شعارات الناخبين: الجندي في الميدان والشعب أمام اللجان

TT

شعارات الناخبين: الجندي في الميدان والشعب أمام اللجان

لم يكن العلم المصري، هو الراية الوحيدة التي حرص الناخبون على حملها خلال اصطفافهم أمام لجان الاقتراع، في أنحاء مختلفة من البلاد، أمس، لكن بعضهم حمل صوراً لشهداء من قوات الجيش والشرطة، سقطوا في اشتباكات مع إرهابيين، أو خارجين على القانون، بجانب لافتات أخرى تشدد على حب مصر، وتحذر من المساس بأمنها واستقرارها.
أمام مدرسة الحرية بمنطقة فيصل بمحافظة الجيزة، التي تضم عدة لجان، ارتفعت صور للشهيد أحمد محروس الذي استشهد في عملية إرهابية بمحافظة شمال سيناء، حملتها سيدات اكتسين بثياب سوداء، في مشهد ارتفعت فيه الزغاريد، وهتافات حماسية، تصدّرها نشيد قوات الصاعقة المصرية، «قالوا إيه علينا».
إحدى الناخبات قالت لـ«الشرق الأوسط» بنبرة فرح: «أنا شاركت من أجل الحفاظ على بلدي، وليس لشخص مُعين»، وحين سألتها أنها أي المرشحين اختارت ردت بحماس: «انتخبت السيسي طبعاً».
الروح الحماسية التي ظهرت، على الرغم من قلة تدفق الناخبين مع الساعات الأولى لفتح باب الاقتراع، عبّر عنها البعض بترديد شعارات يتم ترويجها في الفضائيات المصرية، تحذر من أن تتحول مصر إلى «طابور من اللاجئين» في إشارة إلى ما يجري في بعض الدول العربية.
غير أن الهتاف الذي بدا وكأن المواطنين يتناقلونه من فم إلى فم، حتى أصبح الأكثر انتشاراً، أمس، هو «الجندي في الميدان والشعب أمام اللجان» في دلالة على العملية العسكرية الشاملة التي تجريها القوات المسلحة المصرية في سيناء منذ التاسع من فبراير (شباط) الماضي للقضاء على الإرهاب.
وقالت والدة الشهيد محروس في تصريحات تناقلتها الفضائيات، أمس، إنها «أدلت بصوتها في الانتخابات دفاعاً عن مصر، في مواجهة (المجرمين) الذين يستهدفون البلاد بالعمليات الإرهابية»، ورأت أن «الشعب كله يجب أن يشارك بصوته للرد عليهم».
وأشارت إلى أن نجلها أحمد محروس ضحى بروحه هو وزملاؤه من أجل مصر، وبالتالي «يجب علينا أن نقف مع البلاد كي لا ندع فرصة (للمجرمين) أن ينتصروا علينا»، وعلى حد قولها: «يكفي أنهم بيحاربوا الأعداء نيابة عن الشعب».
وطافت سيارات تحمل مكبرات صوت، مناطق عدة في شوارع محافظتي القاهرة والجيزة، تردد الأغاني الوطنية لفنانين مشهورين مثل حكيم ومحمد فؤاد، وشادية، كما انطلقت حملة بعنوان «خليك إيجابي... انزل انتخب» في شوارع منطقة فيصل، يقودها عدد من شباب المنطقة يرتدون قمصاناً موحدة.
وشوهدت سيدة عجوز تلف جسدها بعلم مصر، وتتجول في شارع العشرين بالمنطقة ذاتها، برفقة عشرات السيدات، لحث المواطنين على النزول والمشاركة في الانتخابات، وهن يهتفن في المواطنين بصوت عال: «انزل شارك انزل شارك.... مصر بلدنا فيها معارك». ووصف المحامي طارق زغلول المدير التنفيذي للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، الشعارات الحماسية التي تصدر عن المواطنين في الأجواء الانتخابية بـ«أنها نابعة من القلب»، خاصة أنها تأتي على خلفيات عمليات إرهابية وقعت في البلاد مؤخراً.
وأضاف زغلول في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أن «حب الجيش محفور في عقول المصريين، وأي مساس به ستجد هناك حالة من رد الفعل القوي»، لافتاً إلى أن شعار «الجندي في الميدان والشعب أمام اللجان» هو انعكاس لهذه الروح التي تؤكد على أنه إذا كانت القوات المسلحة تحارب على الجبهة فهناك من يحارب في الداخل حفاظاً على مستقبل البلد. وأشار إلى أن المنظمة المصرية لحقوق الإنسان شكلت غرفة عمليات وشبكة من المتابعين للانتخابات في أنحاء البلاد لتلقي أي شكوى تتعلق الانتهاكات التي تمس العملية الانتخابية.
وتشهد محافظة شمال سيناء عمليات عسكرية موسعة ضد «الجماعات الإرهابية» هناك، في وقت وقعت عملية إرهابية في محافظة الإسكندرية، السبت الماضي، حاولت استهداف مدير الأمن اللواء مصطفي النمر قبل بدء الماراثون الانتخابي بـ48 ساعة، وصفها مراقبون بأنها تستهدف ترويع الناخبين وتخويفهم من النزول للإدلاء بأصواتهم، لكن حقوقيين متابعين قالوا إن يوم أمس شهد إقبالاً متوسطاً يتوقع أن يتزايد خلال اليوم وغداً.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.