الأسواق متفائلة بانحسار غيوم «الحرب التجارية»

TT

الأسواق متفائلة بانحسار غيوم «الحرب التجارية»

اتجهت الأسواق أمس نحو مزيد من التفاؤل، فيما يتعلق بتقلص غيوم الحرب التجارية بين أبرز قوتين اقتصاديتين في العالم، وهما أميركا والصين، واتجهت أسعار الذهب إلى الانخفاض. وبينما أغلقت البورصات الآسيوية على تراجع، كانت الأسواق الأوروبية أفضل حالا واتجهت للصعود مستفيدة من أنباء إيجابية ظهر أمس، حول وجود مفاوضات بين واشنطن وبكين ربما تبدد سحب الحرب.
وارتفعت المؤشرات الرئيسية لبورصة «وول ستريت» 1.5 في المائة عند الفتح أمس، بعد التقارير المبشرة، وصعد المؤشر «داو جونز» الصناعي 394.94 نقطة، أو 1.68 في المائة إلى 23928.14 نقطة. وزاد المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 40.73 نقطة، أو 1.58 في المائة إلى 2628.99 نقطة. وأضاف المؤشر «ناسداك» المجمع 136.21 نقطة، أو 1.95 في المائة ليصل إلى 7128.87 نقطة.
وانخفضت أسعار الذهب الاثنين، من أعلى مستوى في خمسة أسابيع، والذي بلغته في وقت سابق من الجلسة أمس. وبحلول الساعة 08:36 بتوقيت غرينتش، انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 1346.01 دولار للأوقية (الأونصة). وفي وقت سابق من الجلسة ارتفعت أسعار الذهب إلى 1350.76 دولار، وهو أعلى مستوياتها منذ 19 فبراير (شباط). وتراجع الذهب في العقود الأميركية الآجلة تسليم أبريل (نيسان) 0.3 في المائة إلى 1346.3 دولار للأوقية.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 16.55 دولار للأوقية، فيما زاد البلاتين 0.3 في المائة إلى 949.80 دولار للأوقية. ونزل البلاديوم 0.1 في المائة إلى 976 دولارا للأوقية.
وعلى النقيض، واصل الدولار الأميركي تراجعه أمس أمام العملات الرئيسية خلال التعاملات. وتراجع مؤشر الدولار الرئيسي الذي يقيس أداء العملة أمام 6 عملات رئيسية بنحو 0.2 في المائة إلى 89.259 دولار.
وبحلول الساعة 9:10 صباحاً بتوقيت غرينتش، هبط الدولار أمام اليورو بنحو 0.4 في المائة إلى 1.2397 دولار، بينما ارتفع أمام الين من أدنى مستوى في 16 شهراً عند 104.97 ين بنسبة 0.2 في المائة. كما انخفضت العملة الأميركية أمام الجنيه الإسترليني مسجلة 1.4199 دولار، بهبوط يوازي نحو 0.5 في المائة، كما هبطت أمام الفرنك السويسري إلى 0.9457 فرنك بنسبة 0.2 في المائة.
وفي أسواق الأسهم، سجلت أغلب أسواق المال الآسيوية تراجعا عاما خلال تعاملات أمس، لتواصل خسائرها المسجلة في الأسبوع الماضي، على خلفية المخاوف من اشتعال حرب تجارية شاملة بين الصين والولايات المتحدة، حيث أغلقت الأسواق الآسيوية قبل تسرب أنباء المفاوضات.
وفي بورصة سيدني الأسترالية، سجلت الأسهم الأسترالية تراجعا واضحا، حيث تراجع مؤشر «إس آند بي – إيه إس إكس 200» بواقع 116.50 نقطة، أي بنسبة 1.96 في المائة. في حين تراجع المؤشر الأوسع نطاقا «أول أوريناريز» بواقع 114.20 نقطة، أي بنسبة 1.89 في المائة.
وفي اليابان، استمرت أسعار الأسهم اليابانية بالتراجع في مستهل تعاملات الأسبوع الجديد، حيث تراجع مؤشر «نيكي» القياسي بواقع 178.98 نقطة، أي بنسبة 0.87 في المائة. وفي باقي أسواق آسيا، تراجعت بورصات شنغهاي ونيوزيلندا وهونغ كونغ وسنغافورة وإندونيسيا وماليزيا، في حين سجلت بورصات كوريا الجنوبية وتايوان ارتفاعا طفيفا.
لكن في البورصات الأوروبية، فتحت الأسهم على ارتفاع طفيف أمس الاثنين، مع بدء سريان موجة التفاؤل. وارتفع المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.2 في المائة، وزاد المؤشر «داكس» الألماني الحساس للصادرات 0.3 في المائة.



