مقتل فلسطيني واقتحام 200 مدينة وقرية ومخيم وتفتيش 1150 موقعا والمعتقلون 370

حملة الدهم والتفتيش دخلت أسبوعها الثاني والرئيس الإسرائيلي مع {دولة للجميع}

قوات أمن إسرائيلية تراقب فلسطينيا يؤدي صلاة الجمعة في القدس أمس (أ.ف.ب)
قوات أمن إسرائيلية تراقب فلسطينيا يؤدي صلاة الجمعة في القدس أمس (أ.ف.ب)
TT

مقتل فلسطيني واقتحام 200 مدينة وقرية ومخيم وتفتيش 1150 موقعا والمعتقلون 370

قوات أمن إسرائيلية تراقب فلسطينيا يؤدي صلاة الجمعة في القدس أمس (أ.ف.ب)
قوات أمن إسرائيلية تراقب فلسطينيا يؤدي صلاة الجمعة في القدس أمس (أ.ف.ب)

واصلت القوات الإسرائيلية أمس، حملة التفتيش والدهم التي بدأتها قبل أكثر من أسبوع في الضفة الغربية، وكثفت عملياتها بحثا عن ثلاثة مستوطنين مفقودين منذ ثمانية أيام، هم غلعاد شاعر (16 عاما)، ونفتالي فرانكيل (16 عاما)، وهو إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية، وإيال يفراح (19 عاما). واعتقلت قوات الاحتلال ليلة أمس، خمسة وعشرين شخصا في نحو مائتي مدينة وبلدة ومخيم للاجئين في الضفة الغربية، ليصل إجمالي من اعتقلتهم منذ بداية الحملة إلى ثلاثمائة وثلاثين فلسطينيا، بينهم مائتان وعشرون من حماس التي تتهمها إسرائيل بخطف المستوطنين الثلاثة بالقرب من مستوطنة إسرائيلية في الثالث عشر من يونيو (حزيران) الحالي.
وقالت مصادر الجيش الإسرائيلي، إنه فتش نحو 1150 موقعا في الضفة الغربية حتى صباح أمس، وشن حملة على منظمات إغاثة تتهمها السلطات الإسرائيلية بمساعدة حركة حماس، حيث هاجم الجنود ثلاثين موقعا ومكتبا لثلاثين جمعية ومنظمة.
ونقلت {رويترز} عن إسماعيل السرحان، وهو موظف شهد الواقعة، قوله، إن الجيش الإسرائيلي، اقتحم مكتبا للجمعية الإسلامية الخيرية في الخليل، وصادر ملفات وأجهزة كومبيوتر، على الرغم من أن المكتب تابع للسلطة الفلسطينية.
من جهتها، لم تنف حماس مسؤوليتها عن خطف المستوطنين الثلاثة ولم تؤكدها أيضا. وقال سامي أبو زهري، الناطق باسمها، في مؤتمر صحافي عقد في غزة، إنه بغض النظر عن الجهة المسؤولة عن خطف المستوطنين، فإن {المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني بكل أشكالها وذلك من أجل تحرير الأرض والمقدسات والأسرى}.
وقال شهود عيان في رام الله لـ{الشرق الأوسط}، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، جابت شوارع المدينة ليلة أمس، وإنها تعمد إلى استخدام عبوات صغيرة لتفجير أبواب البيوت المغلقة لفتحها، وتروّع سكانها. وشملت حملتها أمس، منطقة الطيرة ومدينة البيرة. ونكل الجنود بالمواطنين، وعمد بعضهم إلى التخريب وخلط المواد التموينية داخل البيوت التي اقتحموها.
كما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة عسكرية على بيت فوريك، واجتاح مئات الجنود مخيم الدهيشة القريب من بيت لحم، وأغلقت بوابة الفصل العنصري في قلندية، وأصيب خلال ذلك، ثلاثة شبان إصابات بالغة. واقتحم الجنود الجامعة الأميركية في جنين، بعد اقتحام جامعة بير زيت أول من أمس. وحطم مستوطنون سيارات لمواطنين فلسطينيين على طرق رام الله/ نابلس/قليلية، ومنعت قوات الاحتلال سيارات الخليل من مغادرة المدينة المحاصرة.
