مقتل قيادي حوثي وفرار آخرين بمعارك قبيطة لحج

عناصر من قوات الجيش اليمني بعد تحطيمهم دبابة تابعة للحوثيين في مديرية الشريجة التابعة لمحافظة لحج (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الجيش اليمني بعد تحطيمهم دبابة تابعة للحوثيين في مديرية الشريجة التابعة لمحافظة لحج (أ.ف.ب)
TT

مقتل قيادي حوثي وفرار آخرين بمعارك قبيطة لحج

عناصر من قوات الجيش اليمني بعد تحطيمهم دبابة تابعة للحوثيين في مديرية الشريجة التابعة لمحافظة لحج (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الجيش اليمني بعد تحطيمهم دبابة تابعة للحوثيين في مديرية الشريجة التابعة لمحافظة لحج (أ.ف.ب)

قُتل قيادي حوثي بارز في محافظة لحج، جنوب شرقي صنعاء، وسقط قتلى وجرحى آخرون في الجبهة ذاتها وبقية الجبهات القتالية الملتهبة في تعز والجوف، وذلك بمعارك مع الجيش الوطني المسنود بتحالف دعم الشرعية في اليمن. ونفذت قوات الجيش الوطني، أول من أمس، عملية عسكرية واسعة لاستكمال تحرير ما تبقى من مديرية القبيطة شمالي محافظة لحج، والتوجه نحو تعز لفك الحصار عنها.
وتمكنت قوات الجيش - خلال الساعات الأولى للعملية - من تحرير مناطق «نجد الوزف» ومنطقة «نجد عراضب» وموقع السنترال في عنفات، كما تمكنت من تطهير مدرسة الفلاح التي كانت تستخدمها ميليشيا الحوثي الانقلابية مقراً لعملياتها القتالية، وتتقدم القوات نحو «نجد قفل» وتفرض عليه حصاراً خانقاً تمهيداً لاستكمال تحريره خلال الساعات المقبلة.
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال المتحدث باسم قوات الشرعية في مديرية القبيطة بلحج، علي منتصر القباطي، إن «الجيش الوطني والمقاومة الشعبية أحرزا تقدماً في القبيطة، وذلك بعد قرار من القيادة العليا وقيادة التحالف العربي باستكمال تحرير ما تبقى من المواقع التي ما زالت خاضعة لسيطرة الانقلابيين في القبيطة، ومن ثم التحرك نحو مديرية الراهدة لتطهيرها».
وأكد، أن «المواقع التي تم تحريرها من قبضة الانقلابيين: نجد الوزف ونجد عراضب والتبة الحمراء وموقع السنترال في عنفات ومدرسة الفلاح الذي كانت الميليشيات الانقلابية تستخدمه مقراً لعملياتها العسكرية وتطهير منطقة الحلاجيم كاملة، إضافة إلى تطهير منطقة نجد الاخمار، الموقع الذي يطل على ربوع حذابة ومناطق الحنكة، علاوة على اغتنام معدل 12 - 7 ومدفع 23». لافتاً إلى أن «المعارك مستمرة وسط تقدم القوات وإطباق الحصار على الانقلابيين في نجد قفل».
كما أكد «مقتل القيادي البارز مشرف الحوثيين في المديرية المدعو جلال الاقعش في المعارك، إضافة إلى مرافقيه وعدد من الانقلابيين في بقية الجبهات وسقوط عشرات الآخرين جرحى، وفرار ما تبقى منهم باتجاه الراهدة». وبالتزامن مع المعارك العنيفة التي تشهدها الجبهة الغربية لتعز وأشدها جبهة مقبنة والضباب، اندلعت معارك عنيفة بين الجيش الوطني من اللواء 22 ميكا وميلشيات الحوثي الانقلابية في مختلف جبهات تعز، وأعنفها في الجبهات الشرقية والشمالية لتعز، وسط تقدم قوات الجيش الوطني وسقوط قتلى وجرحى من صفوف ميليشيات الانقلاب، في الوقت الذي شنت هجومها العنيف على مواقع الانقلابيين في العبيلية والصلة بمنطقة المفاليس بمديرية حيفان الريفية، جنوباً.
جاء هذا في الوقت الذي تواصل قوات الجيش الوطني عملياتها العسكرية في مديرية برط العنان بمحافظة الجوف، شمال صنعاء، وسط تقدم جديد والسيطرة على أحد الجبال الاستراتيجية المطلة على خط المهور ومواقع جديدة تقع بين جبل الظهرة ومعسكر طيبة الاسم الذي يقع تحت قبضة الجيش الوطني، بعد معارك عنيفة سقط فيها قتلى وجرحى من الانقلابيين، علاوة على اغتنام الجيش الوطني عدداً من الأسلحة والذخائر التي تركتها الميليشيات الانقلابية قبل فرارها من مواقعها. حسب ما أكده مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط».
وقال القيادي في الجيش الوطني، نائب ركن التوجيه في «اللواء 22 ميكا»، عبد الله الشرعبي، لـ«الشرق الأوسط»: إن «الجيش الوطني يواصل عملياته العسكرية التي أطلقها مؤخراً، وبإسناد من قوات التحالف، في تنفيذ الخطط المرسومة له لتحرير محافظة تعز من ميليشيات الحوثي الانقلابية، حيث تمكن خلال الساعات الماضية أفراد اللواء 22 ميكا في الجبهة الشمالية، قطاع الزنوج، من السيطرة على عدد من المباني والمواقع القريبة من تبة البطانية والكمبتين محيط جبل الوعش بعد معارك شرسة مع ميليشيات الحوثي الانقلابية، في حين ردت هذه الأخيرة على خسائرها بإمطار الأحياء السكنية بالهاوزر وقذائف الهاون وانفجارات تهز المنطقة».
وبالانتقال إلى جبهة ميدي بمحافظة حجة المحاذية للسعودية، شمال غربي اليمن، قالت مصادر عسكرية: إن «قوات الجيش الوطني باشرت عملية تمشيط واسعة لمواقع في الجبهة واستهدفت بمدفعيتها مواقع وتمركز الميليشيات الانقلابية من خلال شن الهجوم المباغت والقصف المفاجئ مكبدة إياهم الخسائر البشرية والمادية الكبيرة»..
كما سقط قتلى وجرحى من الميليشيات الانقلابية في مواجهات مع الجيش الوطني بجبهة صرواح، غرب مأرب، عقب إفشال الجيش الوطني محاولة تسلل إلى مواقعه جنوب الجبهة، في حين كثفت مدفعية الجيش الوطني من قصفها على مواقع وتجمعات الانقلابية في مواقع متفرقة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.