الأردن يدرس إقامة منطقة حرة مع كينيا

TT

الأردن يدرس إقامة منطقة حرة مع كينيا

كشف وزير الدولة لشؤون الاستثمار الأردني مهند شحادة، عن وجود دراسة حكومية لإقامة منطقة حرة في العقبة (جنوب البلاد) لتنفيذ استثمارات مشتركة مع كينيا.
ودعا شحادة خلال افتتاحه أمس الاثنين فعاليات ملتقى الأعمال الأردني - الكيني مجتمع الأعمال الأردني لإنشاء شركة لوجيستية بمدينة مومباسا «الميناء الرئيسي في كينيا» من أجل تسهيل عمليات التسويق والترويج للمنتجات الوطنية في كينيا والدول الأفريقية.
وعبر عن أمله أن يسهم الملتقى في رفع حجم التجارة والاستثمارات البينية وتبادل الخبرات والأفكار والأعمال والاستفادة من المجالات المتاحة للقطاع الخاص في كلا البلدين واستثمار الفرص وترجمتها لواقع يخدم مصلحة الطرفين.
وأشار الوزير إلى قيام الحكومة الأردنية برفع الجنسية الكينية من قائمة الجنسيات المقيدة للحصول على تأشيرات دخول للمملكة كخطوة أولى للانفتاح على السوق الأفريقية بشكل عام.
وأشار شحادة إلى وجود مباحثات بين حكومتي البلدين لتوقيع اتفاقية أفضليات جمركية ترتقي بحجم التبادل التجاري بين البلدين، والتي ما زالت متواضعة ولا تتجاوز حدود 14 مليون دولار خلال الأعوام 2016 - 2013.
وأكد أن توقيع الاتفاقية يهدف إلى مساعدة المصدرين الأردنيين للدخول إلى السوق الكينية كبوابة لدخول أسواق الدول الأفريقية، ومساعدة المصدرين الكينيين إلى الدخول إلى السوق الأردنية كبوابة لدخول أسواق دول الشرق الأوسط.
من جانبه، قال رئيس غرفة صناعة الأردن عدنان أبو الراغب إن الأردن يسعى حاليا لاستكشاف الفرص التجارية مع الشركاء المحتملين في الأسواق الأفريقية، مشيرا إلى أن كينيا تعتبر بوابة ومركزا تجاريا مهما لبلدان شرق أفريقيا وعضوا بالكثير من الاتفاقيات التي تربط دول القارة.
وأوضح رئيس الغرفة أن توفر خدمات الشحن البحري بين ميناء العقبة وميناء مومباسا يعزز من الفرص المتاحة للجانبين لزيادة حجم التبادل التجاري وترويج وتسهيل الشراكات الاستثمارية.
إلى ذلك، أكد رئيس الغرفة الوطنية الكينية للتجارة والصناعة كيبرونو كيتوني أن كينيا منفتحة نحو الاستثمار وباتت تحتل المرتبة الرابعة أفريقيا لجهة جذب الاستثمارات وتعتبر مدخلا للأردن للوصول إلى أسواق دول شرق أفريقيا البالغ تعداد سكانها 150 مليون نسمة بالإضافة للاستفادة من أسواق دول مجموعة الكوميسا «السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا».
وأشار كيتوني إلى إنشاء منطقة تجارة حرة للدول الأفريقية التي أعلن عنها حديثا ستجعل من دول القارة أكبر الأسواق بالعالم بحلول عام 2050. مؤكدا أن التحولات تعتبر فرصا كبيرة أمام الأردن للاستفادة منها.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.