الحريري: زمن الاستيلاء على قرار الشمال لن يعود

وزير العدل السابق أشرف ريفي يدعوه إلى «الاستقالة من حكومة حزب الله»

الحريري خلال إعلان لائحة «المستقبل» في دائرة الشمال الثانية أمس (دلاتي ونهرا)
الحريري خلال إعلان لائحة «المستقبل» في دائرة الشمال الثانية أمس (دلاتي ونهرا)
TT

الحريري: زمن الاستيلاء على قرار الشمال لن يعود

الحريري خلال إعلان لائحة «المستقبل» في دائرة الشمال الثانية أمس (دلاتي ونهرا)
الحريري خلال إعلان لائحة «المستقبل» في دائرة الشمال الثانية أمس (دلاتي ونهرا)

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن قانون العفو أصبح جاهزاً وهو «سيصدر لا محالة»، واعداً أهالي السجناء الإسلاميين في طرابلس بأن العفو سيصدر خلال 10 أيام.
وفي كلمة له خلال احتفال إطلاق لائحة «المستقبل» في دائرة الشمال الثانية «طرابلس - المنية والضنية» شنّ الحريري هجوماً على وزير العدل السابق أشرف ريفي الذي يخوض معركة ضد «المستقبل» في المنطقة، موجّهاً في الوقت عينه تحية إلى الوزير السابق محمد الصفدي الذي كان قد أعلن انسحابه من المعركة لصالح الحريري، واصفاً طرابلس - المنية - الضنية بـ«المثلث الذهبي الذي يكشف التنك المزور الذي يعتقد غيركم نفسه قادراً على بيعه». وأضاف أن «طرابلس لا تريد الوصاية، إلا أنهم خبراء بالوصاية وشركاء بالوصاية» قائلا: «من هم في لوائح بشار الأسد يجب أن يعرفوا أن زمن الاستيلاء على قرار الشمال لن يعود وزمن الاستقواء بالسلاح والمخابرات لن يعود».
وفي ما بدا انتقاداً لريفي من دون أن يسميه، قال: «أحلى ما في الكذب أنه يسمح لك أن ترى الصدق وأحلى ما في الغدر أنه يسمح لك أن ترى الشهامة... وعلى سيرة قلة الوفاء لا يمكن أن ننسى بطل العالم النازل فينا تقارير ليل نهار ويقول إنه يحارب (حزب الله)، ولكن نحن قدّمنا مرشحين بلوائح ضد (حزب الله) مباشرة»، سائلاً: «لماذا يخوض مرشحو لائحتك المعركة بلوائح ضد المستقبل؟».
ورأى الحريري أن «هذه المنطقة ستقول كلمتها في الانتخابات التي ستكون الرد الحقيقي على كل ما يقال، نحن مشروعنا حماية طرابلس والشمال فعلياً»، مؤكداً أن «فرص العمل في طرابلس هي هدفنا»، وكاشفاً «أن حصة الشمال في المشاريع هي ثلاثة مليارات دولار».
ولفت إلى «أن رئيس الحكومة السابق تمام سلام غطى الجيش لفرض الاستقرار في طرابلس، وتيار المستقبل لم يتاجر بالشباب الموقوفين، وعملنا على قانون عفو صياغته أصبحت جاهزة وهذا الموضوع سيحصل لا محالة».
وأضاف: «قلبنا المعادلة وجمعنا الجميع للاعتراف بأن أمان لبنان هو الأساس وهذا لا يتحقق بالتدخل في شؤون الأشقاء، وتمكنا من قلب المعادلة وأثبتنا أن السنة ليسوا حرفاً ناقصاً وأن دورهم بالمعادلة الوطنية أقوى من أي سلاح، فكرامة السنة من كرامة لبنان، وكرامة لبنان وسلامته واعتداله أمانة في أعناقنا وهي أمانة رفيق الحريري، والاعتدال أساس وبخاصة في طرابلس والضنية والمنية، ولائحتنا هي الأمانة للاعتدال في الشمال».
ولم يتأخر رد ريفي على الحريري، بحيث دعاه في تغريدة على «تويتر» إلى «أن ينسجم مع مواقفه وأن يستقيل من حكومة (حزب الله) ويسحب أزلام النظام السوري من لوائحه». ودعاه أيضاً إلى أن «يتعهد أن يكون خطابه الانتخابي الذي يقوله في طرابلس وعكار خطاباً سياسيا في بيروت في مواجهة مشروع (حزب الله)».
إلى ذلك، التقى سعد الحريري، بعد ظهر أمس، وفداً من أهالي الموقوفين الإسلاميين في طرابلس وكان نقاش حول موضوع العفو العام الشامل عن أبنائهم. وقد أكد الحريري للوفد، بحسب ما ذكرت «وكالة الأنباء المركزية»، أن المسودة قد أنجزت والعمل جارٍ على إقرار قانون في القريب العاجل حيث من المفترض أن يُقرّ خلال عشرة أيام.
وقد أبدى الوفد، بحسب الوكالة، استياءه من المسودة التي طُرحت، والتي رأى أنه بموجبها سيستثنى عدداً كبيراً من السجناء الإسلاميين، مطالبين بأن يكون العفو العام «شاملاً كل أبنائهم».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.