وبلغت الحملة العسكرية الإسرائيلية ذروتها، بمقتل فتى فلسطيني في الرابعة عشرة من عمره في قرية دورا جنوب الخليل، حسبما أفادت، أمس، مصادر أمنية وطبية فلسطينية، قالت إن محمد دودين (14 عاما) قتل بالرصاص خلال مواجهات، بعد توغل الجيش الإسرائيلي في بلدة دورا، في إطار العملية التي أطلقها بحثا عن المستوطنين المفقودين الثلاثة.
وأضافت مصادر فلسطينية، أن فتى فلسطينيا آخر، كان في وضع حرج صباح أمس، بعد إصابته بجروح في الرأس، خلال مواجهات مع جنود إسرائيليين بالقرب من القدس.
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، أن جنديا أصيب بجروح طفيفة في قلنديا، في انفجار قنبلة يدوية ألقاها متظاهرون، وأوضح أن الجيش استخدم الرصاص الحي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الذي يركز عمليات البحث في منطقة، دورا/الخليل، أن الجنود أطلقوا الرصاص الحي على فلسطينيين قاموا برشقهم بحجارة وزجاجات حارقة. وأصيب فتى برصاصة قاتلة في الصدر ونقل إلى مستشفى في الخليل.
وقتل فتى فلسطيني آخر بالرصاص صباح الاثنين في مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين بالقرب من رام الله، في ظروف مماثلة.
وشهدت الحملة العسكرية الإسرائيلية الحالية، أوسع عملية انتشار في الضفة الغربية، منذ انتهاء الانتفاضة الثانية في عام 2005.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن خبير في القضايا العسكرية، في صحيفة {يسرائيل هيوم} (إسرائيل اليوم)، قوله إن {إسرائيل بلغت عمليا حدود قدراتها على مهاجمة البنى التحتية لحماس (السياسية والاقتصادية والمدنية والعسكرية بالتأكيد)}، وعمليات التوغل التي تقوم بها منذ يومين تواجه مقاومة.
وأضاف: {إن ملفات الاستخبارات والأهداف المعدة منذ أشهر، استنفدت في موجة الاعتقالات}. وذكر دليلا على ذلك، «تناقص عدد الذين يجري توقيفهم على مر الأيام من دون الاقتراب من الهدف كما يبدو}.
من جهته، اتّهم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في خطاب مساء أول من أمس، إسرائيل {باستغلال فرصة خطف الشبان الثلاثة لزرع الفوضى}، معبرا عن أمله في العثور عليهم أحياء.
على صعيد آخر، فاجأ الرئيس الإسرائيلي، روبين ريفلين، الأوساط الإسرائيلية بتصريح عد خطيرا ويناقض موقف الحكومة الإسرائيلية، حين قال إن الحل الواقعي للصراع يتمثل في دولة واحدة يهودية ديمقراطية، يعيش فيها الفلسطينيون واليهود. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس الإسرائيلي الجديد، وفدا برلمانيا فرنسيا في الكنيست الاثنين الماضي. وذكر موقع صحيفة {معاريف} الذي نشر الخبر أمس، أن ريفلين التقي أربعين عضوا من البرلمان الفرنسي كانوا في زيارة لإسرائيل، وقال أمامهم، بأنه على قناعة بأن عدد اليهود في إسرائيل سيصل إلى أكثر من عشرة ملايين خلال خمس عشرة سنة، وهذا ما سيسمح بتطبيق الحل الواقعي للصراع مع الفلسطينيين، بدولة واحدة يهودية وديمقراطية يعيش فيها الفلسطينيون {المسلمون والمسيحيون} واليهود، بحقوق متساوية، وسيشعر الجميع بأن هذه الدولة هي دولتهم.
وأضاف ريفين، أن موقف الحكومة الإسرائيلية ورئيسها، بنيامين نتنياهو، يدعم حل الدولتين لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين، لكن هذا الحل لدى التوصل له، يجب عرضه على البرلمان {الكنيست} الإسرائيلي كي يصادق عليه، عندها سوف تحترم إسرائيل هذا الخيار والحل.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.