال وأحيانا 1000 ريال، وقال: «يتراوح ثمن أجرة الاستراحة خلال فترة العيد بين أربعة وخمسة آلاف ريال، إلى جانب المصروفات الأخرى كالأكل والشرب واحتياجات الإقامة داخل الاستراحة. أعتقد أنني سأصرف قرابة ثمانية آلاف ريال خلال فترة العيد، وهذا كثير على رجل ذي دخل محدود لا يتجاوز دخله خمسة آلاف ريال شهريا».