السلطة تؤكد استمرار دفع رواتب «الشهداء والأسرى»

وصفت قانوناً أميركياً يهددها بـ«السياسي»

TT

السلطة تؤكد استمرار دفع رواتب «الشهداء والأسرى»

رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتوقيع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على القانون المعروف باسم «تايلور فورس» الذي يلزم وزارة الخارجية الأميركية بالتوقف عن تحويل مساعدات مالية للفلسطينيين، طالما تدفع السلطة مخصصات لعائلات منفذي عمليات قتلوا، أو أسرى تسببوا في قتل أو إصابة إسرائيليين، ووصفه بإشارة على تغيير القواعد، فيما رفضه الفلسطينيون، معلنين أنهم سيستمرون في دفع الرواتب.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المصادقة على القانون جاءت بعد نحو 3 أشهر من تمريره في مجلس النواب الأميركي، وذلك بالتوصل إلى اتفاق يقضي بدمجه في إطار مشروع الميزانية المؤقتة للحكومة الفيدرالية بقيمة 1.3 مليار دولار.
وحتى توقيع ترمب، كانت هناك شكوك حول ما إذا كانت الميزانية ستمر، لأنها تشمل أيضا تمويل برنامج لاستيعاب أطفال المهاجرين، وهو الأمر الذي يريد ترمب إلغاءه. ولكن ترمي واقعا في النهاية على الميزانية وعلى قانون تايلور.
وكان قد بادر إلى هذا القانون السيناتور ليندسي غراهام، الذي أعلن قبل أيام، أن هناك تقدما في مشاورات سن القانون الذي أطلق عليه اسم تايلور فورس، تيمنا بالطالب الأميركي، الذي كان أيضاً ضابطاً في الجيش وخدم في العراق وأفغانستان، قبل أن يقتل في يافا في مارس (آذار) 2016، على يد فلسطيني نفذ عملية طعن.
ومن المتوقع أن يؤثر القانون الجديد على مساعدات أميركية تقدر بمئات الملايين من الدولارات للسلطة الفلسطينية، وكذلك للمنظمات غير الحكومية العاملة في الأراضي الفلسطينية.
وكانت الخارجية الأميركية بدأت فعلا بتقليص مثل هذه المساعدات في السنوات الأخيرة. وينتظر أن تحيط الخارجية الأميركية الكونغرس بالطريقة التي ستطبق بها القانون الجديد.
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الترحيب بإقرار قانون «تايلور فورس»، قائلا في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس، إنه سيؤدي إلى «حرمان السلطة الفلسطينية من مئات الملايين من الدولارات التي تنفقها على تشجيع الإرهاب ومراعاة عائلات الإرهابيين والقتلة أنفسهم». وأضاف نتنياهو، «إنني اعتبر ذلك إشارة قوية من الولايات المتحدة تغيّر قواعد اللعبة».
وتابع: «الإشارة تدل على عدم استعداد الولايات المتحدة لقبول فرضيات الماضي أو أكاذيب الماضي، والتسامح معها. إنها ببساطة تكشف عن الكذبة تلو الأخرى، ثم تقف على الحقيقة تلو الأخرى. إنني أحيي الكونغرس الأميركي والرئيس ترمب على هذه القرارات، وأقتنع بأن جميع وزراء الحكومة الإسرائيلية يشاطرونني الموقف هذا».
ورفض الفلسطينيون القرار وعدوه سياسيا ويمثل نوعا من الابتزاز. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت، إن القرار الأميركي الجديد مرفوض مثل غيره من القرارات المعادية للشعب الفلسطيني، والتي تشجع إسرائيل على المضي في سياساتها الاستعمارية.
ووصف رأفت القرار بأنه يأتي في سياق قرارات أميركية أخرى لتقويض السلام وإنهاء حل الدولتين.
وكان رئيس المفوضية العامّة لمنظمة التحرير الفلسطينية لدى الولايات المتحدة، حسام زملط، أكد أن القيادة الفلسطينية ستبقى «ملتزمة بحقوق عائلات الشهداء والأسرى وتوفير حياة كريمة لهم». قائلا إنها لن تخضع للابتزاز المالي.
ووصف زملط القانون الأميركي أثناء نقاشه قبل أيام، بأنه يحمل دوافع سياسية، ويستخدم كأداة ضغط سياسي، خصوصا في ظل مساعي تمرير ما يسمى بصفقة العصر التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».