«وول ستريت» تتراجع مع انخفاض أسهم التكنولوجيا وسط بيانات اقتصادية متفائلة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

«وول ستريت» تتراجع مع انخفاض أسهم التكنولوجيا وسط بيانات اقتصادية متفائلة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

تراجعت مؤشرات «وول ستريت» الرئيسة، الثلاثاء، متأثرة بانخفاض أسهم التكنولوجيا، وذلك بعد صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية المتفائلة التي أثارت حالة من عدم اليقين بين المستثمرين بشأن وتيرة تخفيف السياسة النقدية التي قد يتبعها بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.

وأظهر تقرير وزارة العمل أن فرص العمل في الولايات المتحدة بلغت 8.1 مليون في نوفمبر (تشرين الثاني)، مقارنة بتوقعات الخبراء الاقتصاديين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم والتي كانت تشير إلى 7.7 مليون.

من جهة أخرى، أظهر مسح لمعهد إدارة التوريدات أن نشاط الخدمات في ديسمبر (كانون الأول) سجل 54.1، متفوقاً على التوقعات التي كانت تشير إلى 53.3، ومرتفعاً عن رقم الشهر السابق.

وأدت هذه البيانات التي أظهرت استمرار مرونة الاقتصاد إلى زيادة التوقعات بشأن موعد بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة هذا العام، حيث يتوقع المتداولون أن يتم ذلك في يونيو (حزيران)، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

وانخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي 69.82 نقطة أو 0.17 في المائة ليصل إلى 42636.74 نقطة، في حين خسر مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» حوالي 24.88 نقطة أو 0.42 في المائة ليصل إلى 5950.50 نقطة، كما انخفض مؤشر «ناسداك» المركب 154.71 نقطة أو 0.80 في المائة ليصل إلى 19710.27 نقطة.

وارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.677 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ مايو (أيار) 2024، مما ضغط على الأسهم. كما تراجع القطاعان المالي والعقاري، الحساسان لأسعار الفائدة، بينما انخفضت أسهم التكنولوجيا بنسبة 0.8 في المائة، حيث تراجعت أسهم شركة «إنفيديا» الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بنسبة 2.6 في المائة.

وتركز السوق هذا الأسبوع على بيانات الرواتب غير الزراعية، إلى جانب محاضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر، المتوقع إصدارها في وقت لاحق من الأسبوع. وقال روبرت بافليك، مدير المحفظة الأول في «داكوتا ويلث»، إنه يتوقع أن يظل بنك الاحتياطي الفيدرالي متمسكاً بسياساته الراهنة، ويبدأ في خفض أسعار الفائدة عندما تبدأ قوائم الرواتب في التباطؤ قليلاً، وهو ما سيسهم في تخفيف بعض ضغوط التضخم.

وقال المحللون إن تعهدات حملة ترمب، مثل التخفيضات الضريبية والتعريفات الجمركية والتنظيم المتساهل، إذا تم تنفيذها، يمكن أن تنشط الاقتصاد، لكنها قد تزيد من التضخم وتبطئ من وتيرة خفض أسعار الفائدة. كما أن سياسات التعريفات الجمركية، إذا تم تنفيذها، قد تشعل حرباً تجارية مع أبرز شركاء الولايات المتحدة التجاريين.

من جهة أخرى، تصدرت أسهم قطاع الرعاية الصحية المكاسب بين قطاعات «ستاندرد آند بورز 500»، بارتفاع بنسبة 1 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسهم شركات تصنيع اللقاحات، مثل «موديرنا»، و«نوفافاكس»، و«فايزر»، في ظل المخاوف الزائدة من إنفلونزا الطيور.

وانخفضت أسهم «تسلا» بنسبة 2.9 في المائة بعد أن خفض «بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش» تصنيف السهم إلى «محايد» من «شراء»، مما أثر على قطاع السلع الاستهلاكية التقديرية.

وارتفعت أسهم البنوك الكبرى، مثل «سيتي غروب»، بنسبة 0.3 في المائة بفضل التغطية الإيجابية من شركة «ترويست» للأوراق المالية، في حين ارتفع سهم «بنك أوف أميركا» بنسبة 0.6 في المائة بعد مراجعات إيجابية من ثلاث شركات وساطة على الأقل.